الموقف الموريتاني من القضية الصحراوية بين " الورطة " والحياد - جزء:1
إعداد : ميشان إبراهيم أعلاتي / تاريخ النشر : 2010-01-20
هذه قراءة موجزة للموقف الموريتاني من القضية الصحراوية ، وهي محاولة لفهم مختلف الأبعاد والخلفيات الكامنة وراء إثارة هذا الموضوع في الأسابيع الماضية . المقال عبارة عن بحث في 3 أجزاء يتناول الموقف من مختلف الجوانب التاريخية و الثقافية و الجغرافية والسياسية
مقدمة : لم يشهد الموقف الموريتاني من قضية الصحراء الغربية جدلا و نقاش مثلما شهده في الأسابيع الماضية ، بل أن هذا الموقف أسال الكثير من الحبر و أثار الكثير من الأقاويل ، لأن مجمل التطورات و الأحداث التي برزت على السطح وعلى مستوى فعاليات الساحتين الموريتانية و المغربية كانت حقا مثيرة إلى حد التقزز ، ولم تمر هذه الأحداث والتطورات دون أن يكون لها تأثير وتداعيات وبشكل خاص على مستوى الساحة الداخلية الموريتانية حيث تمددت هذه المواقف أفقيا وعموديا لتصبح على شكل حرب بيانات وندوات صحافية نارية ، خاصة وأن هذه الساحة كانت وإلى وقت قريب مستقرة نسبيا ، بعد أن خرجت من مخلفات الإنقلابات العسكرية وهي متوجة بلقب النموذج الريادي في" الديمقراطية العربية " والذي ما فتئ ـ أي اللقب ـ أن أضمحل تحت مسالك الدبابات وفوهات البنادق .لذا سنحاول أن نثير في هذا المقام مجموعة من التساؤلات المباحة على ضوء التطورات التي تحدثنا عنها سلفا .ومن تلك الأسئلة :ما هي الخلفيات والدوافع وراء تبني مواقف سياسية مناقضة للعرف الدبلوماسي ؟ كيف ساهم مسلسل التحول الديمقراطي داخل المجتمع الموريتاني ونخبه السياسية في بلورة الموقف الرسمي الموريتاني ؟ هل لحركة وحراك المجتمع المدني في موريتانيا أي إنعكاس على هذا الموقف " الحيادي "و" الإستراتيجي " ؟ وأخيرا كيف أثرت التطورات المتلاحقة والآنية على العلاقات الصحراوية الموريتانية ؟
العلاقات الصحراوية الموريتانية .. ماضي له جذور
تعود العلاقات الصحراوية الموريتانية إلى ما قبل القرن 15 تقريبا ، وهذا ما يؤكده بعض الباحثين في الشأن التاريخي ، حيث يرى هؤلاء أن العرب في نسختهم الحسانية امتزجوا بأحفاد المرابطين،...ء
No comments:
Post a Comment