Monday, January 25, 2010

متى سيتجاوز النظام المغربي سن المراهقة السياسية ؟
20/01/2010 محمد الأمين ولد محمد / خبير إستراتيجي
كنت أعتقد أن مهندسي السياسة الخارجية المغربية عبارة عن كوكبة من العباقرة وعمالقة العلوم السياسية والدراسات الإستراتيجية لكن أزمة الحقوقية الصحراوية أثبتت العكس حيث أظهرت بشكل جلي أن المغاربة يتصرفون بناء على عطوافهم أكثر منه على عقولهم لذلك لم تكن إنتكاستهم الدبلوماسية وانتصار الحركة الوطنية الصحراوية مفاجئة بالنسبة لي بل إنني توقعت حتميتها منذ اليوم الأول.
كما أن التدخل المغربي السافر في الشؤون الداخلية الموريتانية لايخرج عن النطاق التكتيكي للسياسة المغربية وضيق أفقها ومحاولتها تعظيم مكاسبها آنيا متجاهلة البعد الإستراتيجي
.
لذلك فإنني أتوقع سقوط نظام محمد ولد عبد العزيز وعودة العلاقات الموريتانية المغربية إلى العهد الهيدالي وتشكيل حلف جزائري ،صحراوي ،موريتاني ، ببساطة لأن المغرب حاول تحقيق جملة من المكاسب دفعة واحدة عنطريق النظام الموالي له في إنواكشوط بدء بزيارة الشيخ العافية إلى الداخلة مرورا بتصريحات إبن عم الرئيس والنائب البرلماني الداعية لسحب الإعتراف من الجمهورية الصحراوية وصولا لمذكرات الضحك على الذقون التي يصدرها محمد فال ولد القاضي المعنونة ب"مذكرات عائد من الجحيم" كلها أمور جعلت المواطن الموريتاني يشعر أن بلده محتل بصفة غير مباشرة من طرف المغرب عنطريق نظام عميل مما زاد من منسوب الوعي الوطني وضرورة التخلص من النظام بأي طريقة كما زاد من العداء للمغرب ومصالحه ،لذلك فإن أي نظام يقوم على أنقاض النظام الحالي سوف يكون عدوا لدودا للمغرب وسيتبنى القضية الصحراوية ، فمتى سيتجاوز النظام المغربي سن المراهقة السياسية وينظر إلى سياسته الخارجية من منظور إستراتيجي كما هو الشأن بالنسبة للبوليساريو التي تتفوق على المغرب بفارق سنة ضوئية؟
الإنقلاب على ديمقراطية بلد إجراء تكتيكي قد يحقق مكاسب مرحلية لكن آثاره كارثية على الأمد المتوسط خاصة أن الوعي الوطني بدأ يتشكل في منطقة شاسعة تمتد من ضفاف نهر النيجر شرقا إلى المحيط الأطلنسي غربا ومن نهر الصنهاجة جنوبا إلى وادي درعة شمالا ، فهل سيستطيع المغرب الصمود في وجه تيار البيظان الذي بدأ يكتشف اللعبة ولم يعد يقبل أن يضرب بعضه ببعض بل إنه أصبح يتشوق إلى الإنضمام إلى جيش التحرير الشعبي الصحراوي وتسريع حسم الصراع لصالح البيظان ؟
هل سيكتفي جيش التحرير الشعبي بالحدود الحالية للصحراء الغربية أم أنه سيزحف شمالا نحو وادي درعة على اعتبار أنه يشكل الحدود التاريخية لتراب البيظان؟ هل سيتعقل المغرب ويسعى إلى إنهاء الصراع بصفة مشرفة وعبر إستفتاء تشرف عليه الأمم المتحدة ؟ أم أن لغة أزمة آمنة حيدار ستبقى المسيطرة مما يعني نهاية الصراع على شاكلة نهاية أزمة آمنة حيدار: الصحراويون كل شئ والمغرب لاشئ؟

No comments: