زفاف في الزنزانة (قصة قصيرة) ء
18/01/2010 بقلم: خديجة حمدي
إهداء: إلى المعتقلة السياسية الصحراوية، الدڭجة لشقر، بسجن سلا المغربية، مع المحبة والتقدير.
18/01/2010 بقلم: خديجة حمدي
إهداء: إلى المعتقلة السياسية الصحراوية، الدڭجة لشقر، بسجن سلا المغربية، مع المحبة والتقدير.
تململت تغالب كل الأفكار المعششة في ذاكرتها المهجورة، لقد توقف الزمن في تلك الليلة التي استحالت إلى كابوس، غريب، كيف يحولون الأفراح في لحظة إلى مآتم؟ كيف يجمدون الزغاريد على السنة النسوة؟ كيف يملأون عيون الأطفال حيرة واستغرابا؟ كيف يروضون السياط الجامحة على أجساد الأمهات؟ لا، المرأة لا تضرب، لكن كيف يقتادون الكهول إلى مخافرهم الملعونة؟ إنهم طيبون، لماذا يسرقون حلمها هي بالذات؟أنعجن الحلم بروائح القرنفل المرقد في ضفائرها منذ ثلاثين سنة بنتن الزنزانة في معتقل "قلعة مڨونة" استنشقت بخور المسك المعطر في حنايا جسمها الموشوم بآثار التعذيب، ضمت قلبها المثخن بجراح الشوق إليه، مسكينة، الشوق للشهداء لا ينتهي، إنه إحساس مزمن سيسكنك إلى الأبد.رأتهن من حولها بألوان كل الجرائم إلا جريمة الوطن، فهن لم يعرفن له دفئا ولا معنى، وهن في نظره عالة أو مشكلة.يتشاجرن لأتفه الأسباب، يتقن كل اللغات البذيئة، تتطاير روائح السجائر الممزوجة بمخدرات تأصلت في دمائهن من أفواههن التي اختلط فيها الذهب بالسواد، وعبارات اكتسبنها من قاموس العهر المكروه، كل ذلك يزيدها غربة بينهن.انزوت حتى كادت تذوب في ركن الزنزانة، صرخن في وجهها، أنت من طينة أخرى، نتفن شعرها الملتصق بجلد رأسها المدمر، اقتلعنها من ردائها المميز، قطعنه وجعلن منه أغطية لشعورهن المحملة بالحناء والأصباغ والشيب
http://upes.org/body2.asp?field=articulos&id=1480 تتمة القصة ...
No comments:
Post a Comment