الريـف.. بعد خمسين سنة
fikri-87@hotmail.com فكري الأزراق ـ تمت في مدينة الناظور إعادة دفن الستة عشر جثة التي تم اكتشافها في المقبرة الجماعية بثكنة الناظور يوم 28 أبريل 2008 وسط تعتيم إعلامي وسياسي، ودون استحضار الفعاليات الحقوقية والجمعوية والسياسية الريفية، وبذلك أعلن المجلس الإستشاري لحقوق الإنسان عن طيه لملف أحداث الريف لسنة 1984 بشكل نهائي، إلا أن المشكل والجدال لا زال قائما حول العدد الحقيقي للضحايا المصرح به، وحول الطريقة التي تدار بها عملية جبر الضرر الجماعي التي ليست سوى ذر للرماد في عيون الريف والريفيين، فجبر الضرر في نظرنا لا يمكن أن يكون إلا باعتذار رسمي للدولة عما حدث، وكشف كامل الحقيقة، ومحاكمة الجلادين المتورطين في الأحداث الدامية التي شهدها الريف، وحفظ الذاكرة، وتقديم ضمانات دستورية وقانونية للريفيين لأجل عدم تكرار ما جرى، وتنمية الإنسان ذاتا وهوية..... ولتسليط بعض الأضواء حول أحداث الريف نعيد نشر المقال أسفله الذي نشرته أسبوعية الرقيب منذ حوالي سنة .
الريف بعد نصف قرن من انتفاضة1958/59
وربع قرن من انتفاضة 1984 ضحايا كثيرة في الانتفاضتين والعدد الحقيقي لا زال مجهولا !!! ء
عملت الدولة المغربية بمختلف أجهزتها الأمنية والاستخباراتية ، وبتنسيق مع الهيئات المدنية التي لا تتردد في الولاء الأعمى للدولة منذ استقلال المغرب الى حدود اليوم على احتكار كل المعلومات المتعلقة بقضية الريف في علاقته مع المخزن، وأدى هذا الإحتكار المزدوج إلى عدم فهم الانسان الريفي لتاريخه خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار الأحداث التاريخية التي واجه فيها أبناء الريف الدولة في صراع غير متكافئ بين الجيش النظامي المسلح والريفيين العزل، فالدولة المخزنية لا زالت تعتبر أن الشعب ليس إلا رعية لا حق له في المعلومة ولا الخبر – باستثناء تمرير خطاباتاتها المملة- ، ولا تعتبره مواطن له الحق في المعلومة والإخبار والمشاركة في الشأن العام باعتباره المعني الأول والأخير، وهذا ما أدى إلى عدم فهم مجريات الأحداث التاريخية الريفية في المغرب المعاصر بدءا بأحداث 1958-1959 مرورا بسنوات الرصاص في الستينات والسبعينات وصولا إلى انتفاضة الخبز في يناير 1984، حيث ظل المواطن الريفي بمنأى عن القرارات التي تتخذها الدولة وإن كانت تهم الريف. لذلك لا نستغرب من وجود ريفيين ينكرون ما حدث لأجدادهم من قتل واغتصاب واختطاف، بل يباركون سياسة الدولة المخزنية التي تعيد الريف إلى الوراء ويبطبلون ويغيطون لأية مبادرة مخزنية تخلط الحابل بالنابل لأجل عدم فهم ما جرى... السياق العام لأحداث 1958-1959 بالريف مباشرة بعد الاستقلال الشكلي للمغرب بعد مفاوضات "إيكس ليبان" التي دارت بين من كانوا يسموا أنفسهم بالحركة الوطنية وأنهم الممثلون الشرعيون للشعب المغربي، وفرنسا الاستعمارية التي مرغ الريفيون كرامتها في التراب، وكانت على مرمى حجر من الانسحاب نتيجة المقاومة الشرسة التي قام بها رجال جيش التحرير المستجيبون لنداء الأمير مولاي موحند بن عبد الكريم الخطابي الذي دعا إلى ضرورة مواصلة العمل المسلح إلى غاية الاستقلال التام، مما دفع بالفرنسين إلى البحث عن طرق أخرى للانسحاب الفوري مع ضمان الحفاظ على مصالحهم بالمغرب. يحكي المهدي المنجرة في إحدى محاضراته عن استعداد هؤلاء الانتهازيين للعمالة مع الفرنسيين حين ذكر بقصة ذلك الفقيه الذي اعتصم مطالبا مقابلة المقيم العام الفرنسي ليقول له ما معناه :"ارحلوا مرتاحين ...فقد وجدتم هنا جيلا هو أكثر استعدادا للحفاظ على مصالحكم أكثر مما تفعلون بأنفسكم". ...
fikri-87@hotmail.com فكري الأزراق ـ تمت في مدينة الناظور إعادة دفن الستة عشر جثة التي تم اكتشافها في المقبرة الجماعية بثكنة الناظور يوم 28 أبريل 2008 وسط تعتيم إعلامي وسياسي، ودون استحضار الفعاليات الحقوقية والجمعوية والسياسية الريفية، وبذلك أعلن المجلس الإستشاري لحقوق الإنسان عن طيه لملف أحداث الريف لسنة 1984 بشكل نهائي، إلا أن المشكل والجدال لا زال قائما حول العدد الحقيقي للضحايا المصرح به، وحول الطريقة التي تدار بها عملية جبر الضرر الجماعي التي ليست سوى ذر للرماد في عيون الريف والريفيين، فجبر الضرر في نظرنا لا يمكن أن يكون إلا باعتذار رسمي للدولة عما حدث، وكشف كامل الحقيقة، ومحاكمة الجلادين المتورطين في الأحداث الدامية التي شهدها الريف، وحفظ الذاكرة، وتقديم ضمانات دستورية وقانونية للريفيين لأجل عدم تكرار ما جرى، وتنمية الإنسان ذاتا وهوية..... ولتسليط بعض الأضواء حول أحداث الريف نعيد نشر المقال أسفله الذي نشرته أسبوعية الرقيب منذ حوالي سنة .
الريف بعد نصف قرن من انتفاضة1958/59
وربع قرن من انتفاضة 1984 ضحايا كثيرة في الانتفاضتين والعدد الحقيقي لا زال مجهولا !!! ء
عملت الدولة المغربية بمختلف أجهزتها الأمنية والاستخباراتية ، وبتنسيق مع الهيئات المدنية التي لا تتردد في الولاء الأعمى للدولة منذ استقلال المغرب الى حدود اليوم على احتكار كل المعلومات المتعلقة بقضية الريف في علاقته مع المخزن، وأدى هذا الإحتكار المزدوج إلى عدم فهم الانسان الريفي لتاريخه خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار الأحداث التاريخية التي واجه فيها أبناء الريف الدولة في صراع غير متكافئ بين الجيش النظامي المسلح والريفيين العزل، فالدولة المخزنية لا زالت تعتبر أن الشعب ليس إلا رعية لا حق له في المعلومة ولا الخبر – باستثناء تمرير خطاباتاتها المملة- ، ولا تعتبره مواطن له الحق في المعلومة والإخبار والمشاركة في الشأن العام باعتباره المعني الأول والأخير، وهذا ما أدى إلى عدم فهم مجريات الأحداث التاريخية الريفية في المغرب المعاصر بدءا بأحداث 1958-1959 مرورا بسنوات الرصاص في الستينات والسبعينات وصولا إلى انتفاضة الخبز في يناير 1984، حيث ظل المواطن الريفي بمنأى عن القرارات التي تتخذها الدولة وإن كانت تهم الريف. لذلك لا نستغرب من وجود ريفيين ينكرون ما حدث لأجدادهم من قتل واغتصاب واختطاف، بل يباركون سياسة الدولة المخزنية التي تعيد الريف إلى الوراء ويبطبلون ويغيطون لأية مبادرة مخزنية تخلط الحابل بالنابل لأجل عدم فهم ما جرى... السياق العام لأحداث 1958-1959 بالريف مباشرة بعد الاستقلال الشكلي للمغرب بعد مفاوضات "إيكس ليبان" التي دارت بين من كانوا يسموا أنفسهم بالحركة الوطنية وأنهم الممثلون الشرعيون للشعب المغربي، وفرنسا الاستعمارية التي مرغ الريفيون كرامتها في التراب، وكانت على مرمى حجر من الانسحاب نتيجة المقاومة الشرسة التي قام بها رجال جيش التحرير المستجيبون لنداء الأمير مولاي موحند بن عبد الكريم الخطابي الذي دعا إلى ضرورة مواصلة العمل المسلح إلى غاية الاستقلال التام، مما دفع بالفرنسين إلى البحث عن طرق أخرى للانسحاب الفوري مع ضمان الحفاظ على مصالحهم بالمغرب. يحكي المهدي المنجرة في إحدى محاضراته عن استعداد هؤلاء الانتهازيين للعمالة مع الفرنسيين حين ذكر بقصة ذلك الفقيه الذي اعتصم مطالبا مقابلة المقيم العام الفرنسي ليقول له ما معناه :"ارحلوا مرتاحين ...فقد وجدتم هنا جيلا هو أكثر استعدادا للحفاظ على مصالحكم أكثر مما تفعلون بأنفسكم". ...
No comments:
Post a Comment