Wednesday, August 12, 2009

إالسيد بابا مصطفى السيد: دارة أوباما لديها إرادة حقيقية للتعاطي مع حل قضية الصحراء الغربية
11/08/2009
سجل رئيس مركز الساقية الحمراء ووادي الذهب للدراسات الاستراتيجية والسياسية، الدكتور بابا مصطفى السيد ما قال بأنها "إرادة حقيقية لدى إدارة الرئيس الامريكي الجديد باراك أوباما فيما يخص التعاطي بنوع من الذكاء والفراسة مع مشكلة الصحراء الغربية".
وشدد الدكتور الصحراوي في حديث لبرنامج قضايا الساعة الذي تبثه الاذاعة الوطنية الصحراوية ان الحل السياسي لقضية الصحراء الغربية "لا يمكن أن يكون ولن يكون ولا يجب أن يكون إلا بالاستقلال الكامل للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية على كامل التراب الصحراوي".
وأكد في هذا الصدد "أن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية المستقلة هي الإطار الحاضن للمصالح الحقيقية لكل الجيران وغير الجيران، لأنها هي العامل الأساسي في الاستقرار في المنطقة والجميع ينشد الاستقرار في منطقتنا وبحاجة له وخاصة المغرب".

وفيما يلي النص الكامل للحوار:
كما هو معلوم تنطلق جولة جديدة من المفاوضات، تمهيدية وسرية بين البوليساريو والمغرب، فأين تكمن أهمية هذه الجولة؟ وما تتوقعون ان تتميز به عن سابقاتها التي شهدتها مانهاست؟
في البداية أود أن اشكر الإذاًعة الوطنية على استضافتي في إطار هذا البرنامج، وبالمناسبة لا يفوتني في مستهل حديثي إلا أن أؤكد على حقائق حتى لا تبقى الأبواب مفتوحة على تعددية الحلول، وبالتالي الابتعاد عن الحل الحقيقي الذي هو استفتاء تقرير المصير، الحل الشفاف والشامل تحت رقابة دولية. أؤكد على حقائق مبدئية من خلال نقطتين أساسيتين هما أولا: التذكير على أنه في السياسة كما في السوق، لا يحصل المرء على ما يريد أو ما يشتهي أو حتى ما يحتاج إلا إذا كان على استعداد لان يدفع المقابل، والمسألة الثانية مقولة قالها وينستون تشرشل (رئيس الوزراء البريطاني السابق)، نهاية الحرب العالمية الثانية "لقد ارتكبت من الجرائم خارج بريطانيا ما لو ارتكبته داخلها لقضيت حياتي في السجن". ومن خلال النقطتين السالفتين نستنتج التأكيد على مبدأين أساسيين: - لا تفاوض إلا في ظل ميزان قوة، وبالتالي لا تقدم في إطار المفاوضات إلا في ظل ميزان قوة معين، تفرض على الطرفين البحث الجاد والحقيقي عن حلول لأزمة يستشعر الطرفين انه لا مناص من إيجاد حل لها. – المسألة الثانية والأساسية هو أن ما يجري داخل حدود الدول والذي يتحكم فيه القانون عكس ما يجري خارج حدود تلك الدول والذي يعتبر مسرحا مفتوحا لصراعات لا يحدد فيها أي عنصر شيئا إلا عنصر القوة.
وبالتالي فإننا عندما نتحدث عن مفاوضات سابقة أو مقبلة، يجب أن نتكلم عن مإذا يمكن أن نفرض على المغرب؟ وماهي عناصر القوة التي نتمتع بها حتى نفرض على المغرب التعاطي بإيجابية مع الحلول التي اقترحتها مسبقا الأمم المتحدة والتي لا تتعدى في الحقيقة حلا واحدا كون الصحراء الغربية مستعمرة، وتعتبرها الأمم المتحدة مستعمرة، ولا يمكن إيجاد حل نهائي يضع حدا لهذا الاستعمار إلا عن طريق استشارة سكان البلد الأصليين، أي الصحراويين، لتمكينهم من الاختيار تحت رقابة دولية ومن خلال استفتاء تقرير مصير، شفاف، عادل يضمن نزاهة هذا الاختيار وبكلمة واحدة فإنني لا أرى لا في مفاوضات هيوستن ولا في مفاوضات ما بعد هيوستن ولا في المفاوضات التي نحن على أبوابها في فيينا أية ايجابية على الإطلاق إلا ايجابية واحدة، وهي انه لما يجتمع الطرفان نتكلم عن الصحراء الغربية ونستطيع أن نبرز إذا استطعنا أن نتعاطى مع المشكل بحذاقة وذكاء تعنت المغرب ورفضه للحلول .
ولا أرى من ايجابية أخرى للمفوضات إلا تلك، لأن المغرب متعنت وأثبت الملك تعنته منذ مجيئه إلى العرش بما لا يدع مجالا للشك، ففي آخر مناسبة لتوليه للعرش، أكد الملك في خطابه انه ليس على استعداد أن يقبل أي تفاوض إلا بقبول الحل الذي ارتضاه والذي يتعارض والشرعية الدولية.
في الوقت الذي تتمسك فيه البوليساريو باستفتاء تقرير المصير يضغط المغرب بأن لا حل لديه إلا الحكم الذاتي، ليزداد اتساع الهوة بين الطرفين. كيف يمكن للوسيط الدولي أن يعمل عل حلحلة الجمود الحاصل في مسار التسوية الحاصل بالصحراء الغربية؟
هنا يجب ان نقف على حقائق وأمور منها ان المغرب في عرف الشرعية الدولية، دولة غازية للصحراء الغربية. ولا توجد في العالم على الإطلاق دولة تعترف بشرعية احتلاله للصحراء الغربية، بل إن العالم مجمع على أن المغرب دولة غازية، محتلة، انتهكت مواثيق الأمم المتحدة والمشروعية الدولية، لما دفعت بجنودها لتشريد شعب واحتلال أرضه ظلما وعدوانا في واضحة النهار
إذاً هنا لا يتعلق الأمر بالبون بين طرف وطرف، الأمر يتعلق بالاحتكام للشرعية والمشروعية الدولية والمشروعية الدولية تقر فيما تقر، انه لا حل لمشكلة الصحراء الغربية إلا بالاحترام المبدئي الحقيقي لإرادة شعب الصحراء الغربية في اختيار مإذا يريد مما يراه مناسبا لمستقبله ومستقبل ابنائه، إذاً لما نقول بان هناك بون بين طرفي النزاع، هنا نلمس إلى حد ما تظلم أو نوعا من التجرؤ على الترجمة غير المعقولة للمشروعة الدولية، لان الخلاف الحاصل مرده تعنت دولة غازية مستعمرة أرادت أن تمتلك رقاب شعب بقوة النار والحديد، وعندما تعلن البوليساريو أنها متمسكة بالمشروعية الدولية، فمعنى هذا أنها تقر مبدئيا بأنها تحتكم لخيار الشعب الصحراوي مهما كانت طبيعة خياره، فإذا أراد الشعب الصحراوي أن يكون جزء من الدولة المغربية وجزء من مكوناتها الاجتماعية فله ذلك، وإذا أراد أن يمارس في إطار الاستقلال حقه المشروع في الاختيار فله ذلك، إذن أن نأخذ بعين الاعتبار المصطلحات لأن كل شيء كامن في المصطلح، إذن المغرب هو الخارج عن الشرعية الدولية، المغرب هو المعتدي، المغرب هو الغازي، ولن ينفي ذلك ومن ثم فنحن أمام اختيارين إما أن نبقي على هذا المنطق وهذا الأسلوب في التعاطي مع الأمور وأظن أنه ناجع وللمغرب أن يختار طريقه بعد أن تأكد بعد ثلاثة عقود أنه ورغم إمكاناته المسخرة والموظفة كاملة في حرب الصحراء الغربية، منذ بداية الغزو، منتصف السبعينات حتى يومنا هذا لم يسعفه ذلك حتى في فرض استتباب الأمن في المداشر المحتلة من الصحراء الغربية وبين أن يختار حلا يحفظ له ماء الوجه وإمكانية الجوار مع شعب آخر لا يقبل غير الاستقلال بديلا، على الأقل هذا ما أكده استمرار الكفاح منذ بداية الغزو حتى الآن.
إذن يجب أن توضح الأمور من ناحية الخطاب ومن ناحية جوهر هذا الخطاب. المغرب ليس طرفا في النزاع إلا لأنه أقدم على اختراق جدار المشروعية الدولية وضرب بالحائط مواثيق الأمم المتحدة والقوانين التي يرتكز عليها التعاطي بين الشعوب وبين الدول.
هل قدر الصحراويين أن يظلوا رهينة تأجيلات وتقاعس الأمم المتحدة في ظل غياب ضغوط تفرض على المغرب الانصياع للشرعية الدولية؟ وكيف ستتصرف الأمم المتحدة مع هذا المشكل الذي طرحته على أجندتها منذ الستينات؟
انأ أردت وعن سابق إصرار أن أؤكد أن نفس القوانين التي تحكم السياسة هي نفسها التي تحكم السوق، اي انك لن تحصل إلا على ما أنت في موطن أن تؤدي ثمنا مقابلا له، فلنا أن نلهث وراء المغرب والمغرب لا يريد إلا ما أراد لحد الساعة. التعنت كامن وفرض سيطرته علينا، عقليا، ماديا وعسكريا أو التفكير بطريقة آخرى وهي أننا في صراع مع المغرب، صراع نجحنا إلى حد كبير في ربح الأساسي منه، وهو أن نبين للعالم قاطبة بما فيها الشعب المغربي، أنه لن يكون في يوم من الأيام في مستوى فرض حل عسكري علينا رغم تباين القوة بيننا وبين المغرب، المسألة الأخرى هي أن حرب الصحراء الغربية تشكل هدرا حقيقيا لإمكانيات المغرب المتواضعة والنقطة الثالثة هي أن حرب الصحراء الغربية مرشحة لان تكون بؤرة تأزم داخل المغرب ذاته، تنخر في جسمه، وليست له القوة وليست له الإمكانيات للتغلب عليها وبهذا نكون قد فكرنا بمنطق السياسة وبمنطق العصر، أي أننا ندرك أننا في صراع يدار بطرق شتى ومتفاوتة ومختلفة، لكنه صراع ليس للعاطفة فيه دخل وإذاً انطلقنا من هذا الفهم وهذا التوجه فما علينا إلا أن نجرد إمكانياتنا المتوافرة ونعمل على تنميتها وتجذيرها ونحاول أن نصوب جهدنا اتجاه نقاط الضعف الموجودة في الجسم المغربي وفي الدولة المغربية، ونواصل ما سبق أن أعلناه في بداية الكفاح المسلح ضد اسبانيا وهو أن هذه الحرب طويلة النفس، طويلة الأمد، يضمنها الشعب الصحراوي ولا أحد غيره.
وهنا بالتأكيد سيكون الانتصار حليفنا في نهاية المطاف، لان المغرب وكأي دولة استعمارية محتلة ضد إرادة شعب في الحرية، في الكرامة، في البقاء لن يكتب له إلا الفشل، لكن هذا كله ينبغي أن يكون ضمن تصور شامل لصراع شامل بيننا وبين الدولة المغربية، أما إذا أخذنا المفاوضات وكأنها ديناميكية مستقلة لوحدها فلن تأت المفاوضات بشيء يذكر ولن نتقدم قيد أنملة على طريق التحرير والنصر.
إذاً يجب اعتبار مفاوضات اليوم كمفاوضات الأمس وكمفاوضات ما بعد الغد واجهة لصراع حقيقي يجب أن تدار دفته بكل عقلانية في إطار صراع شامل بين الشعب الصحراوي والدولة المغربية وأعود مجددا في هذا الحوار لأذكر بما سبق وأن قلته سابقا وهو أن هذا يفترض إيجاد ضمانات والضمان الحقيقي للشعب الصحراوي هو تجنيده لإمكانياته وطاقاته في إطار صراع شامل بينه والدولة المغربية.
هل الظروف الدولية مواتية لإيجاد مقاربة سياسية جديدة؟
لقد اتسم تعامل إدارة بوش بالهستيريا في التعامل مع كافة القضايا الدولية وليست القضية الصحراوية لوحدها واعتقدت أن عنجهيتها واعتمادها على السلاح كفيل بفرض الحلول التي تراها وقد كانت النتيجة في ظرف سنوات قليلة على عكس ما أرادته تلك الإدارة وعلى كل المستويات، حيث خاضت أمريكا حربا مدمرة على كل الواجهات، مدمرة في السوق، مدمرة في الإمكانيات مدمرة في الوسائل ...الخ.
واعتقد اليوم أن إدارة اوباما استخلصت العبر من الإدارة التي سبقتها، وتريد أن تتعاطى مع الأمور بنوع من الذكاء والمنطق بما يضمن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية ومن ثم فإن الشعب الصحراوي في مستواه وفي إمكانياته قادر على ضمان مصالح من أرادوا أن يساهموا في إنشاء حل عادل يضمن الاستقرار الحقيقي، هذا الحل العادل لا يمكن أن يكون إلا الاستقلال الكامل للدولة الصحراوية، المستعدة لتقديم ضمانات للدولة المغربية فيما يخص استقرارها، إمكانياتها ووسائلها وان تعطي ضمانات لكل مكونات المغرب العربي على أنها عنصر لا يمكن تحييده في هذا الفضاء الجيواستراتيجي، الذي يسمى شمال إفريقيا.
إذاً يجب أن نسجل إرادة حقيقية لدى إدارة أوباما للتعاطي بنوع من الذكاء والفراسة مع مشكلة الصحراء الغربية كما يتم التعاطي مع قضايا أخرى بنفس المنطق العقلاني الذي يغلب الحكمة والتبصر في البحث عن المصالح. يجب أن نستغل هذا لكن لا يمكن أن نركن له وحده، بل يجب أن نعرف أنه لن يساعدك إلا من رأى مصلحته في وجودك وفي التعاطي معك ونحن في موقع قوي وفي موطن قوة يفترض على كل اللاعبين الدوليين التعامل معنا والتعاطي معنا على أننا قوة لا يمكن الاستهزاء بها أو تجاهلها في التعاطي مع الوضع القائم في كل شمال إفريقيا، لكن إذا رآنا الناس على خلاف ذلك فسيتم التعامل والتعاطي معنا على أساس مخالف ومن ثم يجب تغليب نظرة شاملة تفرض أن الصراع مع الدولة المغربية شامل، لا يستثني جزءا ولا مجالا ولا منطقة ونحن نمسك عناصر أساسية للتأثير على الدولة المغربية على المديين المتوسط والبعيد تضمن لنا الانتصار.
وإذا استطعنا ان ندمج تعاطينا مع المفاوضات وفي غير المفاوضات ضمن هذا المنظور فسنكون في مستوى من يستطيع أن يفرض على المغرب احترام حقوقه الشرعية والمشروعة المعترف بها دوليا. وإذا لم نستطع السير وفق هذه الرؤية فسنظل نلهث وراء المغرب، الرافض لكل شيء ما عدا ما يراه موافقا لمصالحه، أي فرض السيادة المغربية على الصحراء الغربية.
ما ذا يمكن ان تقول للمفاوض الصحراوي وهو يتأهب الدخول لهذه الجولة التمهيدية من المفاوضات؟
لا أريد أن أتوجه بطريقة خاصة إلى هذه الشريحة الاجتماعية أو تلك، كل ما أريد أن أقوله هو أننا أصحاب قضية، استطعنا في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد وانطلاقا من إمكانيات تكاد تكون معدومة بشريا وماديا أن نفرض على المغرب أن يعترف أن لا حل عسكري لهذا النزاع أو على الأقل أنه لن يستطيع هو أن يفرض علينا حلا عسكريا، إذاً يبقى الحل السياسي هو الحل الذي ينبغي أن يأخذ بعين الاعتبار ومن ثم فالحل السياسي المنشود الآن بعد أن ربحنا الشوط الأول من الصراع لا يمكن أن يكون ولن يكون ولا يجب أن يكون إلا بالاستقلال الكامل للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية على كامل التراب الصحراوي وهنا يجب ان نؤكد أن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية مستقلة هي الإطار الحاضن للمصالح الحقيقية لكل الجيران وغير الجيران، لأنها هي العامل الأساسي في الاستقرار في المنطقة والجميع ينشد الاستقرار في منطقتنا وبحاجة له وخاصة المغرب.
http://upes.org/body1.asp?field=sosio&id=4760

No comments: