Saturday, August 15, 2009

متى تنفتح أبواب حل نزاع الصحراء الغربية؟
بقلم: لحسن بولسان
الجمعة, 14 أغسطس 2009
منذ زمن طويل والطرفان المغربي والصحراوي يتفاوضان تفاوضاً عبثياً، غير مُنْتِح لحل عادل و نهائي بسبب تباعد مواقف الجانبين ، فاكتسبت المفاوضات بينهما صفة "مفاوضات الحل المرفوض"، ما حْكُم عليها بالدوران في حلقة مفرغة.
وأكاد أجزم أن الشعب الصحراوي ومعه العالم لم يكن بحاجة إلى إنتظار إختتام الإجتماع غير الرسمي بين طرفي النزاع الذي عقد في بلدة دور نشتاين النمساوية غربي العاصمة فيينا يومي العاشر والحادي عشر اغسطس الجاري برئاسة الموفد الخاص للسكرتير العام للأمم المتحدة كريستوفر روس ، لكي يتأكدوا من أن المغرب لا يريد حلا عادلا لقضية الصحراء الغربية. وهناك ما هو أكثر من الإجماع بين مختلف المراقبين على أن المغرب مازال يفتقد لإرادة صادقة للحل العادل والنهائي مما جعل عدة أصوات ترتفع في الوسط الصحراوي داعية قادة البوليزاريو وأنصار خيار المفاوضات أن يغيروا الإيقاع الذي كانوا يتحركون على أساسة في فترة المفاوضات السابقة.وهي إنتقادات تعتمد على خيبة أمل عميقة من سلبية الأمم المتحدة التي مازالت لم تبدي الصرامة المطلوبة تجاه الطرف المعرقل لجهودها والمتجاهل لقرارات الشرعية الدولية.ورغم أن الشعب الصحراوي إستبشر خيرا مع تبني الوسيط الأممي الجديد أسلوب التحضير الهادئ وخلق أجواء لطيفة قبل المفاوضات وخلال هذه المفاوضات، إلا أن هذا يبدو انه لم يقدم جديدا للقضية الصحراوية.
فما إن نستمع لتصريحات الوفدين حتى نتأكد أن ما دار في جلسات "دور نشتاين" يبرهن ، أن الفجوات في المواقف شاسعة، إلى درجة أنها غير قابلة للجسر. وكل المعطيات توحي أن التسوية العادلة مازالت بعيدة لأن إرادة تضيق شق الخلافات بين الطرفين غير متوفرة ، بحيث اتضح بالملموس أن فهم المغرب لإنعقاد ما سمي بالمفاوضات يتمثل في منحه الشرعية للإستمرار في إحتلاله للصحراء الغربية،وأن مفهومه للحل والسلام مع الصحراويين يعني تثبيت الإحتلال وقبول الحل القسري المتمثل في الحكم الذاتي.
وإذا كان السيد روس على غرار كل الفاعلين الدوليين ، يرى أن الشعب الصحراوي جدير بحل عادل لقضيته ، بعدما تأكدت له النية الصادقة لدى الطرف الصحراوي في فض النزاع،وتحقيق السلام ، وأنه يسعى له من خلال جبهة البوليزاريوالتي قدمت مقترحا بناءا يجيب على كل انشغالات المملكة المغربية ، إلا أن هذه الأخيرة و للأسف الشديد بقيت تلتقط الإرادة الصحراوية الصادقة بالسلبية والتعنت والتجاهل .
إن المملكة المغربية تعلم جيداً أنها كلما اتجهت النيات لديها بإتجاه السلام الحقيقي و العادل والحل النهائي والشرعي وطي صفحة الماضي، ستلتقي بالنيات الصحراوية على الفور،وخاصة أن الرباط لا تجهل أنه وفق المنظور التاريخي و السياسي والحقوقي العالمي هذه أرض محتلة، وعلى ذلك تنص قرارات الشرعية الدولية ، ولهذا السبب تنتشر قوات حفظ السلام الأممية منذ التاسع أيلول 1991بالإقليم، ومن منظور حقوقي وقانوني فإن تحديد مصير هذه الأراضي أمر مقدس بالنسبة لأهلها الأصلين،وأن ضمان حقوقهم، سيساهم في إشاعة السلام وضمان الاستقرار بالمنطقة التي تنتظر بناء صرحها كتجمع إقليمي منذ عقود.
لا نريد أن نحبط مساعي السيد روس ولكن على العالم أن يدرك أن حل قضية الصحراء الغربية يبدأ بدفع الطرفين إلى الدخول في مرحلة تجسيد النيات حقائق على الأرض التي يجب أن تبدأ من الصدق و حسن النوايا وجرأة القرارات التي لاتحتمل التأجيل.‏
ونحن ننتظر بوابات تجسيد هذه الرؤية على الأرض أن تنفتح واحدة وراء الأخرى، و سيبقى دوما احترام حق الشعب الصحراوي في اختيار مستقبله السياسي بكل حرية ، أحد أهم هذه الأبواب واهم أركان قاعدة التحرك من أجل ضمان حل عادل ونهائي .
http://www.watan.com/feature-more/14298-2009-08-14-22-35-49.html

No comments: