الصحراويون بحاجة إلى قوة تفاوضية
30/07/2009
بقلم: عبد المجيد الراضي
ترجمة: ماءالعينين لكحل
لم تحقق مفاوضات مانهاست أي تقدم يذكر بخصوص الحل السلمي للنزاع بالصحراء الغربية، إلا أن تغييرات ومواقف جديدة صادرة عن الوساطة الأممية ومن القوى الدولية المؤثرة قد تخلق آمالا جديدة. ولقد استبدلت جولات مفاوضات مانهاست التي كانت جلساتها تتمتع بالتغطية، بلقاءات صغيرة بين عدد محدود من المتفاوضين في أماكن سرية بفيينا. إلا أن لا شيء تغير في مواقف الأطراف المعنية. فهل علينا أن نتوقع حصول لمسة سحرية تدفع المغرب لاحترام إرادة المنتظم الدولي؟ أم هل علينا قراءة التطورات بحذر شديد عند حصولها؟
لقد تصادف تعيين كريستوفر روس، مبعوثا للأمم المتحدة للصحراء الغربية، مع تنصيب إدارة أوباما. وفي كل أرجاء المعمور، تتابع الشعوب أي إشارة ممكنة من واشنطن قد تحدث تغييرات جوهرية على حياتهم. وبخصوص شعب الصحراء الغربية، فقد رحب بالتغيير الذي طرأ على واشنطن، لأن إدارة بوش كانت مهووسة أكثر من اللازم بحربها على "الإرهاب".
فخلال عهدتيها السابقتين، توقفت إدارة بوش، قاب قوسين أو أدنى، من الإعتراف بالإحتلال المغربي للصحراء الغربية. وشجعت المغرب على اختلاق حله السحري "للحكم الذاتي" كبديل لتطبيق القانون الدولي تحت إشراف الأمم المتحدة بالصحراء الغربية.
بل أن واشنطن هددت الصحراويين مرات عديدة من أي عودة للحرب للوقوف في وجه التعنت المغربي. إلا أن تعيين كريستوفر روس، المختص في الشؤون العربية، والخبير بالنزاع، وتنصيب رئيس أمريكي من أصول إفريقية بالبيت الأبيض، كلها أمور قد تحدث ظروف جديدة مواتية لحل سلمي للنزاع.
إلا أن مجرد موقف من أوباما ليس كافيا في هذا الصراع الذي ينخر في المنطقة منذ زمن طويل، والذي تسبب في مآس مجانية للشعوب وجمد اتحاد المغرب العربي لزمن، وعطل عددا من فرص التنمية لشعوب المغرب العربي.
خلال الزيارة الثانية للمنطقة في الشهر الماضي، لكريستوفر روس، المبعوث الأممي للصحراء الغربية، تساءل الصحراويون وحلفاءهم عما حققه هذا الوسيط منذ زيارته الأولى، وعن خططه واستراتيجيته لتحقيق تقدم. وخلال ظهوره العلني في عواصم المغرب العربي، تحدث روس عن الحاجة لمعالجة "القضايا الجوهرية"، والبحث عن طرق للتقدم للأمام. أشار كذلك لتقرير المصير لصالح الصحراويين، وكذلك لقرارات مجلس الأمن ذات العلاقة. وللتذكير كذلك، كان هناك بعض نقاط فراغ واضحة في مساره خلال زيارته الأولى، حيث لم يزر أديس أبابا ونواكشوط. إذ كان قد أسقط زيارة نواكشوط من برنامجه لغياب محاور فيها آنذاك.
وبعد غياب دام أكثر من ثلاثة أشهر طويلة، حل روس من جديد يوم 24 يونيو بالعاصمة الجزائرية كمحطة اولى لزيارته الثانية. وطمأن الجميع أن مهمته تسير "في الطريق الصحيح"، مؤكدا على إصراره على مواصلة البحث عن حل لهذا "النزاع الكبير".
هذه المرة، اختار روس أن يلتقي بالأمين العام لاتحاد المغرب العربي بالرباط، وبالطبع فقد كان هذا اللقاء بمبادرة من المغرب. إلا أن هذا اللقاء غير البريء يعقد أكثر من أن يوضح الأبعاد غير المرئية لهذا النزاع الذي هو قضية تصفية استعمار. حيث أن التهرب من لقاء الإتحاد الإفريقي، الشريك القديم للأمم المتحدة في مخطط السلام، وإدراج لقاء مع الإتحاد المغاربي الجامد لا يمكن إلا أن يعتبر ميلا من نوع ما للدبلوماسية المغربية.
فما هي الخطوة التالية في المفاوضات؟ وهل الوسيط الجديد –المتمرس في النظام السياسي بواشنطن- مدعوم من إدارة أوباما؟ هذه أسئلة بسيطة، لكن من الصعب الحصول على إجابات لها، حيث أن مثل هذه الإجابات قد تحمل المفتاح لنجاحه من عدمه.
بقية المقال على الرابط
30/07/2009
بقلم: عبد المجيد الراضي
ترجمة: ماءالعينين لكحل
لم تحقق مفاوضات مانهاست أي تقدم يذكر بخصوص الحل السلمي للنزاع بالصحراء الغربية، إلا أن تغييرات ومواقف جديدة صادرة عن الوساطة الأممية ومن القوى الدولية المؤثرة قد تخلق آمالا جديدة. ولقد استبدلت جولات مفاوضات مانهاست التي كانت جلساتها تتمتع بالتغطية، بلقاءات صغيرة بين عدد محدود من المتفاوضين في أماكن سرية بفيينا. إلا أن لا شيء تغير في مواقف الأطراف المعنية. فهل علينا أن نتوقع حصول لمسة سحرية تدفع المغرب لاحترام إرادة المنتظم الدولي؟ أم هل علينا قراءة التطورات بحذر شديد عند حصولها؟
لقد تصادف تعيين كريستوفر روس، مبعوثا للأمم المتحدة للصحراء الغربية، مع تنصيب إدارة أوباما. وفي كل أرجاء المعمور، تتابع الشعوب أي إشارة ممكنة من واشنطن قد تحدث تغييرات جوهرية على حياتهم. وبخصوص شعب الصحراء الغربية، فقد رحب بالتغيير الذي طرأ على واشنطن، لأن إدارة بوش كانت مهووسة أكثر من اللازم بحربها على "الإرهاب".
فخلال عهدتيها السابقتين، توقفت إدارة بوش، قاب قوسين أو أدنى، من الإعتراف بالإحتلال المغربي للصحراء الغربية. وشجعت المغرب على اختلاق حله السحري "للحكم الذاتي" كبديل لتطبيق القانون الدولي تحت إشراف الأمم المتحدة بالصحراء الغربية.
بل أن واشنطن هددت الصحراويين مرات عديدة من أي عودة للحرب للوقوف في وجه التعنت المغربي. إلا أن تعيين كريستوفر روس، المختص في الشؤون العربية، والخبير بالنزاع، وتنصيب رئيس أمريكي من أصول إفريقية بالبيت الأبيض، كلها أمور قد تحدث ظروف جديدة مواتية لحل سلمي للنزاع.
إلا أن مجرد موقف من أوباما ليس كافيا في هذا الصراع الذي ينخر في المنطقة منذ زمن طويل، والذي تسبب في مآس مجانية للشعوب وجمد اتحاد المغرب العربي لزمن، وعطل عددا من فرص التنمية لشعوب المغرب العربي.
خلال الزيارة الثانية للمنطقة في الشهر الماضي، لكريستوفر روس، المبعوث الأممي للصحراء الغربية، تساءل الصحراويون وحلفاءهم عما حققه هذا الوسيط منذ زيارته الأولى، وعن خططه واستراتيجيته لتحقيق تقدم. وخلال ظهوره العلني في عواصم المغرب العربي، تحدث روس عن الحاجة لمعالجة "القضايا الجوهرية"، والبحث عن طرق للتقدم للأمام. أشار كذلك لتقرير المصير لصالح الصحراويين، وكذلك لقرارات مجلس الأمن ذات العلاقة. وللتذكير كذلك، كان هناك بعض نقاط فراغ واضحة في مساره خلال زيارته الأولى، حيث لم يزر أديس أبابا ونواكشوط. إذ كان قد أسقط زيارة نواكشوط من برنامجه لغياب محاور فيها آنذاك.
وبعد غياب دام أكثر من ثلاثة أشهر طويلة، حل روس من جديد يوم 24 يونيو بالعاصمة الجزائرية كمحطة اولى لزيارته الثانية. وطمأن الجميع أن مهمته تسير "في الطريق الصحيح"، مؤكدا على إصراره على مواصلة البحث عن حل لهذا "النزاع الكبير".
هذه المرة، اختار روس أن يلتقي بالأمين العام لاتحاد المغرب العربي بالرباط، وبالطبع فقد كان هذا اللقاء بمبادرة من المغرب. إلا أن هذا اللقاء غير البريء يعقد أكثر من أن يوضح الأبعاد غير المرئية لهذا النزاع الذي هو قضية تصفية استعمار. حيث أن التهرب من لقاء الإتحاد الإفريقي، الشريك القديم للأمم المتحدة في مخطط السلام، وإدراج لقاء مع الإتحاد المغاربي الجامد لا يمكن إلا أن يعتبر ميلا من نوع ما للدبلوماسية المغربية.
فما هي الخطوة التالية في المفاوضات؟ وهل الوسيط الجديد –المتمرس في النظام السياسي بواشنطن- مدعوم من إدارة أوباما؟ هذه أسئلة بسيطة، لكن من الصعب الحصول على إجابات لها، حيث أن مثل هذه الإجابات قد تحمل المفتاح لنجاحه من عدمه.
بقية المقال على الرابط
No comments:
Post a Comment