Wednesday, September 23, 2009


رئيس الدولة يوجه رسالة خاصة للمعتقلين السياسيين الصحراويين بمناسبة عيد الفطر
بئر لحلو 21 سبتمبر 2009(واص)- وجه رئيس الدولة الأمين العام للجبهة، محمد عبد العزيز، رسالة تهنئة خاصة للمعتقلين السياسيين الصحراويين بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، يشد فيها على أيديهم، ويعاهدهم على مواصلة التآزر والدعم حتى نيل الحرية والاستقلال.
وفيما يلي النص الكامل للرسالة:


"بسم الله الرحمن الرحيم،
" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا"
صدق الله العظيم

أيها المعتقلون السياسيون الصحراويون :
يحي محمد الحافظ إيعزة، الأب حميد عمار المختار، بوبا الناجم، محمد عالي البصراوي، المصطفى عبد الدائم، ابراهيم الخليل امغيميمة، محمود أبو القاسم، فتحي سيداحمد، خلهن ابو الحسن، الخبيزي حمادي، النعمة الاسفاري، لحمام سلامة، حسن بن محمد بن لحسن، البركاوي محمود، المجاهيد ميارة، محمد السالمي، مولاي اعلي بوعمود، لفقير لحسن، المحجوب عيلال، سلامة الشرافي، ابراهيم برياز، اعلي سالم ابلاغ، سعيد الوعبان، الوالي اميدان، حسنة خلاد، عبد الغاني باني، عبدالله حسان، الصالح اميدان، السالك لعسيري، بشري بن طالب، الشيخ اميدان، محمد بركان، حسنة علوات، حمزة الدخيل، سيداحمد الجدي، المحجوبي عبد الله، الناجم خيار، ددي احمادة، علين بوبكر.

يحل عيد الفطر المبارك هذه السنة على الأمة الإسلامية ، كما في أعوام سابقة، والشعب الصحراوي مفرق ما بين واقع اللجوء والتشريد وواقع القمع والترهيب تحت وطأة الاحتلال المغربي الغاشم.

ومرة أخرى، تنقضي أيام العيد في غمرة الأفراح وأجواء البهجة والتسامح في مختلف أصقاع الدنيا، بينما تقبعون أنتم، ايها الأبطال الصامدون، في زنازن موحشة معتمة، حيث تحل قضبان السجن وغطرسة السجان محل تلك الأجواء العائلية الحميمة التي حرمتم منها ظلماً وعدواناً.

ولكنكم لستم كما يريد النظام المغربي تصويركم، مجرد سجناء رمت بهم أفعالهم المشينة في غياهب السجون، وإنما أبطال شجعان ومعتقلون سياسيون تحاول أيادي الظلم والطغيان عبثاً أن تثنيهم عن مواقفهم النبيلة، وتسعى، في خيبة أمل متواصلة، لجعلهم يتنازلون عن مبادئهم ومثلهم وقناعاتهم.

إنكم لا تمثلون مجرد مجموعة من المعتقلين تتوهم سلطات الاحتلال المغربي بأنها تحاصرهم بين أربعة جدران، ولكنكم صوت شعب بأكمله، صوت شعب منتفض تهتز جنبات الكون لصرخاته وهتافاته، لا قاهر لإرادته، ولا مثبط لعزيمته، ولا حدود لطموحه، ولا مـُوقف لمسيرته نحو التحرر والانعتاق وتقرير المصير والاستقلال.
إنكم رموزٌ لانتفاضة الاستقلال المباركة التي تسجل كل يوم مفخرة جديدة، وتخرج فيها جماهير الشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية وفي جنوب المغرب وفي الجامعات المغربية وغيرها لتخوض معارك المقاومة السلمية الباسلة، وتدك حصون ومعاقل الغزاة المحتلين، وتقدم دروساً خالدة في البطولة والاستماتة والتضحية والسخاء.
إنها الانتفاضة التي لا يزيدها القمع إلا تجذراً واشتعالاً ولا يزيدها الحصار إلا انتشاراً واتساعاً.

إن أساليب القمع الوحشي والتعنيف والتعذيب والترهيب والترغيب والاختطاف والاعتقال التي تمارسها سلطات الاحتلال المغربي في حق المواطنات والمواطنين الصحراويين الابرياء والعزل، بمن فيهم النساء والأطفال والعجزة والنشطاء الحقوقيون، والتي كان آخرها ما جرى خلال شهر رمضان المعظم في مدن العيون وبوجدور السمارة، لم تزدهم إلا إصراراً واستعداداً للمضي قدماً على نهج الابطال حتى التحرير والاستقلال.

كما أن أساليب الحكومة المغربية الملتوية، واستعراضاتها الخاوية، وحلولها الوهمية، لم تجد لدى الصحراويين إلا الرفض والاحتقار، ولم تزدهم إلا تشبثاً بخيار الوحدة الوطنية الصحراوية المقدسة، والتشبث بحقوقهم المشروعة في اختيار مستقبلهم بكل حرية وشفافية وديمقراطية، عبر استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي.

أيها المعتقلون السياسيون الصحراويون :
إنكم إذن رأس حربة على جبهة انتفاضة الاستقلال التي تمثل اليوم واجهة الصدام اليومي مع المحتلين الغزاة. وكل الصحراويات والصحراويين، في كل مواقع تواجدهم، ينظرون إليكم اليوم بكل تقدير واحترام، بكل فخر واعتزاز، بكل تضامن وتآزر، بكل ثقة وإيمان فيكم وفي إصراركم وفي النصر الآتي لا محالة.

لقد قدمتم أروع درس في الصمود والمقاومة والتشبث بالمواقف المبدئية وفي تحدي غطرسة المحتلين وعنجهية الغزاة.
فكل لحظة تقضونها خلف القضبان هي نداء متجدد لكل الشعب الصحراوي لمزيد من الثبات والصمود والنضال.
وكل محاكمة صورية لكم هي محاكمة تاريخية للغزاة المحتلين، تكشف حقيقتهم وتزيل أقنعتهم وتمرغ أنوفهم.
وكل حكم جائر ظالم بحقكم هو حكم جديد بإدانة الاحتلال.
وكل موقف بطولي تتخذونه هو طلقة مدوية في عنان السماء، تشق طريقها إلى نحور الغزاة، ترزع فيهم الرعب والخوف الارتباك.
وكل يوم تمضونه بصبر وتحديٍ في تلك الغياهب المدلهمة هو شعاع من الأمل يخترق جدران المعتقلات ويزرع في جماهير الانتفاضة روح الاستمرارية والتواصل.

لقد استرخصتم دماءكم وعرَّضـْـتم حياتكم للمخاطر المحدقة، وواجهتم بصدور عارية جحافل قوات القمع المغربية، بكل تلاوينها وأشكالها وبطشها وجبروتها، دفاعاً عن حق الشعب الصحراوي في العيش حراً كريماً سيداً على ترابه الوطني.

إن الجماهير الصحراوية لا تخذل أبناءها، ولا تتخلى عن أبطالها، ولا تتراجع عن خياراتها. والشعب الصحراوي اليوم، في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية وفي جنوب المغرب وفي الأراضي المحررة ومخيمات العزة والكرامة وفي الجاليات والأرياف، وأكثر من أي وقت مضى، هو أكثر وحدة والتحاما وتشبثاً بأهدافه الوطنية، بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.

والشعب الصحراوي اليوم يعاهدكم على المضي قدماً في طريق الكفاح والمقاومة حتى انتزاع حقوقه الوطنية في الحرية وتقرير المصير والاستقلال، مهما طال الزمن، ومهما كلف الثمن.

وفي وقت نوجه إليكم باسمهم تحية التضامن والتآزر والالتفاف حولكم، نقول لكم بأن الصحراويين لن تنام لهم جفون وإخوتهم في السجون، فهم معكم اليوم وغداً وأبداً، يشدون على أيديكم، يعاهدونكم على الوفاء لعهد الشهداء، ولا نامت أعين الجبناء.

عيدكم مبارك كريم، وكفاح شامل لفرض السيادة والاستقلال الكامل

محمد عبد العزيز،
رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية
الأمين العام للجبهة ا لشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب

http://www.spsrasd.info/ar/detail.php?id=7015

No comments: