المغرب: اتفاق على بدء الزيارات البرية بين مخيمات تندوف والمدن الصحراوية
الرباط ـ القدس العربي ـ من محمود معروف ـ اختتم المفوض السامي للامم المتحدة لشؤون اللاجئبن جولته في الجزائر والمغرب بالاشراف على عملية تبادل زيارات بين العائلات في مخيمات تندوف والمدن الصحراوية وليعلن عن موافقة جميع الاطراف المعنية بالنزاع على انطلاق تبادل الزيارات برا بعد ثماني سنوات من اقتصارها على الرحلات الجوية.
ويعتبر انطونيو غوتيريس تبادل الزيارات برا انجازا هاما ليس فقط لانه يساهم في مواصلة الترابط الانساني بين العائلات الصحراوية بل لكونه يدفع باتجاه اجواء ثقة بين الاطراف المتنازعة، وان كان تعاطي الاطراف معه اثناء جولته يشير الى ان هذه الثقة ما زالت ضعيفة واجواؤها لم تخلق بعد.
وتمت عملية تبادل الزيارات العائلية التي اطلع عليها غوتيريس السبت واستفاد منها 66 شخصا ينتمون إلى 12 عائلة في مدينة السمارة الحاضرة الروحية للصحراء الغربية والقريبة من مخيمات تندوف.
وقال غوتيريس أن تدابير بناء الثقة الخاص بتبادل الزيارات العائلية عملية هامة جدا في بعدها الإنساني وقال أن هناك اتفاقا مبدئيا على أن تـُضاف إلى الرحلات الجوية زيارات عبر البر.
وأكد غوتيريس أن جميع الأطراف متفقة على أن يتم فتح خط بري مباشر بين تندوف والعيون، معبرا عن قناعته بأن يمكن ذلك وبشكل ملموس من مضاعفة عدد الأشخاص الذين يمكن لهم زيارة عائلاتهم.
واستفاد من عملية تبادل الزيارات التي تشرف عليها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة منذ انطلاقتها يوم 5 آذار/مارس 2004 اكثر من8900 شخص منهم 4572 شخصاً قادمون من مخيمات تندوف، و4334 شخصا من المدن الصحراوية.
وأشار المفوض السامي للاجئين إلى أن اقتراحه بخصوص تنظيم عملية تبادل الزيارات بين العائلات عن طريق البر، قد حظي بقبول كل الأطراف، موضحا أن 9 آلاف شخص استفادوا من برنامج تبادل الزيارات، وأن 42 ألفا مسجلون من أجل الاستفادة من هذه العملية ومن الصعب بالوتيرة الحالية ضمان تكثيف هذه الزيارات عن طريق الجو.
ورغم الطابع الانساني لجولة انطونيو غوتيريس المغاربية فإن المأزق السياسي لعملية السلام الصحراوي طغت على تصريحات المسؤولين في الجزائر وتندوف وكذلك تصريحات المسؤولين المغاربة كما حملت تصريحات غوتيريس نفسه ابعادا سياسية تناسب المكان الذي صرح به.
وفيما عبر في تندوف عن المه لنسيان العالم لمأساة هؤلاء اللاجئين وان زيارته للمخيمات زيارة تضامنية واعلن رفع قيمة المساعدات الانسانية للاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف الى 12 مليون دولار سنويا قال في الرباط ان ذلك رهين بإجراء احصاء للصحراويين في المخيمات وهو ما ترفضه الجزائر.
وأكد المفوض السامي أن عملية الإحصاء المعتادة التي تقوم بها المفوضية في إطار العمليات الإنسانية، لا علاقة لها بالاعتبارات السياسية، بل هي فقط آلية للمساعدة الإنسانية الا أن الجزائر التي طلبت زيادة المساعدات المقدمة لمخيمات تندوف، رفضت انجاز الاحصاء الذي اشترطته المفوضية لرفع المساعدات موضحا أن المفوضية الأممية لم تغير أيضا تقديراتها بخصوص عدد الأشخاص المقيمين في مخيمات تندوف.
ودعا المغرب الجزائر، بموجب التزاماتها القانونية والسياسية، الى تمكين المفوضية السامية لشؤون اللاجئين من القيام بمهامها وإحصاء اللاجئين بمخيمات تندوف.
وقال الطيب الفاسي الفهري وزير الخارجية المغربي خلال ندوة صحافية مشتركة مع أنطونيو غوتيريس، "لقد بحثنا وضع إخواننا المحتجزين بمخيمات تندوف فوق التراب الجزائري، وأكدت من جديد الأهمية التي يوليها المغرب، قبل كل شيء، لقيام المفوضية بتسجيل وإحصاء سكان مخيمات تندوف".
وأوضح أن عملية الإحصاء، باعتبارها إجراء أساسيا للحماية، "ستمكن من تحديد الأشخاص المنحدرين فعلا من الاقاليم الجنوبية ( الصحراء الغربية)".
وأبرز أن العملية "تمكن أيضا المفوضية من تفعيل دورها المؤسساتي من خلال إجراء حوار مع كل الحاضرين بالمخيمات، لكي يعبروا عن موقفهم سواء بالبقاء هناك أو الالتحاق بالمغرب في إطار العودة الطوعية أو الاستقرار بمكان آخر بالخارج".
وأضاف الفاسي الفهري أنه بحث، أيضا، مع المسؤول الأممي "السبل التي من شأنها دعم عمليات تبادل الزيارات العائلية، من خلال القيام بها عن طريق البر".
وأضاف أن المفوضية تقدمت ببعض الاقتراحات التي استجاب لها المغرب، مؤكدا "استعداد المغرب لدراسة المستوى التقني للمقترحات وكل ما يمكن تسهيل لقاء الاشقاء والإخوة الموجودين بمخيمات تندوف منذ أكثر من 30 سنة مع إخوانهم في جنوب المغرب".
وأكد الفاسي الفهري أن المغرب في حاجة إلى مساعدة المفوضية الأممية السامية لشؤون اللاجئين، من أجل تجاوز وضعية الجمود التي تشهدها مخيمات تندوف.
وقال "إننا في حاجة للمفوضية الأممية السامية لشؤون اللاجئين، ليس فقط من أجل القيام بمهمتها الإنسانية، ولكن أيضا من أجل مساعدتنا على التوصل إلى حل نهائي" للوضع السائد بمخيمات تندوف.
ويصف المغرب اللاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف بالمتحجزين اشارة منه إلى ان جبهة البوليزاريو التي تسعى لإقامة دولة مستقلة بالصحراء الغربية تحتجز هؤلاء اللاجئين كرهائن وورقة مساومة في اطار صراعها مع المغرب.
وأضاف أن الوضع الحقيقي في المخيمات غير معروف لدى الجميع، منددا بانتهاكات حقوق الإنسان في هذه المخيمات، و"انعدام الإمكانية بالنسبة للأشخاص المحتجزين بها لمغادرتها بكثافة والالتحاق ببلدهم المغرب".
وأبرز الفاسي الفهري ما أسماه المسؤولية السياسية والقانونية للجزائر في استمرار هذا الوضع الذي وصفه بغير المقبول من الناحية الإنسانية.
الرباط ـ القدس العربي ـ من محمود معروف ـ اختتم المفوض السامي للامم المتحدة لشؤون اللاجئبن جولته في الجزائر والمغرب بالاشراف على عملية تبادل زيارات بين العائلات في مخيمات تندوف والمدن الصحراوية وليعلن عن موافقة جميع الاطراف المعنية بالنزاع على انطلاق تبادل الزيارات برا بعد ثماني سنوات من اقتصارها على الرحلات الجوية.
ويعتبر انطونيو غوتيريس تبادل الزيارات برا انجازا هاما ليس فقط لانه يساهم في مواصلة الترابط الانساني بين العائلات الصحراوية بل لكونه يدفع باتجاه اجواء ثقة بين الاطراف المتنازعة، وان كان تعاطي الاطراف معه اثناء جولته يشير الى ان هذه الثقة ما زالت ضعيفة واجواؤها لم تخلق بعد.
وتمت عملية تبادل الزيارات العائلية التي اطلع عليها غوتيريس السبت واستفاد منها 66 شخصا ينتمون إلى 12 عائلة في مدينة السمارة الحاضرة الروحية للصحراء الغربية والقريبة من مخيمات تندوف.
وقال غوتيريس أن تدابير بناء الثقة الخاص بتبادل الزيارات العائلية عملية هامة جدا في بعدها الإنساني وقال أن هناك اتفاقا مبدئيا على أن تـُضاف إلى الرحلات الجوية زيارات عبر البر.
وأكد غوتيريس أن جميع الأطراف متفقة على أن يتم فتح خط بري مباشر بين تندوف والعيون، معبرا عن قناعته بأن يمكن ذلك وبشكل ملموس من مضاعفة عدد الأشخاص الذين يمكن لهم زيارة عائلاتهم.
واستفاد من عملية تبادل الزيارات التي تشرف عليها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة منذ انطلاقتها يوم 5 آذار/مارس 2004 اكثر من8900 شخص منهم 4572 شخصاً قادمون من مخيمات تندوف، و4334 شخصا من المدن الصحراوية.
وأشار المفوض السامي للاجئين إلى أن اقتراحه بخصوص تنظيم عملية تبادل الزيارات بين العائلات عن طريق البر، قد حظي بقبول كل الأطراف، موضحا أن 9 آلاف شخص استفادوا من برنامج تبادل الزيارات، وأن 42 ألفا مسجلون من أجل الاستفادة من هذه العملية ومن الصعب بالوتيرة الحالية ضمان تكثيف هذه الزيارات عن طريق الجو.
ورغم الطابع الانساني لجولة انطونيو غوتيريس المغاربية فإن المأزق السياسي لعملية السلام الصحراوي طغت على تصريحات المسؤولين في الجزائر وتندوف وكذلك تصريحات المسؤولين المغاربة كما حملت تصريحات غوتيريس نفسه ابعادا سياسية تناسب المكان الذي صرح به.
وفيما عبر في تندوف عن المه لنسيان العالم لمأساة هؤلاء اللاجئين وان زيارته للمخيمات زيارة تضامنية واعلن رفع قيمة المساعدات الانسانية للاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف الى 12 مليون دولار سنويا قال في الرباط ان ذلك رهين بإجراء احصاء للصحراويين في المخيمات وهو ما ترفضه الجزائر.
وأكد المفوض السامي أن عملية الإحصاء المعتادة التي تقوم بها المفوضية في إطار العمليات الإنسانية، لا علاقة لها بالاعتبارات السياسية، بل هي فقط آلية للمساعدة الإنسانية الا أن الجزائر التي طلبت زيادة المساعدات المقدمة لمخيمات تندوف، رفضت انجاز الاحصاء الذي اشترطته المفوضية لرفع المساعدات موضحا أن المفوضية الأممية لم تغير أيضا تقديراتها بخصوص عدد الأشخاص المقيمين في مخيمات تندوف.
ودعا المغرب الجزائر، بموجب التزاماتها القانونية والسياسية، الى تمكين المفوضية السامية لشؤون اللاجئين من القيام بمهامها وإحصاء اللاجئين بمخيمات تندوف.
وقال الطيب الفاسي الفهري وزير الخارجية المغربي خلال ندوة صحافية مشتركة مع أنطونيو غوتيريس، "لقد بحثنا وضع إخواننا المحتجزين بمخيمات تندوف فوق التراب الجزائري، وأكدت من جديد الأهمية التي يوليها المغرب، قبل كل شيء، لقيام المفوضية بتسجيل وإحصاء سكان مخيمات تندوف".
وأوضح أن عملية الإحصاء، باعتبارها إجراء أساسيا للحماية، "ستمكن من تحديد الأشخاص المنحدرين فعلا من الاقاليم الجنوبية ( الصحراء الغربية)".
وأبرز أن العملية "تمكن أيضا المفوضية من تفعيل دورها المؤسساتي من خلال إجراء حوار مع كل الحاضرين بالمخيمات، لكي يعبروا عن موقفهم سواء بالبقاء هناك أو الالتحاق بالمغرب في إطار العودة الطوعية أو الاستقرار بمكان آخر بالخارج".
وأضاف الفاسي الفهري أنه بحث، أيضا، مع المسؤول الأممي "السبل التي من شأنها دعم عمليات تبادل الزيارات العائلية، من خلال القيام بها عن طريق البر".
وأضاف أن المفوضية تقدمت ببعض الاقتراحات التي استجاب لها المغرب، مؤكدا "استعداد المغرب لدراسة المستوى التقني للمقترحات وكل ما يمكن تسهيل لقاء الاشقاء والإخوة الموجودين بمخيمات تندوف منذ أكثر من 30 سنة مع إخوانهم في جنوب المغرب".
وأكد الفاسي الفهري أن المغرب في حاجة إلى مساعدة المفوضية الأممية السامية لشؤون اللاجئين، من أجل تجاوز وضعية الجمود التي تشهدها مخيمات تندوف.
وقال "إننا في حاجة للمفوضية الأممية السامية لشؤون اللاجئين، ليس فقط من أجل القيام بمهمتها الإنسانية، ولكن أيضا من أجل مساعدتنا على التوصل إلى حل نهائي" للوضع السائد بمخيمات تندوف.
ويصف المغرب اللاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف بالمتحجزين اشارة منه إلى ان جبهة البوليزاريو التي تسعى لإقامة دولة مستقلة بالصحراء الغربية تحتجز هؤلاء اللاجئين كرهائن وورقة مساومة في اطار صراعها مع المغرب.
وأضاف أن الوضع الحقيقي في المخيمات غير معروف لدى الجميع، منددا بانتهاكات حقوق الإنسان في هذه المخيمات، و"انعدام الإمكانية بالنسبة للأشخاص المحتجزين بها لمغادرتها بكثافة والالتحاق ببلدهم المغرب".
وأبرز الفاسي الفهري ما أسماه المسؤولية السياسية والقانونية للجزائر في استمرار هذا الوضع الذي وصفه بغير المقبول من الناحية الإنسانية.
No comments:
Post a Comment