"الشوهة" للصخفي المغربي: علي أنوزلا 19/12/2009
نشرت الجريدة الأولى عدد 488 (السبت والأحد 19/20 ديسمبر) ملفا عن عودة الناشطة الحقوقية الصحراوية، أمينتو حيدار، من ضمنها عمود "أول الكلام"، للصحفي علي أنوزلا، عنونه ب"الشوهة"، وهي كلمة بالدارجة المغربية وتعني "الفضيحة" أو "المعرة"، وهذا نصه الكامل:
وأخيرا عادت أمينتو حيدار إلى العيون بدون شروط، وبدون جواز سفر مغربي، وبدون أن يطلب منها أن تعبئ استمارة الدخول، وبدون أن تسأل عن تحديد هويتها. عادت منهوكة ولكن منتصرة، وتم استقبالها من قبل ذويها وأنصارها استقبال الأبطال، وزفت إلى بيتها مثل عروس في موكب من السيارات اخترقت أصوات منبهاتها، التي امتزجت مع الشعارات المؤيدة للبوليساريو، صمت ليل مدينة العيون.هل كان المغرب في حاجة إلى هذه "الشوهة" الإعلامية؟ من المسؤول عن هذه "الإهانة" التي تجرعها المغرب الرسمي والحزبي؟ وما هي أبعاد وحدود وخبايا "الفضيحة" الجديدة وتداعياتها على الملف والقضية؟مجموعة أسئلة لن تجد لها جوابا، لأن لا أحد سيطرحها على نفسه، ولأن آلة الدعاية المخزنية ستنطلق في التهليل ل"الانتصار" المغربي الذي استعاد ورقة أمينتو حيدار من بين يدي الخصوم العابثين بأمن وسلامة الوطن، وستتبعها جوقة الأحزاب والإعلام الرسمي وشبه الرسمي والشعبوي تطبل للموقف المغربي النبيل الذي أنقذ حياة أم من موت محقق!مرة أخرى يتراجع المغرب الرسمي، ويقدم تنازلات مجانية في قضايا خاسرة، ومرة أخرى يمنح المغرب الرسمي هدية على طبق من ذهب لخصوم وحدته الترابية وإجماعه الوطني، والمتربصين بمشروعه الحداثي الديمقراطي التنموي.. الخ..الخمنذ البداية كان موقف المغرب خاطئا، موقف أملته عقلية أمنية بالية ومتجاوزة، ومع الأسف سايرته جميع الأحزاب، أو خضعت لمنطقه بدون مناقشة وبدون أخذ مسافة، وتبعتها وسائل الدعاية الرسمية وشبه الرسمية والشعبوية تطبل وتزمر له. وطيلة شهر حولت الدبلوماسية المغربية البلد إلى كيس من الرمل يتلقى اللكمات من كل حدب وصوب من المحترفين ومن الهواة، ومن جمهور العرض الذي تحول إلى مأساة عندما أصبح الجمهور يأسف على وضع اللاعب الذي حول نفسه إلى كيس تمرين يتلقى اللكمات وهو يكابر حتى خر منهارا أمام صمود إمرأة...لا أعرف كيف ستبرر أحزاب "بني وي وي" اليوم مواقفها، وما الذي ستفعله ببياناتها النارية التي كانت تزايد بها على السلطة؟ وما الذي سيقوله غدا وزير مثل خالد الناصري، وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، الذي ذهب به شططه في التعبير عن وطنيته، حتى لا أقول شيئا آخر، إلى حد استدعاء مدراء الإذاعات الخاصة وتحذيرهم من وصف أمينتو حيدار بالناشطة؟ طبعا إي شخص مكانه يحترم نفسه كان يجب عليه أن يبتلع لسانه، حتى لا نقول يستقيل بما أن المظفين لا يستقيلون، لكن لسان هذا الوزير هو كل أدوات "عمله"، فمتى تخلى عنه سيتم التخلي عنه، وهذا ما لا نتمناه له!
No comments:
Post a Comment