استجداء المجتمع الدولي لن يأتي بالحل
22/12/2009بقلم: مولود احريطن
عند ما تعهد المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن سنة 1991 بإجراء استفتاء حر ونزيه يمكن الصحراويين من تقرير مصيرهم وإختيار مستقبلهم تفاءلنا كثيرا وكان يحذونا الامل، كل الأمل، في أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من ورائها ستكون قادرة على الوفاء بتعهداتها وحسم الأمر عبر التطبيق الفعلي والصارم لمخطط التسوية الذي وافق عليه طرفي النزاع، جبهة البوليساريو والمملكة المغربية، وأقره مجلس الأمن بالإجماع، وسيكون بإمكانها معاقبة الطرف الذي يعرقل مسار التسوية أو يتنصل منه، ومن هذا المنطلق وبكل حسن نية قدم الطرف الصحراوي كل ما في وسعه من تنازلات ومبادرات وتعاون إلى أقصى الحدود مع بعثة الأمم المتحدة من أجل الوصول إلى التسوية وتجنيب المنطقة، المثقلة بالمشاكل أصلا، المزيد من التوتر وعدم الاستقرار.وعلى مدى ثمانية عشر سنة من تواجد الأمم المتحدة في الإقليم ووقف أطلاق النار ظللنا نأمل أن يتحرك المجتمع الدولي لفرض قراراته وإنصافنا، لكن وللأسف الشديد هذا الأخير أظهر عدم رغبته في الوفاء بالتزاماته، بل وتواطئه أحيانا مع الطرف الآخر ومكافأته على تصرفاته التي تضرب عرض الحائط بالشرعية والقانون الدوليين.إن حصيلة ثمانية عشر سنة من التعاطي مع الأمم المتحدة تثبت بما لا يدع مجالا لأدنى شك استحالة حلحلة النزاع بالاعتماد على هذه الأخيرة التي تحولت بعثتها إلى مجرد حارس يلجم الصحراويين ويؤمن للمغرب الجو الملائم للاستمرار في نهب الثروات الطبيعية الصحراوية والتمادي في التنكيل بالمدنيين الصحراويين العزل في ظل صمت تام ومشين من قبل الذين يتبجحون ويزايدون بمثل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.إن المراهنة على حل يأتي عبر الأمم المتحدة هو ضرب من الخيال والتوهم، فثمانية عشر سنة من العجز والتخاذل دليل واضح على أن المراهنين على الحل الأممي قد خسروا الرهان، لقد قالها صراحة منذ أيام السيد فرانك رودي، الذي عمل لسنوات نائبا لرئيس لجنة تحديد الهوية وعايش واحدة من أهم فترات تعاطي الأمم المتحدة مع ملف النزاع، لقد قال بكل وضوح أن الأمم المتحدة عاجزة عن إيجاد حل للقضية الصحراوية بسبب الفيتو الفرنسي الذي يحول دون اتخاذ أي إجراء في مجلس الأمن من شأنه إجبار المغرب على تغيير مواقفه والانصياع لقرارات الشرعية الدولية، ودام الامر هكذا فإنه لا أمل في حل أممي للنزاع في المنظور القريب، إلا إذا حدثت المعجزة وغيرت فرنسا أو المغرب موقفهما.لقد أن الأوان للخروج من دوامة الانتظار دون طائل واتخاذ قرارات جريئة وواضحة تضع حدا نهائيا لمهزلة لعبة الوقت الضائع واستجداء الحل وتنهي سياسة الأمر الواقع التي ركنا إليها أو فرضت علينا، ونحن الطرف الوحيد الخاسر جراء الوضع الحالي القائم.إن السياسة مناورة ولعب بكل الأوراق المتاحة والتعامل مع كل المعطيات من منطلق الربح والخسارة حيث لا مكان للعواطف الإنسانية أو المبادئ على حساب المصالح والامتيازات، ومن هذا المنطلق فإنه حري بنا أن نكون قد استخلصنا الدروس والعبر الكافية من سنوات التيه والضياع في متاهات اللوائح والقرارات التي لم تقدم لنا شيئا وما هي في حقيقة الأمر إلا ذر للرماد في العيون وتهدئة للخواطر وتلاعب بالألفاظ والعبارات من اجل إبقاء الوضع على ما هو عليه لأن ذلك يصب في مصلحة الطرف الأخر ويجنب الكبار مزيدا من الصداع ووجع الدماغ، ولو مؤقتا، في منطقة جد حساسة بالنسبة لمصالحهم، وفي ظرف حرج بالنسبة لمخططاتهم واستراتيجياتهم.لقد راهنا على ورقة حقوق الإنسان، وراهنا على المقاومة السلمية لجماهيرنا في الأرض المحتلة، كما راهنا على موقف ضاغط من قبل المجتمع الدولي لوضع حد لتعنت الطرف الآخر دون جدوى، ومع أن ورقتي المقاومة السلمية وحقوق الإنسان قد أثمرتا عن بعض النتائج الجد إيجابية إلا أنهما تبقيان غير كافيتين لإحداث التغيير المطلوب للتأثير في اتجاه سير الأحداث، خاصة في ظل إصرار المخزن على التمادي في سياسته التصعيدية الرامية إلى فرض الأمر الواقع وتجاهل كل قرارات الشرعية الدولية من خلال العودة إلى خطاب السبعينيات في ظل سلبية تامة وصمت مطلق من طرف المنتظم الدولي، فعلى ماذا نراهن للاستمرار في نفس الطريق؟ وما هو مبررنا لمواصلة الدوران في حلقة المفاوضات المفرغة التي لم يتقدم من خلالها الملف إنشا واحدا بعد أربع جولات؟ وإلى متى ونحن نضحك على أنفسنا وننتظر حدوث المعجزة؟ علينا أن ندرك جيدا أن الحل هو بأيدينا نحن، وانه لا الأمم المتحدة ولا غيرها يمكنه أن يعيد لنا حقوقنا، وأن لعبة المصالح والحسابات التي ترهن الحل وتجعل ملف النزاع في ذيل أولويات المجتمع الدولي نحن من يمكنه وضع حد لها بالتخلص من عقدة الخوف من العواقب وردة فعل الآخرين والتعامل مع الأمور من منطلق أن إضاعة المزيد من الوقت ليس في صالحنا بأي حال من الأحوال وان الفرص تصنع ولا تنتظر.
22/12/2009بقلم: مولود احريطن
عند ما تعهد المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن سنة 1991 بإجراء استفتاء حر ونزيه يمكن الصحراويين من تقرير مصيرهم وإختيار مستقبلهم تفاءلنا كثيرا وكان يحذونا الامل، كل الأمل، في أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من ورائها ستكون قادرة على الوفاء بتعهداتها وحسم الأمر عبر التطبيق الفعلي والصارم لمخطط التسوية الذي وافق عليه طرفي النزاع، جبهة البوليساريو والمملكة المغربية، وأقره مجلس الأمن بالإجماع، وسيكون بإمكانها معاقبة الطرف الذي يعرقل مسار التسوية أو يتنصل منه، ومن هذا المنطلق وبكل حسن نية قدم الطرف الصحراوي كل ما في وسعه من تنازلات ومبادرات وتعاون إلى أقصى الحدود مع بعثة الأمم المتحدة من أجل الوصول إلى التسوية وتجنيب المنطقة، المثقلة بالمشاكل أصلا، المزيد من التوتر وعدم الاستقرار.وعلى مدى ثمانية عشر سنة من تواجد الأمم المتحدة في الإقليم ووقف أطلاق النار ظللنا نأمل أن يتحرك المجتمع الدولي لفرض قراراته وإنصافنا، لكن وللأسف الشديد هذا الأخير أظهر عدم رغبته في الوفاء بالتزاماته، بل وتواطئه أحيانا مع الطرف الآخر ومكافأته على تصرفاته التي تضرب عرض الحائط بالشرعية والقانون الدوليين.إن حصيلة ثمانية عشر سنة من التعاطي مع الأمم المتحدة تثبت بما لا يدع مجالا لأدنى شك استحالة حلحلة النزاع بالاعتماد على هذه الأخيرة التي تحولت بعثتها إلى مجرد حارس يلجم الصحراويين ويؤمن للمغرب الجو الملائم للاستمرار في نهب الثروات الطبيعية الصحراوية والتمادي في التنكيل بالمدنيين الصحراويين العزل في ظل صمت تام ومشين من قبل الذين يتبجحون ويزايدون بمثل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.إن المراهنة على حل يأتي عبر الأمم المتحدة هو ضرب من الخيال والتوهم، فثمانية عشر سنة من العجز والتخاذل دليل واضح على أن المراهنين على الحل الأممي قد خسروا الرهان، لقد قالها صراحة منذ أيام السيد فرانك رودي، الذي عمل لسنوات نائبا لرئيس لجنة تحديد الهوية وعايش واحدة من أهم فترات تعاطي الأمم المتحدة مع ملف النزاع، لقد قال بكل وضوح أن الأمم المتحدة عاجزة عن إيجاد حل للقضية الصحراوية بسبب الفيتو الفرنسي الذي يحول دون اتخاذ أي إجراء في مجلس الأمن من شأنه إجبار المغرب على تغيير مواقفه والانصياع لقرارات الشرعية الدولية، ودام الامر هكذا فإنه لا أمل في حل أممي للنزاع في المنظور القريب، إلا إذا حدثت المعجزة وغيرت فرنسا أو المغرب موقفهما.لقد أن الأوان للخروج من دوامة الانتظار دون طائل واتخاذ قرارات جريئة وواضحة تضع حدا نهائيا لمهزلة لعبة الوقت الضائع واستجداء الحل وتنهي سياسة الأمر الواقع التي ركنا إليها أو فرضت علينا، ونحن الطرف الوحيد الخاسر جراء الوضع الحالي القائم.إن السياسة مناورة ولعب بكل الأوراق المتاحة والتعامل مع كل المعطيات من منطلق الربح والخسارة حيث لا مكان للعواطف الإنسانية أو المبادئ على حساب المصالح والامتيازات، ومن هذا المنطلق فإنه حري بنا أن نكون قد استخلصنا الدروس والعبر الكافية من سنوات التيه والضياع في متاهات اللوائح والقرارات التي لم تقدم لنا شيئا وما هي في حقيقة الأمر إلا ذر للرماد في العيون وتهدئة للخواطر وتلاعب بالألفاظ والعبارات من اجل إبقاء الوضع على ما هو عليه لأن ذلك يصب في مصلحة الطرف الأخر ويجنب الكبار مزيدا من الصداع ووجع الدماغ، ولو مؤقتا، في منطقة جد حساسة بالنسبة لمصالحهم، وفي ظرف حرج بالنسبة لمخططاتهم واستراتيجياتهم.لقد راهنا على ورقة حقوق الإنسان، وراهنا على المقاومة السلمية لجماهيرنا في الأرض المحتلة، كما راهنا على موقف ضاغط من قبل المجتمع الدولي لوضع حد لتعنت الطرف الآخر دون جدوى، ومع أن ورقتي المقاومة السلمية وحقوق الإنسان قد أثمرتا عن بعض النتائج الجد إيجابية إلا أنهما تبقيان غير كافيتين لإحداث التغيير المطلوب للتأثير في اتجاه سير الأحداث، خاصة في ظل إصرار المخزن على التمادي في سياسته التصعيدية الرامية إلى فرض الأمر الواقع وتجاهل كل قرارات الشرعية الدولية من خلال العودة إلى خطاب السبعينيات في ظل سلبية تامة وصمت مطلق من طرف المنتظم الدولي، فعلى ماذا نراهن للاستمرار في نفس الطريق؟ وما هو مبررنا لمواصلة الدوران في حلقة المفاوضات المفرغة التي لم يتقدم من خلالها الملف إنشا واحدا بعد أربع جولات؟ وإلى متى ونحن نضحك على أنفسنا وننتظر حدوث المعجزة؟ علينا أن ندرك جيدا أن الحل هو بأيدينا نحن، وانه لا الأمم المتحدة ولا غيرها يمكنه أن يعيد لنا حقوقنا، وأن لعبة المصالح والحسابات التي ترهن الحل وتجعل ملف النزاع في ذيل أولويات المجتمع الدولي نحن من يمكنه وضع حد لها بالتخلص من عقدة الخوف من العواقب وردة فعل الآخرين والتعامل مع الأمور من منطلق أن إضاعة المزيد من الوقت ليس في صالحنا بأي حال من الأحوال وان الفرص تصنع ولا تنتظر.
No comments:
Post a Comment