24 \ 12 \ 2009
عبدالله ولد بونه يكتب : عندما يفكر المغربي بصوت مرتفع
جلس مواطن مغربي على حافة الموج في شاطئ الدار البيضاء، وأرخى لذهنه العنان طارحا مجموعة من الأسئلة الحائرة لماذا نحن في المغرب لا نشبه أحدا ولا يشبهنا أحد؟ لماذا كل هذا البحر المائج من الأوجاع؟ لماذا نحن في المغرب ندور في حلقة مفرغة يبدو كسرها مستحيلا. ألسنا من أعرق الممالك على الأرض؟ ألسنا صفحة ذهبية من تاريخ العرب والإسلام، ألا نمتلك ناصية التاريخ والجغرافيا، فلا يخلو سجل إبداع معرفي من أسماء مغربية ساهمت في ألق الحضارة الإسلامية العربية، ألا نمتلك الجبال والسهول والشواطئ والطبيعة الخلابة، ألسنا شعبا بعشرات الملايين، فلماذا نحن هكذا، وكيف لعقدة صغيرة تسمى الصحراء الغربية أن توقف الزمن في المغرب، كيف لها أن تأجل كل أحلام المغرب الجميلة، عقود مضت على ما أسميناه "المسيرة الخضراء" مسيرة رمت بكل مفاتيح تنمية المغرب في غياهب صحراء لم يكن الشعب المغربي يوما يعرفها ولا يألفها، فالاقتصاد والتنمية رهن بتطورات القضية الصحراوية والأمن والدفاع رهن بها والسياحة رهن بها وفرص العمل وتطوير وبناء المجتمع رهن بها، فما هي هذه الصحراء الغربية ومن هم سكانها أو أهلها؟؟ إنها قطعة من الغبار والحجارة لا تضاهي أبدا جمال طنجة أو بني ملال أو الرباط وسكانها ليسوا سوى حفنة قليلة من العفاريت، فكيف لهم كل هذا الصمود أمام المغرب العملاق؟؟؟ ثلاثون عاما غزوناهم وشردناهم وقصفناهم وكلفنا خيرة نخبة جيشنا الملكي بهم، لكنهم بسبعين روحا!!! العالم يسمعهم ولا يستمع لنا، تسربوا في سراب الصحراء وخرجوا علينا من الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي وأروبا وآمريكا، لم نستطع الاستمرار في انكار وجودهم.
فاوضناهم وخصصنا ثمن خبز المغربي لحفنة من "رموزهم" الذين عادوا "للوطن الغفور الرحيم" فلم يتغير شيء في تصميمهم، ووصلنا للمجلس الملكي وخليه إن، وآكجيجمات، وظل الأمر كما هو استنزاف لثمن خبز المغربي دون جدوى منهم؟؟ وكيف لشعب بدوي قليل أن يصمد أمام المغرب العريق، المغرب الذي هو هو في مكانته وتاريخه وهيبته!!! هل ما يقال عن سباحة الساسة المغاربة عكس عقارب العالم صحيح؟؟
لقد كانت كل الدول الاستعمارية القوية والغنية تتخلى عن حلم التوسع والاستعمار في ستينات القرن الماضي لكن المغرب على ضعفه وهشاشة وضعه كان يحلم بالوصول لنهر السنغال، لكن يده قصرت لتحاول القبض على جمر الصحراء الغربية المتلظي، فلماذا نصر في المغرب على فكرة مستحيلة كهذه؟؟ وهل ما يقال عن عدم إدراك المغرب ووعيه لحقيقة هوية البيظان صحيح؟؟ إنهم شعب صعب المراس صعب الانقياد يتمتع بقوة ذكاء وتحمل خارقين، وإلا كيف لهم أن يأسروا آلاف الجنود المغاربة طيلة سنوات الحرب في الوقت الذي لم يتمكن جيشنا الملكي المدعوم من الشرق والغرب أن يأسر أكثر من 650 صحراويا؟؟ لقد واجهنا هذا العفريت الصحراوي والعالم كل العالم تقريبا معنا والمغرب لاعب دولي وإقليمي ولم نفلح في كسب المعركة، فكيف نكسبها اليوم والعالم في صفهم؟؟ هل تبقى من قصة "الوحدة الترابية" سوى سوق مكاسب لبعض القطط السمان في القصر والجيش وثلة من الساسة المتاجرين بأحلامي كمغربي.
إن الصحراء الغربية لعنة المغرب التي أجلت كل أحلامه فلماذا لا نتخلص من هذه اللعنة!!! لماذا لا نجرب مع "البيظان" لغة الاحترام والتقدير والاعتراف بحقوقهم ومكانتهم، إنها الوسيلة الوحيدة التي تجعل من الصحراء الغربية بركة على المغرب، خاصة أن تصريحات الصحراويين تكشف مدى استعدادهم لتفهم احتياجات المغرب الاقتصادية والأمنية إنهم شعب يستحيل قهره، فلماذا نهرب للإمام دائما
عبدالله ولد بونه يكتب : عندما يفكر المغربي بصوت مرتفع
جلس مواطن مغربي على حافة الموج في شاطئ الدار البيضاء، وأرخى لذهنه العنان طارحا مجموعة من الأسئلة الحائرة لماذا نحن في المغرب لا نشبه أحدا ولا يشبهنا أحد؟ لماذا كل هذا البحر المائج من الأوجاع؟ لماذا نحن في المغرب ندور في حلقة مفرغة يبدو كسرها مستحيلا. ألسنا من أعرق الممالك على الأرض؟ ألسنا صفحة ذهبية من تاريخ العرب والإسلام، ألا نمتلك ناصية التاريخ والجغرافيا، فلا يخلو سجل إبداع معرفي من أسماء مغربية ساهمت في ألق الحضارة الإسلامية العربية، ألا نمتلك الجبال والسهول والشواطئ والطبيعة الخلابة، ألسنا شعبا بعشرات الملايين، فلماذا نحن هكذا، وكيف لعقدة صغيرة تسمى الصحراء الغربية أن توقف الزمن في المغرب، كيف لها أن تأجل كل أحلام المغرب الجميلة، عقود مضت على ما أسميناه "المسيرة الخضراء" مسيرة رمت بكل مفاتيح تنمية المغرب في غياهب صحراء لم يكن الشعب المغربي يوما يعرفها ولا يألفها، فالاقتصاد والتنمية رهن بتطورات القضية الصحراوية والأمن والدفاع رهن بها والسياحة رهن بها وفرص العمل وتطوير وبناء المجتمع رهن بها، فما هي هذه الصحراء الغربية ومن هم سكانها أو أهلها؟؟ إنها قطعة من الغبار والحجارة لا تضاهي أبدا جمال طنجة أو بني ملال أو الرباط وسكانها ليسوا سوى حفنة قليلة من العفاريت، فكيف لهم كل هذا الصمود أمام المغرب العملاق؟؟؟ ثلاثون عاما غزوناهم وشردناهم وقصفناهم وكلفنا خيرة نخبة جيشنا الملكي بهم، لكنهم بسبعين روحا!!! العالم يسمعهم ولا يستمع لنا، تسربوا في سراب الصحراء وخرجوا علينا من الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي وأروبا وآمريكا، لم نستطع الاستمرار في انكار وجودهم.
فاوضناهم وخصصنا ثمن خبز المغربي لحفنة من "رموزهم" الذين عادوا "للوطن الغفور الرحيم" فلم يتغير شيء في تصميمهم، ووصلنا للمجلس الملكي وخليه إن، وآكجيجمات، وظل الأمر كما هو استنزاف لثمن خبز المغربي دون جدوى منهم؟؟ وكيف لشعب بدوي قليل أن يصمد أمام المغرب العريق، المغرب الذي هو هو في مكانته وتاريخه وهيبته!!! هل ما يقال عن سباحة الساسة المغاربة عكس عقارب العالم صحيح؟؟
لقد كانت كل الدول الاستعمارية القوية والغنية تتخلى عن حلم التوسع والاستعمار في ستينات القرن الماضي لكن المغرب على ضعفه وهشاشة وضعه كان يحلم بالوصول لنهر السنغال، لكن يده قصرت لتحاول القبض على جمر الصحراء الغربية المتلظي، فلماذا نصر في المغرب على فكرة مستحيلة كهذه؟؟ وهل ما يقال عن عدم إدراك المغرب ووعيه لحقيقة هوية البيظان صحيح؟؟ إنهم شعب صعب المراس صعب الانقياد يتمتع بقوة ذكاء وتحمل خارقين، وإلا كيف لهم أن يأسروا آلاف الجنود المغاربة طيلة سنوات الحرب في الوقت الذي لم يتمكن جيشنا الملكي المدعوم من الشرق والغرب أن يأسر أكثر من 650 صحراويا؟؟ لقد واجهنا هذا العفريت الصحراوي والعالم كل العالم تقريبا معنا والمغرب لاعب دولي وإقليمي ولم نفلح في كسب المعركة، فكيف نكسبها اليوم والعالم في صفهم؟؟ هل تبقى من قصة "الوحدة الترابية" سوى سوق مكاسب لبعض القطط السمان في القصر والجيش وثلة من الساسة المتاجرين بأحلامي كمغربي.
إن الصحراء الغربية لعنة المغرب التي أجلت كل أحلامه فلماذا لا نتخلص من هذه اللعنة!!! لماذا لا نجرب مع "البيظان" لغة الاحترام والتقدير والاعتراف بحقوقهم ومكانتهم، إنها الوسيلة الوحيدة التي تجعل من الصحراء الغربية بركة على المغرب، خاصة أن تصريحات الصحراويين تكشف مدى استعدادهم لتفهم احتياجات المغرب الاقتصادية والأمنية إنهم شعب يستحيل قهره، فلماذا نهرب للإمام دائما
No comments:
Post a Comment