امينتو حيدار المرأة التي مرغت انف المخزن في التراب
03/12/2009
لقد أثبتت أمنتو حيدار أنها لا تركع ولا تخضع ولا تخنع لغير الله، كما يركعون هم لغير الله طبعا، وأن لا النظام القمعي المغربي يستطيع أن يغير قناعاتها أو يثني عزيمتها أو يهز إيمانها بمبادئها ووطنيتها وعدالة قضيتها، بقمعه وهمجيته وأساليبه القذرة .. لا هو ولا الحكومة الاسبانية ولا الاثنين معا يستطيعان أن يقررا مصيرها بدلا منها.
03/12/2009
لقد أثبتت أمنتو حيدار أنها لا تركع ولا تخضع ولا تخنع لغير الله، كما يركعون هم لغير الله طبعا، وأن لا النظام القمعي المغربي يستطيع أن يغير قناعاتها أو يثني عزيمتها أو يهز إيمانها بمبادئها ووطنيتها وعدالة قضيتها، بقمعه وهمجيته وأساليبه القذرة .. لا هو ولا الحكومة الاسبانية ولا الاثنين معا يستطيعان أن يقررا مصيرها بدلا منها.
نعم لقد أخلطت أمنتو حيدار كل حسابات المغرب الذي ظن أنه بعودته إلى أساليبه العفنة المعهودة، بالقمع، والتقتيل، والتنكيل، والاعتقال يستطيع أن يقتل رغبة الحرية وإرادة الاستقلال لدى الصحراويين، مما يوحي أو يقطع الشك باليقين أن الملك الصبي الذي أعطى الأمر لأجهزته القمعية وبشكل علني في السادس من نوفمبر الماضي بالتنكيل بالصحراويين لا يقرأ التاريخ أو لا يستوعب الدروس، فكل هذه الأساليب والأبشع منها قد جربها والده الملك الحسن الثاني في "مكونة" و"اكدز" و" السجن لكحل " و"تازمامارت" وغيرها بل وصل به الأمر إلى حد رمي الناس أحياء من المروحيات، لكن هذا كله أتى بنتائج عكسية ولم يزد الصحراويين إلا تمسكا بحريتهم وإصرارا على انتزاع استقلالهم ، فهل نسي أو تناسى أو أنه يجهل التاريخ أصلا ، أم غره كثرة الجلادين عنده وتآمر الحكومة الاسبانية معه ؟
فلقد كشفت أمنتو حيدار وهي المرأة التي لا تتسلح بغير التضحية، وقوة العزيمة، وعدالة القضية عورة النظام المغربي أمام العالم كله، ونزعت عنه تلك المساحيق التي طالما خدع العالم بها، وأوضحت للعيان أن الديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الإنسان وغيرها من المصطلحات الرنانة التي ما فتئ هذا النظام يسوقها على انها معالم العهد الجديد بالمغرب، ليست سوى شعارات زائفة لا أساس لها من الصحة .. ذلك أن نظام محمد السادس هو نفسه نظام الحسن الثاني .. النظام المخزني القمعي التوسعي .
كما كشفت بوقفتها الشجاعة وصمودها الأسطوري التواطؤ القذر للحكومة الاسبانية مع النظام المخزني بمساعدته منذ البداية على ارتكاب هذه الخطيئة، ومحاولة التستر عليه وإيجاد الحلول بدلا عنه بعروض سخيفة وإغراءات دنيئة.إلا أن ما غاب عن أذهان صناع الجرائم في النظام المخزني، أن العالم اليوم لم يعد ذاك العالم الذي ترتكب فيه الجرائم في صمت، ولا تتكشف جرائمه إلا باكتشاف جماجم الضحايا بعد عقود .. فعالمنا اليوم الذي أصبح قرية صغيرة، فيه من الشرفاء الذين لا يخافون في الحق لومة لائم، ولا ينتظرون الأوامر من أولياء الأمور لإحقاق الحق ومساعدة المظلوم، ولا يشترطون روابط الدم والدين لمؤازرة الأحرار، ولا يسمحون لأي كان بامتهان كرامة الانسان، عالم اليوم هو عالم حقوق الإنسان ، فالذين يدعمون أمنتو اليوم من كل بقاع المعمورة، يفعلون ذلك دفاعا عن مبادئهم ومثلهم وإنسانيتهم و.. باختصار عن كرامة الإنسان وحقوقه المقدسة، وهم الذين سينتصرون في النهاية على آلة القمع المغربية التي تسحق الإنسان. كما غاب عن الحكومة الاسبانية أن أمثال أمنتو حيدار لا يباعوا ولا يشتروا ولا تقايض كرامتهم بكنوز الدنيا كلها.
فكل يوم من أيام ملحمتك تزدادين فيها شموخا ووقار ويزدادون هم فيها خزيا واحتقار .. علميهم معنى الكرامة .. معنى الشهامة .. علميهم معنى النضال .. فما تعلموا من هذا النظام سوى الذل والجبن والمهانة.. علميهم معنى الشجاعة .. معنى التضحية .. معنى الوفاء للقيم الإنسانية .. ذكريهم أنهم ولدوا أحرار .. وأن الخنوع ليس قضاء منزلا .. وأن الجبن لا ينج من الأقدار..
أما نحن فقد ازددنا بك طولا وكلنا بك افتخار .. علمينا فقد كدنا ننسى أن الحقوق تؤخذ بالفعل ولا تؤخذ بالكلام .. وان قلة الإمكانات ما كانت يوما عائقا .. وان الضحية لا ينتظر تغيير موازين القوى الدولية .. علمينا فقد ضيعتنا الخطب .. وبيانات التنديد ، ورسائل الاستجداء .. علمينا أن هذا النظام الهمجي لا يعرف السلام ولا يريد السلام ، فقد قتلنا الدبلوماسية، والقرارات الأممية، والمفاوضات الجوفاء ..
No comments:
Post a Comment