Tuesday, December 19, 2006


لائحة واحدة عن الصحراء الغربية في نيويورك وقراءتان متناقضتان بكل من الجزائر والرباط
2006/12/18
الرباط ـ الجزائر ـ القدس العربي من محمود معروف ومولود مرشدي:
صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة بـ70 صوتا بنعم وامتناع 122 عن التصويت علي توصية جديدة تؤكد ان نزاع الصحراء الغربية تؤكد أن مسألة تصفية الاستعمار يجب حلها من خلال تمكين الصحراويين من ممارسة حق تقرير مصير.وبينما وصفت الجزائر المصادقة بأنها اشارة صريحة وحازمة بخصوص هذا النزاع، وصفها المغرب بالنكسة للجزائر.وتبرز التوصية التي قدمتها الجزائر وتمت المصادقة عليها الخميس خلال الدورة الـ61 للجمعية العامة شرعية مخطط السلام الدولي الذي اقره مجلس الامن سنة 1990 ومشروع جيمس بيكر المبعوث الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة والذي تبناه مجلس الأمن بقراره 1495 في تموز/يوليو 2003 باعتباره الحل الأمثل لتسوية النزاع الصحراوي.وكانت اللجنة الرابعة التابعة للجمعية العامة للامم المتحدة قد اقرت في وقت سابق من شهر تشرين الاول/اكتوبر الماضي هذه التوصية بنفس نسبة التصويت والامتناع عن التصويت. وكان من بين الممتنعين عن التصويت الدول العربية وغالبية دول القارة الافريقية واسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة والصين واستراليا والهند واندونيسيا والفيلبين والبرازيل.ووصف المغرب نتيجة التصويت بالنكسة للجزائر واعرب عن الامل ان يكون هذا الامتناع المكثف عن التصويت حافزا لكي تدرك أن المجتمع الدولي يريد التقدم إلي الأمام في ملف الصحراء وذلك بأخذه بعين الاعتبار اقتراح المغرب منح حكم ذاتي موسع للصحراويين تحت السيادة المغربية.وقالت وكالة الانباء المغربية في تعليق رسمي علي نتائج التصويت ان الجزائر لم تبخل علي نفسها بالاستعانة بالوسائل اللازمة، وحركت آلتها الدبلوماسية بقوة وحرصت، لتحقيق مهمتها المستحيلة، علي تعزيز صفوفها داخل مقر الأمم المتحدة بوفد كبير من جبهة البوليزاريو . واضافت: غير أنها (الجزائر) هوت هذه المرة بالتأكيد إلي الحضيض.وقالت الوكالة ان الوقائع هنا تتحدث علي نفسها. ذلك أن غاليبة الدول فضلت الامتناع عن التصويت علي دعم مشروع قرار لن يجعل ملف الصحراء يتقدم قيد أنملة في اتجاه حل نهائي، بل من شأنه المساهمة في استمرار معاناة اللاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف . وقالت أن الجزائر قد أبانت لمن لم يقتنع بذلك بعد، بأنها بالفعل طرف في نزاع الصحراء، وأكثر من ذلك فهي عنصر في المأزق الذي يشهده .ويحمل المغرب الجزائر مسؤولية نزاع الصحراء الغربية المتفجر منذ منتصف سبعينات القرن الماضي فيما تقول الجزائر انها ليست طرفا وانها تدعم حق الصحراويين في تقرير مصيرهم.ودعت الجزائر بعد الاعلان عن نتائج التصويت علي التوصية المغرب وجبهة البوليزاريو الي التعاون بحسن النية لتطبيق قرارات الامم المتحدة ذات الصلة.وشددت الجزائر علي الإشارة الي ان اللائحة رفضت كل مناورة او محاولة لتحريف مسار السلام في الصحراء الغربية، في اشارة واضحة الي خطة الحكم الذاتي الموسع الذي يعرضه المغرب علي سكان الصحراء بدلا من استفتاء تقرير المصير الذي سبق للامم المتحدة ان دعت اليه.وعبرت السلطات الجزائرية عن املها في ان يجد طرفا النزاع، المغرب وجبهة البوليزاريو، في هذه اللائحة الجديدة تحفيزا للتعاون وبحسن نية في تطبيق التصور الثابت للامم المتحدة لتسوية النزاع القائم بينهما تطبيقا صارما من اجل إقرار عهد سلام واستقرار في المنطقة .واوضح بيان لوزارة الخارجية ان الجمعية العامة، من خلال هذه اللائحة، اكدت بقوة علي حق شعب الصحراء الغربية في تقرير المصير وثبتت مسؤولية الأمم المتحدة في بلورة حل لها . وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية أن هذه اللائحة جددت التأكيد علي شرعية مخطط التسوية الاممي وايضا علي ان مخطط جيمس بيكر الخاص بتقرير المصير هو الحل السياسي الأمثل الذي بإمكانه وضع حد نهائي لهذا النزاع .من جهتها أعربت جبهة البوليزاريو عن ارتياحها لمصادقة الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة علي التوصية التي وصفها وزير الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد سالك بأنها تشكل نجاحا جديدا للشرعية الدولية .واعتبر ولد سالك أن المصادقة علي اللائحة أفشلت مرة أخري محاولات المغرب إضفاء شرعية علي وجوده بالصحراء مضيفا أن هذه اللائحة تندرج بشكل واضح ضمن روح اللوائح المتعلقة بالصحراء الغربية التي تمت المصادقة عليها في السنوات الأخيرة .وأضاف أن اللائحة تؤكد دعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفي الاستقلال و شرعية مخطط السلام (مخطط بيكر) من أجل تقرير مصير الشعب الصحراوي المصادق عليه من طرف الأمم المتحدة و المجموعة الدولية والذي وافقت عليه المملكة المغربية و جبهة البوليزاريو .وأشار ولد سالك الي أن المناورات المغربية الرامية إلي فرض علي المجموعة الدولية مخططه (اشارة الي مقترح الحكم الذاتي) مآلها الفشل باعتبار ان هذا المخطط غير مجد .وأكد أن هذه المناورات تشكل تحديا جديدا للشرعية الدولية و تحمل في طياتها تهديدا علي استقرار و أمن المنطقة برمتها .أثار مشروع الحكم الذاتي الذي يعتزم المغرب تقديمه إلي الأمم المتحدة لوضع حد لنزاع الصحراء اهتماما كبيرا داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث أعلنت عدد من الدول الخميس أنها تنتظر تقديم المغرب لهذا المشروع الذي تري أنه يشكل خيارا واقعيا من أجل تسوية سياسية نهائية لقضية الصحراء.ونقلت وكالة الانباء المغربية عن دبلوماسيين في نيويورك املهم في ان يقدم المغرب خلال الاشهر المقبلة مشروعه لحكم ذاتي موسع.

No comments: