Friday, December 22, 2006


قراءة نقدية في محددات وتجليات الفعل الوطني الصحراوي
بقلم: الوالي سلامة (مقال جيد جدا) ا
تشهد القضية الوطنية ديناميكية متسارعة، تثير الكثير من الإشكاليات السياسية والنظرية، بحكم وتيرتها وتعقيداتها الذاتية أو الموضوعية. مما يتطلب قراءة نقدية لهذه الصيرورة، في أفق تعطيل وكبح سلبياتها والدفع بإجابياتها الى الأمام. لاشك ان هذا المسعى يبقى محفوفا بالمخاطر النظرية خصوصا أن الفعل الوطني غير محصور زمنيا، لا في محدداته ولافي تجلياته، كما أنه يخترق فضاءات الوطن، واللجوء وأدوات إشتغالهما الوطنية .
ومع ذلك سأحاول ملامسة هذه الإشكاليات بالكثير من الحرص والنقدية المتوازنة، في أفق الدفع بالمشروع الوطني الى الأمام، وإرساء مقاربة تجاوزية لأعطابه، دون الإرتهان الى خطاب تضخيمي للإنجازات، أو السقوط في نزعة عدمية مزدوجة تتغذى في طرحها من الإستخفاف بالإكراهات الذاتية والموضوعية للفعل السياسي الوطني، و من النفي الغير عقلاني للتراكمات الإيجابية المنجزة .
كما أن هذه المساهمة النظرية المتواضعة، لاتستهدف بتاتا وإطلاقا المزايدة السياسية، ولا الحلول، مكان المتدخلين الفعليين في تدبير النزاع ورسم معالم الفعل الوطني. بل هي مجرد محاولة تفكيكية لبعض عناصر الفعل الوطني ولاتدعي إطلاقا إمتلاكا للحقيقة.
أولا: الإنتفاضة والحدود البنيوية للفعل الوطني
أعتقد ان الإنتفاضة الوطنية في الأراضي المحتلة قد أصبحت جاهزة للدراسة والتحليل، إنطلاقا من مقاربة شمولية تستهدف التعاطي معها ليس كفعل سياسي معزول عن آليات الإشتغال الوطني، بل ضمن مقاربة جدلية لا تقف عند حدود قدرة الانتفاضة في صناعة الفعل السياسي ميدانيا بل تسعى جاهدة للوقوف على القدرة الإستيعابية للفعل الوطني في مركزيته في توظيفها وتمكلها إعلاميا وسياسيا او إحجامه الإرادي وعجزه البنيوي عن تصريف إنجزاتها الفعلية، وتكريسها ضمن مكاسب للمشروع الوطني.
شكلت الإنتفاضة الوطنية في الأراضي المحتلة بزخمها وإمتداداتها الإجتماعية، ضربة موجعة للنظام المغربي، وقلبت ولو مرحليا موازين القوى السياسية، وأظهرت الأراضي المحتلة في صفة الفاعل السياسي المشارك في صياغة الفعل الوطني الصحراوي بتجلياته المتعددة.
وتبين للنظام المغربي ولأول مرة في تاريخ الصراع أن الوقت، الذي كان يظنه ورقته الرابحة، في غير صالحه. لهذا حشد كافة طاقاته الإستعمارية، ووظفها على كافة جبهات الفعل السياسي: ميدانيا من خلال تحويل الأراضي المحتلة الى حمام دم، وتجنيد آلة مغربية عسكرية بشعة لتدمير المقاومة الوطنية في الأراضي المحتلة، وسياسيا ودبلوماسيا من خلال توظيف "الكوركاس" لشرعنة الإحتلال وتسويغ "الحكم الذاتي" للمنتظم الدولي .
هل نجح النظام المغربي في تجاوز، او على الأقل إستيعاب، الصدمة وتطويعها وتوظيفها إيجابيا لإرساء مقاربات جديدة للتعاطي مع الإشارات السياسية القوية والعنيفة للإنتفاضة الوطنية؟ أعتقد أن الامر كذلك الى حد ما، خصوصا إذا ما استحضرنا تصريح المسؤول الأمريكي، عقب قرار مجلس الأمن الأخير، بالإضافة الى مجموعة من الإشارات السياسية المتفرقة والتي تسير عكس الإنجازات الميدانية لانتفاضة الإستقلال.
ولكن ما الذي جعل الانتفاضة عاجزة في حدود إمتداداتها الوطنية، عن تكريس مكاسبها دوليا وأمميا؟ فإذا ما استثنينا التوصية الرائعة ل"للإتحاد الأوروبي" وتقرير "المفوضية السامية لحقوق الإنسان"، واللقاءات التحسيسية للمناضلة الوطنية "أمينتو حيدار" والمناضل "علي سالم ولد التامك"، فإن الفعل الوطني للإنتفاضة إفتقر الى تجسيدات منطقية على المستوى الدولي تتوازى مع حمام الدم والتعذيب والألم الذي بذله أهالينا في الأراضي المحتلة.
مالذي وقع؟ كيف عجزنا عن ترجمة دماء ودموع نساءنا وأطفالنا وشيوخنا الى مكاسب حقيقية إعلاميا وسياسيا ودبلوماسيا وحقوقيا؟ ليس في هذا السؤال جلد للذات، او مزايدة، بل فقط محاولة متأنية للفهم السياسي.
أعتقد أنه بالإضافة الى الإكراهات الموضوعية والناجمة أساسا عن الإستماتة الفرنسية في الدفاع عن النظام المغربي، ضمن أروقة الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي، والطاقات الكبيرة ألإعلامية والدعائية والتعبوية والدبلوماسية التي جندها الإحتلال المغربي، فإنه يتعين الإعتراف وبدون مركب نقص، بالخلل الكبير في المقاربة السياسية المعتمدة، والتي ظلت مهيمنة ولازالت، و من أهم سماتها الفصل التعسفي، الجائر واللامبرر بين السياسي والإنساني.
http://www.upes.org/au18112006.htm#Scene_1 لقرائة بقية المقال إضغط على الرابط التالي
(اذا لم تتمكن من قرائة المقال المرجو مكاتبة الموقع)

No comments: