شهادة سلطانة خيا سيد ابراهيم
2007/05/14
لقد نظمنا وقفة تضامينة مع الطلبة الصحراويين بجامعة إبن زهر بأغادير و الذين تعرضوا لهجوم شرس. بعد ذلك نظمنا مسيرة من كلية الحقوق مرورا بكلية الآداب وصولا إلى الحي الجامعي لجامعة القاضي عياض بمراكش، حيث فوجئنا بتدخل همجي من طرف جميع أنواع القوات الأمنية المغربية، النظامية منها و السرية. و قد كنت أولى الضحايا حيث تم استهدافي بشكل مباشر. لقد شكل عناصر هذه القوات الهمجية دائرة حولي و حاصروني بينهم و بدأوا بضربي بالعصي و ركلي حيث فقأت إحدى عيناي. و عندما أخبرتهم بذلك تمادوا في ضربي على نفس العين. و بعد قليل الحقوا بي كلا من سمية عبد الدايم و الكورية اميدان و عبد الفتاح اليداسية. و طبعا تعرضنا للاختناق بسبب القنابل المسيلة للدموع و الماء الساخن و مادة أخرى لا اعرف ما هي. و قد أصيب سعيد الوعبان أيضا، و عندما حاولت نزع سترته التي بدأت تتمزق لمسني ذلك السائل، الذي ابتلت به السترة، و أصابني بما يشبه الحروق. لقد أشبعونا ضربا و ركلا. و قد احتفظوا بنا داخل الحي الجامعي و يعرضوننا للضرب المبرح بشكل متواصل لمدة تزيد عن 40 دقيقة إلى أن أصبحنا شبه جثث. بعدها أخذونا إلى سيارة إسعاف بعدما وضعوا الأصفاد في أيدينا و الأدهى أننا بقينا عرضت للتعذيب و الضرب حتى داخل سيارة الإسعاف. طبعا كل ذلك كان مرفقا بالسب و الشتم العنصري الذي ساهم فيه أيضا طاقم سيارة الإسعاف الذين كانوا يطلبون من الجلادين الزيادة في تعذيبنا (أقتلوا البوليساريو). لقد أشبعونا ضربا و ركلا و كان أحدهم يمسكنا من شعر رؤوسنا و يضربنا مع حديد السيارة.
ذهبوا بنا إلى مستشفى إبن طفيل و مع أن عيني كانت مفقوؤة فلم يزد علاجهم لي عن وضع ضمادة عليها. و أعتقد أن الذي وضع الضمادة لم يكن سوى ممرض و لم ينبس بكلمة و احدة. بعدها أخذونا بواسطة سيارة للشرطة صوب مخفر الشرطة المتواجد بجامع الفناء. و كنا نتعرض للصفع و الركل أثناء تواجدنا بالمستشفى و في طريقنا إلى مقر الشرطة. و بعد دخولنا مقر الشرطة تعاقبوا علينا بالأسئلة المتعلقة بالهوية. و كانت مجموعة من رجال الشرطة واقفين يسبون الصحراويين و جبهة البوليساريو و قيادتها و خصوصا رئيسها. و يقولون لنا (إسمعوا، إن تاريخ الصحراء الحقيقي هو أن المعرب قد جاء إلى الصحراء شفقة على هذا الشعب المتسخ و المتخلف). و بعد حوالي ساعتين أتوا ب 25 طالبة من الحي الجامعي. و قد أرغموهن على الجلوس في مواجهتنا نحن الثلاثة بالاضافة إلى حوالي 12 طالبا صحراويا آخر. و قد كنا جميعا في حالة يرثى لها مدرجين بدمائنا. و قد أرغموا المجموعة الاخيرة المتكونة من 25 طالبة بان يصفقن و يضحكن و هو ما قمن به مرغمات كتعذيب نفسي لنا جميعا بمزيد من الاهانة. و حوالي 11.30 حتي 12.00 بدأت أتقيؤ الدم. بعد ذلك نقلوني إلى مستشفى المامونية عبر سيارة إسعاف حيث عاينني طبيب و أخبرهم بأن عيني مفقوؤة وأن عليهم نقلي إلى مستشفى الشيخ داوود الأنطاكي و هو ما تم بالفعل. و قد تعرضت للتعذيب داخل سيارة الاسعاف في كل مراحل الطريق. و عندما أوصلوني إلى مستشفى الأنطاكي أخبرني الممرض بأنهم لن يعودوا و أني سأكون على مسؤولية المستشفى. وضعوني في قاعة فيها بعض النسوة و لم يقدموا لي أي علاج. و بعد حوالي 20 دقيقة جاءتني فرقة من الشرطة و أخرجوني من القاعة و هم يجرونني من شعري أمام النسوة. و عندما أوصلوني باب القاعة بدأت بالتقيؤ من جديد. ركلني أحدهم بعدها و ضعوني في قاعة أخرى فيها إمرأة واحدة. و بعد ساعتين أو ثلاث جاءتني مجموعة تتكون من حوالي 8 أشخاص بزي مدني و طلبوا مني أن أوقع على مجموعة من الملفات. أخبرتهم أني لا أستطيع لأني لا أتحكم في يداي و لا بأي من أعضاء جسمي. أخذ أحدهم بيدي و بدأ يوقع بها و كتب شيئا لم أراه لأن عيني التي لازالت سالمة كانت مصابة أيضا و تورمت حتى أني لا أكاد أستطع الرؤية. و ظلوا يوقعون لمدة دامت حوالي الساعة. و طبعا بعد التوقيع وضعوا بصماتي على نفس الاوراق و خرجوا و تركوا معي حارسين أحدهم جلس على كرسي إلى جانب السرير بينما الآخر نام على السرير الذي بجنبي.
و في الصباح طلبت من فتاة جاءت لزيارة أمها أن تهاتف عائلتي. و بعد أن كتبت الرقم في يدها تبعوها و هددوها فعادت لتوديع أمها باكية و ناديتها لمساعدتي للذهاب الى المرحاض لكنها لم تلتفت إلي. بعد ذلك نقلوني إلى قاعة بمفردي و كنت طوال الوقت أطلب منهم أن يخبروا عائلتي. و حوالي الساعة 11 جاءتني ممرضة و أخبرتني بأنه علي شراء الخيط لأنني سأخضع لعملية جراحية على مستوى العين. أجبتها بأن ما كان لدي من نقود صادرها رجال الشرطة وأنه علي إيجاد طريقة لأخبر عائلتي أو أحد أصدقائي لتوفير ما يلزم. عندها جائني أحدهم بزي مدني و سألني عن الرقم الذي أود الاتصال به، فطلبت إحدى رفيقاتي. و طبعا حضرت مع عدد كبير من الرفاق بينهم أحد أقربائي الذي وافق على إجراء العملية الجراحية لي.
بالتاكيد لقد فقدت عيني اليمنى و هشم أنفي و صور آثار التعذيب غنية عن التعليق.
سلطانة خيا، مستشفى الأنطاكي بمراكش - المغرب
2007/05/14
لقد نظمنا وقفة تضامينة مع الطلبة الصحراويين بجامعة إبن زهر بأغادير و الذين تعرضوا لهجوم شرس. بعد ذلك نظمنا مسيرة من كلية الحقوق مرورا بكلية الآداب وصولا إلى الحي الجامعي لجامعة القاضي عياض بمراكش، حيث فوجئنا بتدخل همجي من طرف جميع أنواع القوات الأمنية المغربية، النظامية منها و السرية. و قد كنت أولى الضحايا حيث تم استهدافي بشكل مباشر. لقد شكل عناصر هذه القوات الهمجية دائرة حولي و حاصروني بينهم و بدأوا بضربي بالعصي و ركلي حيث فقأت إحدى عيناي. و عندما أخبرتهم بذلك تمادوا في ضربي على نفس العين. و بعد قليل الحقوا بي كلا من سمية عبد الدايم و الكورية اميدان و عبد الفتاح اليداسية. و طبعا تعرضنا للاختناق بسبب القنابل المسيلة للدموع و الماء الساخن و مادة أخرى لا اعرف ما هي. و قد أصيب سعيد الوعبان أيضا، و عندما حاولت نزع سترته التي بدأت تتمزق لمسني ذلك السائل، الذي ابتلت به السترة، و أصابني بما يشبه الحروق. لقد أشبعونا ضربا و ركلا. و قد احتفظوا بنا داخل الحي الجامعي و يعرضوننا للضرب المبرح بشكل متواصل لمدة تزيد عن 40 دقيقة إلى أن أصبحنا شبه جثث. بعدها أخذونا إلى سيارة إسعاف بعدما وضعوا الأصفاد في أيدينا و الأدهى أننا بقينا عرضت للتعذيب و الضرب حتى داخل سيارة الإسعاف. طبعا كل ذلك كان مرفقا بالسب و الشتم العنصري الذي ساهم فيه أيضا طاقم سيارة الإسعاف الذين كانوا يطلبون من الجلادين الزيادة في تعذيبنا (أقتلوا البوليساريو). لقد أشبعونا ضربا و ركلا و كان أحدهم يمسكنا من شعر رؤوسنا و يضربنا مع حديد السيارة.
ذهبوا بنا إلى مستشفى إبن طفيل و مع أن عيني كانت مفقوؤة فلم يزد علاجهم لي عن وضع ضمادة عليها. و أعتقد أن الذي وضع الضمادة لم يكن سوى ممرض و لم ينبس بكلمة و احدة. بعدها أخذونا بواسطة سيارة للشرطة صوب مخفر الشرطة المتواجد بجامع الفناء. و كنا نتعرض للصفع و الركل أثناء تواجدنا بالمستشفى و في طريقنا إلى مقر الشرطة. و بعد دخولنا مقر الشرطة تعاقبوا علينا بالأسئلة المتعلقة بالهوية. و كانت مجموعة من رجال الشرطة واقفين يسبون الصحراويين و جبهة البوليساريو و قيادتها و خصوصا رئيسها. و يقولون لنا (إسمعوا، إن تاريخ الصحراء الحقيقي هو أن المعرب قد جاء إلى الصحراء شفقة على هذا الشعب المتسخ و المتخلف). و بعد حوالي ساعتين أتوا ب 25 طالبة من الحي الجامعي. و قد أرغموهن على الجلوس في مواجهتنا نحن الثلاثة بالاضافة إلى حوالي 12 طالبا صحراويا آخر. و قد كنا جميعا في حالة يرثى لها مدرجين بدمائنا. و قد أرغموا المجموعة الاخيرة المتكونة من 25 طالبة بان يصفقن و يضحكن و هو ما قمن به مرغمات كتعذيب نفسي لنا جميعا بمزيد من الاهانة. و حوالي 11.30 حتي 12.00 بدأت أتقيؤ الدم. بعد ذلك نقلوني إلى مستشفى المامونية عبر سيارة إسعاف حيث عاينني طبيب و أخبرهم بأن عيني مفقوؤة وأن عليهم نقلي إلى مستشفى الشيخ داوود الأنطاكي و هو ما تم بالفعل. و قد تعرضت للتعذيب داخل سيارة الاسعاف في كل مراحل الطريق. و عندما أوصلوني إلى مستشفى الأنطاكي أخبرني الممرض بأنهم لن يعودوا و أني سأكون على مسؤولية المستشفى. وضعوني في قاعة فيها بعض النسوة و لم يقدموا لي أي علاج. و بعد حوالي 20 دقيقة جاءتني فرقة من الشرطة و أخرجوني من القاعة و هم يجرونني من شعري أمام النسوة. و عندما أوصلوني باب القاعة بدأت بالتقيؤ من جديد. ركلني أحدهم بعدها و ضعوني في قاعة أخرى فيها إمرأة واحدة. و بعد ساعتين أو ثلاث جاءتني مجموعة تتكون من حوالي 8 أشخاص بزي مدني و طلبوا مني أن أوقع على مجموعة من الملفات. أخبرتهم أني لا أستطيع لأني لا أتحكم في يداي و لا بأي من أعضاء جسمي. أخذ أحدهم بيدي و بدأ يوقع بها و كتب شيئا لم أراه لأن عيني التي لازالت سالمة كانت مصابة أيضا و تورمت حتى أني لا أكاد أستطع الرؤية. و ظلوا يوقعون لمدة دامت حوالي الساعة. و طبعا بعد التوقيع وضعوا بصماتي على نفس الاوراق و خرجوا و تركوا معي حارسين أحدهم جلس على كرسي إلى جانب السرير بينما الآخر نام على السرير الذي بجنبي.
و في الصباح طلبت من فتاة جاءت لزيارة أمها أن تهاتف عائلتي. و بعد أن كتبت الرقم في يدها تبعوها و هددوها فعادت لتوديع أمها باكية و ناديتها لمساعدتي للذهاب الى المرحاض لكنها لم تلتفت إلي. بعد ذلك نقلوني إلى قاعة بمفردي و كنت طوال الوقت أطلب منهم أن يخبروا عائلتي. و حوالي الساعة 11 جاءتني ممرضة و أخبرتني بأنه علي شراء الخيط لأنني سأخضع لعملية جراحية على مستوى العين. أجبتها بأن ما كان لدي من نقود صادرها رجال الشرطة وأنه علي إيجاد طريقة لأخبر عائلتي أو أحد أصدقائي لتوفير ما يلزم. عندها جائني أحدهم بزي مدني و سألني عن الرقم الذي أود الاتصال به، فطلبت إحدى رفيقاتي. و طبعا حضرت مع عدد كبير من الرفاق بينهم أحد أقربائي الذي وافق على إجراء العملية الجراحية لي.
بالتاكيد لقد فقدت عيني اليمنى و هشم أنفي و صور آثار التعذيب غنية عن التعليق.
سلطانة خيا، مستشفى الأنطاكي بمراكش - المغرب
No comments:
Post a Comment