Friday, May 04, 2007

حسب جريدة الغارديان البريطانية المغرب دفع 30 مليون دولار مقابل الموقف الأمريكي
المصدر: الجزائر: رضا شنوف 2007-05-03
كشفت جريدة الغارديان البريطانية عن حقائق مثيرة بخصوص عمليات دفع مبالغ مالية للحصول على تأييد الكونغرس التي خصص لها نظام الرباط 30 مليون دولار، من أجل دفع الموقف الأمريكي نحو مساندة الطرح المغربي بخصوص الصحراء الغربية·أرجعت الصحيفة البريطانية، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية، تحوّل الموقف الأمريكي إلى صف المغرب ودعم مقترح الحكم الذاتي خلال الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن بطريقة غير مسبوقة، إلى ضغط مارسته لوبيات داخل الكونغرس الأمريكي والمكونة أساسا من المنحدرين من كوبا بزعامة كارديناس ألبرتو، واللوبي المناصر لإسرائيل الذي يتزعمه الرقم الثاني في مجلس الأمن القومي إليوت أبرهامز· وأشارت الغارديان إلى تقلب الموقف الأمريكي أسبوعا قبل مصادقة مجلس الأمن على اللائحة الخاصة بالصحراء الغربية، والتي عرفت توقيع 169 من أعضاء الكونغرس على لائحة تدعم المقترح المغربي وجهتها إلى الرئيس بوش، وتقول الجريدة ''يمكن الجزم ودون مجازفة، أن كل الموقعين على الرسالة لم يكونوا قد سمعوا بالصحراء الغربية أصلا''· وتضيف في هذا السياق ''عندما تلاحظ اندفاعا من النواب لتوقيع رسالة حول السياسة الخارجية، كن متأكدا أن هناك جماعة ضغط تعمل··· وفي السياسة الخارجية فإن أعضاء الكونغرس كجدران التبوّل يمكن كتابة أي شيء عليها''· إلا أن المساعي الأمريكية وتلك التي طبعت أيضا الموقف الفرنسي والإسباني إلى جانب الـ30 مليون دولار لم تجد في شيء، وصادق مجلس الأمن على لائحة تقر حق الشعب الصحراوي، وتدعو لمفاوضات مباشرة بين الممثل الشرعي للصحراويين، جبهة البوليزاريو، والمغرب، أرضيتها حق تقرير مصير الشعب الصحراوي·

3 comments:

Anonymous said...

تصريحات جريئه لسفير الولايات المتحده بالمغرب

البوليساريو هو الممثل الرسمي للشعب الصحراوي والكوركاس لن يكون طرفا في الموفاضات
واشياء اخري
www.ahdath.info

Anonymous said...

الدبلوماسية الإسبانية في خدمة نظام المخزن
مدريد تضغط على بنما لدعم المغرب


المصدر: مدريد: مراسل ''الخبر'' داد ولد مولود
2007-05-05


كشفت صحيفة ''كانارياس سيتي'' الإسبانية الصادرة الخميس في جزر الكناري، نقلا عن مصادر دبلوماسية، إن الحكومة الإسبانية ضغطت على جمهورية بنما لتتخلى عن دعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير·
وقالت الصحيفة التي حصلت على معلوماتها من مصادر دبلوماسية موثوقة، أن حكومة ثاباتيرو استغلت زيارة نائب الرئيس البنمي سامويل لويس منذ أيام إلى مدريد ''ومارست عليه ضغوطا طالبة منه أن تتخلى بنما الوقوف إلى جانب جنوب افريقيا في مجلس الأمن الدولي'' في التصدي للموقف الفرنسي والأمريكي المساند للموقف المغربي من الصحراء الغربية· وتعتبر بنما، التي هي عضو في مجلس الأمن الدولي حاليا، من دول أمريكا اللاتينية التي تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ولديها معها علاقات دبلوماسية· وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم الكشف فيها عن استخدام الدبلوماسية الإسبانية لدعم النظام المغربي فيما يخص الصحراء الغربية· فقد كُشف منذ سنوات أن وزير الخارجية الإسبانية موراتينوس كان يرسل بتعليمات إلى السفراء الإسبانيين في الخارج طالبا منهم دعم الموقف المغربي فيما يخص الحكم الذاتي في الصحراء الغربية في المحافل الدولية ولدى الدول التي تربطها علاقات جيدة بإسبانيا·

Anonymous said...

البوليزاريو من الداخل

رحلة في أعماق الحركة - الدولة

الجزء الثاني:

رهان الديمقراطية الداخلية·· القبلية، المشاركة والتحوّل التنظيمي

رسمت جبهة البوليساريو جزءا هاما من تاريخ المنطقة المغاربية والإفريقية في السنوات الثلاثين الأخيرة·· أحداث وارتدادات سياسية واجتماعية صاغت الماضي وتلقي اليوم بثقلها على المستقبل·· لكن ظلت الحاجة ماسة إلى معرفة دقيقة تشرح من الداخل الجهاز السياسي والتنظيمي والعسكري لجبهة البوليساريو·· ما هو حجمه؟ كيف يعمل؟ من هم رجاله؟ وما هي مساحات الجذب والاستقطاب فيه؟·· هذا ما نحاول الإجابة عنه معتمدين على لقاءات ميدانية قادتنا لأيام إلى الصحراء الغربية، ووثائق وشهادات لمؤسسات وفاعلين مع وضد الحركة - المشروع·

عبد النور بوخمخم

لا يمكن فهم تعاطي البوليساريو مع مفهوم الديمقراطية الداخلية وتوسيع الشراكة الاجتماعية في صنع القرار السياسي وما ينتج عن ذلك من تحولات في البنية التنظيمية وفي الخطاب والأداء، خارج عدد من المعطيات تتوزع على حقائق ذاتية خاصة بالصحراويين ككيان اجتماعي تاريخي وبالبوليساريو كمشروع استقلالي عسكري-سياسي، هذا من جهة· ومن جهة أخرى، تتعلق بمعطيات خارجية تحدد علاقات البوليساريو مع محيطها الإقليمي والدولي حلفاء وخصوما· ويمكن رصد خمسة عناصر أساسية حكمت وتحكم تعاطي وتفاعل البوليساريو مع مفاهيم الديمقراطية الداخلية:

-- المعادلة القبلية التي هي جزء أساسي لا يمكن تجاوزه في تكوين الصحراويين منذ قرون وتمتد بشكل مباشر ومركز إلى كل الأجهزة والأطر السياسية والاجتماعية الأخرى·

-- مقتضيات مرحلة ما بعد الحرب وبروز مطالب وذهنيات جديدة وسعت من الاحتياجات الاجتماعية التي كانت مغيبة خلال أيام الحرب، وقلصت بشكل محسوس الثقل المعنوي والمؤسساتي لكبار المقاتلين المؤسسين، وهم كثيرون، الذين لا يملكون مؤهلات سياسية وثقافية تسمح لهم بتجديد مواقعهم في إطار المرحلة الجديدة·· في الوقت الذي أصبحت فيه معركة البوليساريو أساسا معركة دبلوماسية خارجيا والحفاظ على التوافق الاجتماعي والسياسي داخليا·

-- ظهور جيل شاب جديد داخل المخيمات أصبح يشكل النسبة الأكبر عدديا من الصحراويين، متعلم، مثقف ومنفتح على كثير من الثقافات الأجنبية التي تشكل له مرجعية للمقارنة·

-- التحولات الداخلية لدى الحلفاء السابقين في المعسكر الشرقي وبالذات لدى الحليف الجزائري، ومدى انعكاس هذه التحولات على الدعم المادي والدبلوماسي الذي يقدموه للصحراويين·

-- تطور السياسة المغربية سلبا أو إيجابا في محاولاتها للاستيعاب الاجتماعي والسياسي لصحراويي الداخل ما وراء الجدار الدفاعي، وامتصاص الميولات الاستقلالية لهم وصولا إلى مسعى تفريغ مخيمات اللاجئين ذاتها من وعائها البشري الذي يشكل عمود وجود الدولة الصحراوية·

تجاذبات وإفرازات

هذا التجاذب ذي الطابع السياسي أحيانا والقبلي أخرى والاجتماعي ثالثة بقي حاضرا في مكونات النسيج الصحراوي الواسع وداخل أجهزة البوليساريو، وتجلى بوضوح في كثير من المحطات القديمة والحديثة في تاريخ الحزب-الدولة، ولذلك أفردت له قيادة البوليساريو كثيرا من الاهتمام منذ انطلاقها· وعمليا يمكن القول إنها نجحت في الغالب وإلى حد بعيد حتى الآن في تجاوز إفرازات هذا الواقع وتفكيك ألغام التجاذب القبلي والاجتماعي والسياسي التي كانت تصادفها باستمرار، بمعنى أن إفرازات هذا التجاذب حتى عندما يتجاوز العلاقات الاجتماعية العامة في المخيمات ويأخذ طابع صراع تنظيمي داخل النواة القيادية لم يحدث أن ضرب في العمق سياسة التوافق الاجتماعي التي كانت ضرورية لمواصلة المشروع السياسي والعسكري للبوليساريو، طبعا ذلك لم يحل دون خروج الوضع عن نطاق السيطرة وانتقاله في بعض المحطات إلى مظاهر عنف اجتماعي يعبّر عنه في شكل مظاهرات احتجاجية في المخيمات، ويتغذى من التجاذبات القبلية أو الصراعات السياسية داخل الأطر التنظيمية للبوليساريو، أبرزها على الإطلاق تلك التي حدثت سنة 1988 وتدخلت الأجهزة الأمنية الصحراوية لإخمادها، وألقت بثقلها لتحرك نقاشا واسعا وتغييرات عميقة في أجهزة البوليساريو·· عبّر ذلك عن تحوّل عميق طرأ على ذهنية الشرائح الواسعة للصحراويين وهم يبحثون عن هامش أوسع لمناقشة احتياجات ومقتضيات مرحلة ما بعد الحرب وبداية تكريس مشروع التسوية السلمية بإشراف أممي، خاصة أن الجميع يعتبر نفسه طرفا أساسيا في الانتصارات العسكرية السابقة التي دفعت المغرب إلى القبول باستفتاء تقرير المصير، ولا توجد عائلة لا تحصي فردا منها سقط في هذه الحرب··

تجدد من أجل تجنّب التبدد

شكّل ذلك تحديا كبيرا للبوليساريو، ودفعها بعد سنتين إلى تشكيل خلية تفكير لحل الأزمة التي كانت آخذة في التنامي، ومن أجل أن يكون عملها ذي مصداقية ضمت الخلية العديد من الكوادر العليا المتعاطفة مع المظاهرات الاحتجاجية السابقة وغير المتوافقة مع النواة القيادية الصلبة، وسعت قيادة البوليساريو إلى تكريس العديد من التغييرات على مستوى الأجهزة السياسية للدولة والحزب تهدف إلى استيعاب العناصر الناقمة والقضاء على بؤر التوتر الاجتماعي، لذلك خطت خطوات متسارعة في سلسلة المؤتمرات الثلاثة التي عقدتها سنوات 1995 ,1991 و.1999 وخلال هذه الفترة أدخلت لمرتين متتاليتين وفي فترة وجيزة نسبيا تعديلات جوهرية على دستور الدولة من جهة، كما أرفقته بلوائح تنظيمية تعيد النظر في هيكلة وصلاحيات الهيئة المديرة للحزب والدولة وأداء كل منهما·· بالنسبة للحزب ألغت الثنائية القيادية مكتب سياسي ولجنة مركزية، تلك المقتبسة عن الفلسفة التنظيمية اليسارية، في رسالة مهمة لمن يعنيه الأمر تدل على تكيف البوليساريو مع مرحلة ما بعد انهيار المعسكر الشرقي الداعم لها، وتم تعويضها بأمانة وطنية ضيقة تنتخب باقتراع سري مباشر من المؤتمرين وينسق عملها مكتب ضيق من أربعة أشخاص· كما فرضت الانتخاب السري المباشر كأداة وحيدة لاختيار المسؤولين السياسيين في الحزب والدولة مركزيا ومحليا بعد إعداد قوائم إحصائية تضبط الهيئة الناخبة على كل المستويات ولا تتركها تقديرية تخضع للحسابات الذاتية، وهو الشأن بالنسبة لمنصب الرئيس نفسه، وهذا في حد ذاته كان نقلة نوعية قياسا بما كان عليه الأمر سابقا· وعلى مستوى جهاز الدولة أقرت البوليساريو الفصل ما بين السلطات وبعثت هيئة تشريعية برلمانية سنة 95 هي المجلس الوطني الذي استفاد من تعديلات دستورية تمنحه صلاحيات رقابية على أداء الحكومة والمسؤولين المحليين، وفعلا كان هذا البرلمان الصحراوي الجديد أول برلمان في المنطقة المغاربية يسقط حكومة بلاده بتهمة سوء التسيير والأداء، كان ذلك سنة 1996 عندما كان الوزير الأول الحالي عبد القادر طالب عمر رئيسا للبرلمان ومحفوظ علي بيبه رئيس البرلمان حاليا يقود الجهاز التنفيذي، الآن أفرز المؤتمر الأخير سنة 2003 وضعا جديدا جعل الرجلان يتبادلان المواقع· ولا يخفي الصحراويون اليوم وهم يتحدثون إليك عن هذه النقطة ''باعتزاز بديمقراطيتهم''أن رئيس البرلمان الجديد يريد الانتقام من غريمه ويبحث عن أغلبية برلمانية، لم تتوفر حتى الآن، من أجل إسقاطه كما فعل هو معه سنة .1996

ميزة أخرى لا زالت مترسخة في السلوكات السياسية للبوليساريو، وهي تبادل مواقع المسؤولية السياسية والعسكرية دون اعتبار الاتجاه من الأعلى نحو الأسفل أو العكس، وتجد مثلا من شغل من قبل منصب رئيس الوزراء يضطلع حاليا بمنصب وال في أحد المخيمات، ووزير أو سفير سابق يتحوّل إلى ملحق إداري في أحد القطاعات الوزارية·· البعض يرى ذلك مجرد إحدى مخلفات الفكر التنظيمي اليساري التي لا تزال عالقة، والصحراويون يردون أنه ليست لهم عقد من تقاليدهم السياسية السابقة إذا أثبتت أنها مثمرة وتحقق الهدف منها·

PH/ DjazairNews


المعادلة القبلية ·· تصادم أم تطويع

في خضم هذه التحولات التي أرادت بها البوليساريو أن تتجدد في مواجهة خطر التبدد، لم يكن من السهولة تجاوز المعطيات القبلية الداخلية، ولكن محاولة تخفيف وطأتها على المؤسسات التنظيمية في الحزب والدولة، ويبلغ تعداد القبائل الصحراوية حوالي 20 قبيلة، أكبرها وأقواها نفوذا قبائل الرقيبات، لذلك تم سنة 2000 تأسيس هيئة دستورية تجمع أعيان وشيوخ مختلف القبائل وفروعها، هي المجلس الاستشاري ويتكفل بإعطاء آرائه للرئيس محمد بن عبد العزيز في ملفات وقضايا بعينها، وكان هذا المجلس في الحقيقة خطوة ذكية تهدف إلى خلق فضاء يحافظ فيه أعيان القبائل على مركزهم الاجتماعي والسياسي وإشراكهم في القرار كبديل لخروجهم من هيئات الحزب والدولة الكبرى التي لا تسمح لهم مؤهلاتهم الثقافية ليكونوا فيها، كما هو في نفس الوقت وعاء لاستيعاب أعيان الفروع القبلية الصغيرة التي لا تملك وعاء ديموغرافيا كافيا لمواجهة الولاءات القبلية الأخرى في الانتخابات، وأيضا من أجل محو الصورة التي تقدم عن البوليساريو منذ تأسيسها وهي أنها إفراز لتحالف قبلي ضيق ما بين قبيلتي الرقيبات وأولاد دليم بالدرجة الأولى·

وهذه الصورة بقدر ما فيها جانب من الحقيقة فإنه يبدو من الخطأ النظر إليه فقط كفكرة مجردة، حيث أن الرقيبات، قبيلة الرئيس محمد ابن عبد العزيز وعدد آخر من كبار قياديي البوليساريو، تشكل عدديا وعاء ديموغرافيا جد هام في ترتيب القبائل والعشائر الصحراوية· وبعض الدراسات تشير إلى أنها تشكل وحدها أكثـر من ثلث الصحراويين في المخيمات وفي الداخل الخاضع للسيطرة المغربية، والرقيبات مع أولاد دليم عرفت تاريخيا بأنها قبائل مقاتلة متمردة من البدو الرحل قاتلت بشدة خلال القرون الأخيرة الاستعمار الإسباني والفرنسي وعدد من سلاطين العرش العلوي أنفسهم· والعرش المغربي خضع لهذه المعادلة القبلية عندما شكل المجلس الاستشاري للشؤون الصحراوية، هيئة تضم الصحراويين المساندين لأطروحة الحكم الذاتي، ومنح رئاستها ونيابته الأولى لشخصين ينحدران من قبيلة الرقيبات·

نقاشات في طريق المؤتمر القادم

تحضيرا لمؤتمر البوليساريو المرتقب انعقاده شهر أكتوبر القادم، وهو الثاني عشر في تاريخ التنظيم، انعقدت خلال الأشهر الستة الماضية سلسلة مؤتمرات سياسية على مستوى المخيمات والفروع المحلية، من أجل إعادة انتخاب المسؤولين السياسيين المحليين للبوليساريو، وهم في نفس الوقت يضطلعون بمهام ممثلي الدولة (ما عدا الولاة الأربعة في المخيمات فهم معينون)·· الأداء السياسي للبوليساريو يخضع لمبدأين دستوري وسياسي، الأول يضمن من حيث الأساس التعددية الحزبية والسياسية، لكنه يقر مؤقتا ''لضرورة المرحلة'' الحزب الواحد الذي هو البوليساريو كإطار سياسي واحد تنصهر فيه كل المكونات والتيارات ''إلى حين الاستقلال'' والثاني تم إقراره منذ سنة 1991 ولا يزال ساريا وهو الجمع المباشر ما بين المهام السياسية والتنفيذية على مستوى الهرم، أي الرئيس الذي هو نفسه الأمين العام للحزب، وعلى مستوى القاعدة السفلى لدى أمناء الفروع المحلية الذين هم في نفس الوقت ممثلي الدولة ومنفذي برامج الحكومة محليا· ويبقى الجسم التنظيمي الفاصل ما بين الرئيس وأمين الفرع المحلي يخضع لإفرازات الانتخابات التي لا تفرض الجمع ما بين المهمة في الجهاز الحكومي والجهاز الحزبي، وتتعالى أصوات حاليا وسط كوادر الحزب تدعو إلى الفصل ما بين المهام السياسية والحكومية في الفروع المحلية· ويقول أنصار هذا الطرح إن هذا الجمع يضر بعلاقة البوليساريو بالصحراويين ويطعن في مصداقيتها في عيون الرأي العام الداخلي كقوة تعبئة طلائعية بسبب التجاوزات التي يقع فيها بعض المسؤولين المحليين ولا يجد من يراقبهم من داخل الحزب لأنهم في نفس الوقت هم ذاتهم مسؤولو الحزب محليا· المؤتمرات السياسية المحلية التحضيرية تجمع جنبا إلى جنب الكوادر السياسية للبوليساريو وعموم الصحراويين بمن فيها الذين ليس لهم انخراط فعلي في الجهاز التنظيمي للحزب، وتكون تلك فرصة تتكرر كل ثلاث سنوات من أجل وضع العلاقة ما بين الطرفين على المحك، وهو ما حدث هذه المرة، فشهدت المؤتمرات نقاشات ساخنة مغلقة تضمنتها انتقادات واتهامات للمسؤولين المحليين بخصوص طريقة إدارتهم لعدد من الملفات، مثل انتظام حصص التموين بالغذاء والماء الشروب وتطبيق النصوص القانونية والتنظيمية المعتمدة مركزيا وضبط قوائم التلاميذ المدرجين ضمن البعثات التعليمية والترفيهية الصيفية في الخارج، وكثيرا ما تم إسقاط بعض المسؤولين المحليين في الانتخابات عقابا لهم بسبب ما اعتبر تجاوزات في التسيير· كما كان للمعادلة القبلية في أحيان كثيرة أخرى القرار الحاسم في نتائج انتخابات الفروع المحلية·

·· يتبع

ما الذي يجري خلف المؤتمرات السياسية المغلقة للبوليسارو؟

عكس ما يمكن أن يفهم ظاهريا، كثيرا ما تعرف المؤتمرات والندوات السياسية الداخلية في جبهة البوليساريو، بالخصوص تلك التي تفضي إلى انتخابات وتجديد الهياكل القيادية، صراعات وتنافس شديد، وهو ما يعكس في بعض مؤشراته إلى حد ما تمكن البوليساريو من توسيع هامش المشاركة السياسية واستيعاب تيارات متباينة التوجه والولاء· وهذه المعادلة لم تعف هرم البوليساريو والدولة الصحراوية نفسه محمد بن عبد العزيز، وخلال المؤتمرين الأخيرين (1999 و2003 ) واجه هذا الأخير منافسة حقيقية أمام حوالي 1500 مشارك في المؤتمر، إذ تقدم لخلافته مترشحين آخرين لا يمكن أن يكونا لمن يعرفهما مجرد أرانب سباق لتسخين الجو الانتخابي، هما ابراهيم غالي، وزير الدفاع الأسبق وأول أمين عام للبوليساريو بعد مقتل مؤسسها الولي مصطفى السيد، ويقود حاليا أهم تمثيلية للبوليساريو في دولة أجنبية هي إسبانيا، والمنافس الثاني هو رئيس البرلمان الحالي والوزير الأول الأسبق محفوظ علي بيبه، برغم أن محمد ابن عبد العزيز كان يحسم نتائج الانتخابات في دورها الأول بنسبة جد مرتفعة، إلا أن توقع نتائج الانتخابات مسبقا لم يكن ممكنا بأي حال من الأحوال·

أما الأمانة الوطنية، وهي الهيئة القيادية العليا في الحزب، وتتكون من 33 شخصا منتخبين كلهم، فتعرف بدورها صراعا شرسا، وفي آخر مؤتمر ترشح لها ثلث المشاركين في المؤتمر، ولم يتمكن سوى أربعة منهم فقط من الفوز في الدور الأول· أما البقية ومن بينهم رئيسا البرلمان والحكومة وبعض الوزراء وقادة النواحي العسكرية فقد انتظر الدور الثاني ليمر بصعوبة إلى الأمانة الوطنية·

كذلك ينظر للمنظمات الجماهيرية الثلاث (الشبيبة، العمال، النساء) كرافد سياسي هام للحزب خاصة أن الدستور والتنظيم الداخلي يكفل مقعدا مضمونا في الأمانة الوطنية للحزب لكل واحد من رؤساء المنظمات الثلاث، وعليه غالبا ما تعرف انتخابات قياداتها تنافسا محموما· ويوجه البعض انتقادات لزوجة الرئيس الصحراوي بأنها تستغل مركزها الاجتماعي للإبقاء على رئاستها لمنظمة النساء الصحراويات، برغم أن المؤتمر الأخير للمنظمة المنعقد الشهر الماضي جدد عهدتها في انتخابات شفافة، حسب ما تذكره شهادات صحافيات جزائريات مستقلات كن مدعوات لتغطية الحدث، لكن هذا لم يكن نفس حظ السفير الصحراوي في الجزائر والرجل المقرب والقوي في البوليساريو بيسط، فقد سعى بيسط في آخر مؤتمر لمنظمة الشبيبة الصحراوية قبل أقل من سنتين إلى افتكاك منصب رئيس المنظمة، إلى جانب منصبه الدبلوماسي، في رغبة على ما يبدو افتكاك مقعد داخل الأمانة الوطنية للبوليساريو، لكن المؤتمرين أسقطوه ومنحوا أصواتهم لشخص آخر كان إلى ذلك الوقت يعتبر مغمورا، ''كان السفير مرشح النظام ونحن أردنا للشبيبة أن تبقى سيدة قرارها ولرئيسها أن يكون عينا لها في قيادة الحزب'' يعلق لنا على الحادثة أحد مهندسي مؤتمر الشبيبة الأخير·

''ضحايا السلم والفراغ''

البوليساريو وتحدي التوافق الاجتماعي والتنظيمي

تعترف قيادة البوليساريو أن حالة اللاحرب واللاسلم التي تستمر منذ 16 سنة بقدر ما كانت في بدايتها خيارا استراتيجيا لقطف ثمار ''التضحيات''، فقد كانت لها ضريبتها الداخلية سياسيا وتنظيميا، وأفرزت بعض الاختلالات منها أنها أربكت أفكار ومواقف بعض كوادرها في مستويات مختلفة من المسؤولية، فمثلا وجد عدد من قدامى القادة العسكريين أنفسهم في حالة ''فراغ'' أفقدهم البريق الأسطوري الذي اكتسبوه أيام الحرب، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يفتقدون لمؤهلات ثقافية وسياسية تمكنهم من تجديد مواقعهم في ''شكل النضال الجديد بعيد وقف اإطلاق النار'' حيث أصبحت معركة البوليساريو فيه معركة مؤسساتية ودبلوماسية أساسا· كما أن القدرة على تحمّل الأوضاع الاجتماعية القاسية في المخيمات لم تكن نفسها بالنسبة للجميع بالذات في غياب أفق واضح للحل السلمي، وهي التناقضات التي كان المغرب نفسه يراهن عليها بذكاء مع مرور الوقت، يضاف إلى ذلك المعادلة القبلية التي لها دورها التاريخي في رسم خريطة التوافق الاجتماعي للصحراويين والتماسك التنظيمي للبوليساريو، كما لها ارتداداتها السلبية المرافقة، كل هذا المخاض جعل قيادة البوليساريو بعد أن انخرطت في مسار التسوية الأممي تواجه بروز مواقف وآراء لبعض كوادرها السابقين تريد أن تنحى بها في اتجاهات مختلفة، منها من يعيب عليها ما يعتبره ''جمودا واستسلام''، والبعض الآخر على النقيض أصبح يشكك في ''المشروع الاستقلالي'' نفسه ويفضل مغادرة الصفوف والعودة إلى المغرب· وإلى حد الآن، يبدو بوضوح لمن يزور الصحراء الغربية ويتحدث إلى الناس وكوادر الحزب والدولة في المخيمات أن قيادة البوليساريو لا زالت تمسك زمام القضية الصحراوية وقادرة على استقطاب أغلب الصحراويين في المخيمات وفي المنفى على الأقل، إلى رؤيتها للحل وهي وجوب استنفاد كل أسباب الحل السلمي للأزمة عن طريق استفتاء تقرير المصير، مع إبقاء الحل العسكري كخيار احتياطي إذا تبين تراجع الأمم المتحدة عن مشروعها، غير أن ذلك لم يحجب الصدى الذي أحدثه عودة بعض كوادرها إلى المغرب خلال السنوات الخمسة عشرة الأخيرة خاصة من كان يتمتع بمصداقية كبيرة في عيون الصحراويين مثل أيوب الحبيب، أحد أبرز قادة وأبطال الحرب ضد المغرب، وهو أحد الذين تصنفه البوليساريو في خانة ''ضحايا السلم'' ·· في الجهة المناقضة للعائدين للمغرب برز إعلاميا تيار يسمي نفسه البوليساريو- خط الشهيد نسبة إلى ما يعتبره خط مؤسس البوليساريو الولي مصطفى السيد، يتهم القيادة الحالية بتقديم تنازلات كبيرة للمغرب والأمم المتحدة دون الحصول على شيء، ويدعو لاستئناف الحرب كحل وحيد للاستقلال، وأول ما ظهرت هذه الحركة بشكل علني مطلع سنة 2006 عبر بيانات وتصريحات إعلامية انطلاقا من إسبانيا للناطق الرسمي باسمها المحجوب السالك ''الملقب بالجفاف''، وهو أحد أبرز الأسماء السابقة في الإعلام الصحراوي واشتغل طويلا مسؤولا على الإذاعة الصحراوية، ويقال إن الحركة تضم أيضا قياديين سياسيين وعسكريين سابقين في البوليساريو ممن يدعون إلى الخيار العسكري كحل للأزمة يقدمون أنفسهم كحركة وتيار تغييري داخل البوليساريو لا خارجها، إذ يسلم هؤلاء أن جبهة البوليساريو تبقى ''الممثل الوحيد للشعب الصحراوي''، وقال الناطق باسمها المحجوب ولد السالك إنه لا يعتبر خط الشهيد بديلا لجبهة البوليساريو أو لقيادتها الحالية، لكنهم يقولون إنها ارتكبت ''خطأ كبيرا'' بالموافقة على وقف إطلاق النار سنة 1991 وقبولها الاستفتاء بيد أن النصر ''كان على مرمى حجر''، ويتهمون قيادة البوليساريو بأنها ''أعطت الكثير من التنازلات في سبيل إرضاء الأمم المتحدة وإيجاد حل عاجل حتى أصبح المغرب اليوم يتنكر للاتفاقيات التي وقع عليها''، وطالبوا بعقد مؤتمر استثنائي من أجل مناقشة الوضع ويعيبون على قيادة البوليساريو ''تمسكها بالسلطة أكثـر من ثلاثة عقود''· وحرص المتحدثون باسم الحركة على اتخاذ مقاربة متوازنة من الجزائر ''الجزائر هي الحليف الاستراتيجي للصحراويين الذين لا يمكن أن ينسوا خيرها أبدا'' واختاروا إسبانيا تحديدا على أساس أنها تضم أكبر عدد من المهاجرين الصحراويين·

لكن تيار البوليساريو خط الشهيد عرف في شهوره الأولى هزات داخلية وانقسامات على مستوى قيادته، كما أظهرت تصريحات الناطق الرسمي باسمه نوعا من التناقض يدل على أن مؤسسيه لا يجتمعون على نفس النظرة بخصوص رؤيتهم لواقع القضية الصحراوية والحل المرتجى لها· ومؤخرا وإثر تصريح وصف بغير المقبول به من سالك المحجوب لإحدى وسائل الإعلام المغربية قال فيها إن ''ملك المغرب غير عدو''، وتحدث عن ''إرادته الحسنة''، ودعا إلى ''فتح أبواب القصر الملكي لمناقشة أي شيء''، ولذلك تم تجميد عضويته وتعليقها لأنها -حسب زملائه- في الحركة الجديدة تُخِل بقانون العمل والأهداف المرسومة ''للجماعة'' والتي من بينها ''عدم المساومة على الحرية والاستقلال''، ووصل الأمر بأحد المحسوبين على مؤسسي الحركة بابا السيد بالدعوة إلى حل ذاتي وإرادي لتنظيم ا''خط الشهيد''، وقال عن التنظيم إنه أصبح في حكم المنتهي سياسيا بعد التصريحات ''المخجلة'' للسالك المحجوب·


www.djazairnews.info