Friday, March 09, 2007

زوجة علي سالم التامك في حوار لـجريدة''الخبر''الجزائرية ا
تعرضت للاغتصاب من قبل ضباط المخابرات المغربية
فصل زوجي من العمل بسبب تسمية ابنتنا ''ثورة'' ورفض تسجيلها بسجل الحالة المدنية / قوات المينورصو لا تقوم بأي شيء
09/03/2007

من هي عيشتو سويلم رمضان؟
أنا مواطنة صحراوية زوجة المناضل والسياسي علي سالم التامك لدي مستوى إعدادي لم استطع متابعة دراستي بسبب الاحتلال، لأني مناضلة من أجل القضية الصحراوية، حيث تم طردي من مقاعد الدراسة بسبب نضالي من أجل القضية الصحراوية· وأنا أم لبنت وحيدة اسمها ثورة·
هل هو أمر هين أن تطلقي على ابنتك اسم ثورة في بلد تحت الاحتلال؟
في الحقيقة ليس بالأمر الهين ولا السهل ونحن قد دفعنا ضريبة هذه التسمية التي هي في الحقيقة تبركا بثورة 20 ماي المجيدة- 20 ماي 1973 التي وقعت فيها معركة الخنقة وكانت إيذانا بانطلاق الثورة المسلحة في الساقية الحمراء ووادي الذهب ضد الاستعمار الإسباني- وقد وصل الأمر إلى فصل علي سالم من وظيفته بسبب هذه التسمية، حيث كان يشغل وظيفة عمومية لكن رفضنا التنازل عن اسم ثورة رغم رفض الإدارة تسجيلها في سجلات الحالة المدنية للداخلية المغربية، وبالتالي حرمانها من التدريس ووثائق الهوية كباقي الأطفال، لكن ثورة الآن مسجلة في السجل المدني لجبهة البوليساريو، وذلك هو الأهم وكذا في السجل الإسباني·
كيف تصف لنا السيدة عيشتو إحساسها وهي في أرض تفاريتي المحررة وتشارك شعبها احتفاليات الذكرى 31 للإعلان عن قيام الجمهورية العربية الصحراوية؟
أنا سعيدة وفرحانة جدا، في الحقيقة من الصعب أن أجد الكلمات المناسبة التي تستطيع أن تصف هذا الشعور، لقد رأيت أهلي اللاجئين بمخيمات تندوف، وأزور أرضنا المحررة، وهذا لأول مرة في حياتي، فأنا جد متفائلة وأكثـر حماسا من السابق، ومعنوياتي مرتفعة لأني أعيش ذكرى تأسيس دولتي بالأراضي المحررة، وأحس بأن ابنتي ثورة جد فرحة أيضا لأنها بين أهلها وتمرح على تراب أرضها دون أن يقمعها شرطي مغربي أو ينهرها· في الحقيقة أنا أعيش لحظات الاستقلال، رغم أن هذه الأرض التي نتواجد بها صحراء قاحلة وحجارتها سوداء قاسية إلا أن المهم عندي هو أني فوق تراب أرضي الحرة·
كيف هي ظروف الحياة في الصحراء الغربية المحتلة؟
ظروف الحياة بالأراضي المحتلة جد صعبة تطبعها الانتهاك الصارخة لحقوق الإنسان من طرف القوات الأمنية للمخزن التي تمارس شتى أنواع التعذيب والانتهاكات ضد الصحراويين، وككل صحراوية تعيش تحت ظلم الاستعمار المغربي، توقعت الاعتقال والقتل لكن الذي استغربته هو الضغوطات الكبيرة التي تعرضت لها بعد اعتقال علي سالم التامك وبالضبط خلال الإضراب عن الطعام الذي شنه رفقة أقرانه، حيث مورست علي ضغوط رهيبة· وفي الفترة التي كان فيها زوجي مشلولا مقعدا على كرسي متحرك بسبب الإضراب عن الطعام، تعرضت للاغتصاب وهي الحادثة التي أثـرت بحدة على نفسيتي وبقيت عالقة في ذهني·
كيف حصل ذلك؟
أنا كنت عائدة من السجن بعد أن قمت بزيارة زوجي رفقة أبنتي ثورة، وفي الطريق اعترضت سبيلنا سيارة واقتادتنا إلى منزل، وعند إدخالي وجدت خمسة أفراد من المخابرات وطلبوا مني تزويدهم بأخبار زوجي علي سالم التامك ومع من يتعامل ومن هم الأشخاص الذين يلتقي معهم، وعرضوا عليّ مقابل ذلك إغراءات كالسيارة والمال والمنزل· وقد جاءت هذه المحاولة بعد فشلهم في إغراء التامك، إلا أني رفضت كل ما عرضوه عليّ، مما دفعهم إلى اللجوء إلى أسلوبهم الدنيئ وهو الاغتصاب، ولما نهرتهم ودفعتهم وقلت لهم بأني لن أتعامل معهم مهما تكن النتائج، عندها انقض عليّ أحدهم ومسك شعري فقمت بالبزق عليه، فانفعلوا وضربوني ونزعوا ملابسي بالقوة ثم أتوا بأريكتين وربطوا رجلي بهما وشرعوا في اغتصابي بشكل همجي أمام ابنتي وهي تبكي، ولم يكن يتعدى عمرها آنذاك الثلاث سنوات· وبعد أن انتهوا من فعلتهم الدنيئة، طلبوا مني أن ألزم الصمت وأن لا أخبر أحدا خصوصا زوجي التامك، وهددوني إن أنا فضحتهم سيقومون بخطف ابنتي ويغتصبونها ويغتصبون أيضا أهلي ويشردونهم· أنا لا زلت أقف حائرة أمام هؤلاء الطغاة متى سيكفّون عن هذه التصرفات ومتى سيفهم النظام المغربي أننا أصحاب حق وأننا لنا الحق في العيش بسلام وفي كرامة ودون احتلال ودون حرب· ولكنني متيقنة أنه سيأتي اليوم الذي نعيش فيه بأرضنا المستقلة وقد يعيش أولادنا أو أولاد أولادنا حقيقة الاستقلال الذي لم ينعم به جيلنا، لكني مؤمنة كل اليقين أن هذا اليوم سيأتي لا محالة·
إلى غاية هروبك إلى إسبانيا رفقة ابنتك ثورة كيف جرت الأمور؟
بعد أن تعافى علي سالم الذي أطلق سراحه نتيجة الضغط الذي مارسته الهيئات الحقوقية، واستعاد عافيته، قررت حين ذاك أن أبوح له بما جرى، حينها قررنا الخروج إلى إسبانيا من أجل فضح ممارسات قوات الأمن المغربية الاستعمارية، وفي تلك الفترة انفصلنا، وبقيت عند أهلي وبقي هو عند أهله حتى نظهر للعدو أننا تطلقنا ولم تعد تجمعنا أي علاقة، لأن السلطات الاستعمارية اشترطت علي أن أطلق زوجي مقابل أن يمنحوني جواز السفر، وبعدها أوهمتهم بأني تطلقت منه ولجأنا إلى الطلاق وبعد حصولي على جواز السفر هربت أنا وابنتي إلى أوروبا وبالضبط إلى إسبانيا التي أعيش بها كلاجئة سياسية منذ شهر نوفمبر من عام 2004 وفجرت ما كان بداخلي·
هل يمكن أن تعطي لنا صورة عن تعامل الأمن المغربي مع الصحراويين؟
أحكي لكم تجربتي الخاصة فأنا مثلا كنت دائما تحت المراقبة والتهديد، وكم من مرة دخلوا منزلنا العائلي بغرض ترهيبنا، فلم نرتح أبدا، وأؤكد لكم أن الشرطة المغربية أشرس شرطة في العالم، وليس لديها أدنى احترام لحقوق الإنسان، والنظام المغربي أكبر منتهك لحقوق الإنسان بسبب ما يقوم به في الصحراء الغربية، فنحن نعيش دون حرية ولا نستطيع أن نعيش في أمان، ونتعرض لكل أصناف الانتهاكات، ويمارس التعذيب على نطاق واسع مثل الضرب على الرأس والحرق بالكهرباء وهذا ما تعرض له الشهيد حمدي المباركي الذي فقد حياته بسبب الضرب على الرأس وكان ذنبه الوحيد أنه قال أنا صحراوي و''تعيش الجمهورية العربية الصحراوية''· أما الشيوخ والنساء الكبار في السن فيضربونهم ويلقوا بهم في السجن دون محاكمة، في الحقيقة هم يمارسون كل أنواع العذاب دون رحمة ولا شفقة·· يقتلعون الأظافر، يجردونك من الملابس الداخلية ويعرضونك أمام أهلك إذا كانوا في السجن، وبإمكان عناصر الشرطة اغتصاب أي بنت أو امرأة أمام والدها أو شقيقها أو ابنها، وهؤلاء كذلك لا يسلمون أيضا من الاغتصاب· ولكن كل هذه الممارسات لن تثنينا قيد أنملة عن إصرارنا وإيماننا بقضيتنا، ووالله هذا لا يزيدنا إلا عزما لتحقيق ما نصبوا إليه·
لكن يوجد في الصحراء الغربية البعثة الأممية لتنظيم استفتاء تقرير المصير'' المينورصو'' ولديها جنود وقوات كيف تتعامل مع هذا الواقع الذي تعيشونه؟
المينورصو لا تقوم بأي شيء فهم يأتون إلى الصحراء الغربية لقضاء إجازة وتغيير الأجواء، فهم يأكلون ويشربون ويخرجون إلى الشوارع للتجول ثم يعودون، فنحن لم نلمس منهم أي شيء، نحن على الأقل نريد أن يرفعوا علم الجمهورية الصحراوية كما يرفع علم الأمم المتحدة وعلم المغرب في الصحراء الغربية، نعتبر عدم رفع العلم الصحراوي جريمة، فلماذا يرفع العلم المغربي المحتل ولا يرفع علمنا في أرضنا؟ أنا عيشتو سويلم رمضان زوجة علي سالم التامك أقول إن المينرصو في الصحراء الغربية لا يحرك ساكنا، فتكفي الإشارة إلى وقوع حوادث خطيرة مثل ما جرى مع الشهيد لمباركي الذي مات بسب الضرب على الرأس في الشارع، وأراد أهله دفنه في المقبرة لكن الشرطة منعتهم· فأين المينورصو؟

No comments: