المغرب يتهرب من المواجهة في ندوة البرلمان الاوروبي بتبني سياسة الكرسي الشاغر
20/03/2007
اختار المغرب سياسة الكرسي الشاغر في الندوة التي نظمت اليوم الثلاثاء من طرف البرلمان الاوروبي حول الصحراء الغربية التي ذكر خلالها السيد جان لوك أونكيلينكس المكلف بالاعلام بمنظمة الامم المتحدة لدى الاتحاد الاوروبي والبينيلوكس بأن محكمة العدل الدولية لم تعترف ابدا بسيادة المغرب على الاراضي الصحراوية.
وأراد سفير المغرب السيد منور عالم أن يتقاسم المدة المحددة لتدخله مع ممثلين عن المجلس المغربي الاستشاري للشؤون الصحراوية، المعروف باختصار ب"كركاس" غير المعترف به من طرف المجموعة الدولية، لتقديم مخطط الحكم الذاتي الذي أعدته الرباط.
الا ان رئيسة وفد البرلمان الاوروبي من اجل التعاون مع المغرب العربي النائب الاوروبي الاسبانية لويزة فرناندا رودي أوبيدا رفضت هذا التغيير الذي طرأ ثلاثة أيام فقط قبل الندوة مبررة ذلك بأنه تم الاتفاق مع المدعوين على أن كل تغيير في البرنامج يجب ان يعرض على المشاركين الآخرين بوقت كاف للموافقة.
ومن أجل الحفاظ على النشاط الذي برمجه البرلمان الاوروبي اختار مكتب الوفد فقط تدخل المسؤول الاممي الممثل الوحيد "للشرعية الدولية" قصد عرض تاريخ النزاع.
وتطرق السيد أونكيليكس أمام النواب الاوروبيين الى تاريخ النزاع الصحراوي الذي تهتم به منظمة الامم المتحدة منذ سنة 1965 بمصادقة جمعيتها العامة على لائحة تقضي ب "تصفية استعمار" الصحراء الغربية التي كانت أنذاك واقعة تحت الاحتلال الاسباني و تطلب تنظيم "استفتاء لتقرير المصير".
ومن سنة 1966 الى سنة 1973 صادقت الجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة على سبع لوائح أخرى تتعلق بالمبدأ الرئيسي المتمثل في الشرعية الدولية وحق الشعوب في تقرير مصيرها والتي استلهمت من لوائح منظمة الوحدة الافريقية في نفس السياق.
وكان ملك المغرب السابق، الحسن الثاني الذي استبعد تنظيم استفتاء تقرير المصير قد التمس تحكيم محكمة العدل الدولية سنة 1975 في محاولة منه لاثبات مطالبه اللاشرعية في الصحراء الغربية.
لكن محكمة العدل الدولية اصدرت رايا قانونيا (استلهمت منه القرارات الاممية) يؤكد بوضوح انه لا توجد "اي صلة سيادة للمغرب او لموريتانيا" على الصحراء الغربية.
واكد الممثل الاممي انه في غياب العلاقة القانونية مع المغرب وموريتانيا فان القرار الداعي الى تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره هو حق مشروع و"غير قابل للتصرف".
والتزمت منظمة الامم المتحدة منذ سنة 1990 بمخططات تسوية استنادا الى "المسار التقليدي لتصفية الاستعمار" الى غاية بلورة مخطط بيكر الاخير الثاني الذي يحمل اسم الممثل الخاص لمنظمة الامم المتحدة والذي رفضه المغرب.
كما عرض الممثل الاممي تدخلات اخرى لمنظمة الامم المتحدة في مجال حماية اللاجئين وحقوق الانسان سيما التقرير الذي نشر في اكتوبر 2006 الذي يندد بالقمع الذي يتعرض له الشعب الصحراوي في الاراضي المحتلة.
ووجه من جهته رئيس الوفد الخاص للبرلمان الاوروبي من اجل الصحراء الغربية النائب الاوروبي ايونيس كاسوليداس رسالة الى الندوة مذكرا فيها انه يتعين على البرلمان الاوروبي ان يواصل الضغط على السلطات المغربية لترخيص الوفد بالتوجه الى الاراضي الصحراوية المحتلة في مهمة تحقيق في قمع المظاهرات السلمية التي ينظمها الصحراويون.
20/03/2007
اختار المغرب سياسة الكرسي الشاغر في الندوة التي نظمت اليوم الثلاثاء من طرف البرلمان الاوروبي حول الصحراء الغربية التي ذكر خلالها السيد جان لوك أونكيلينكس المكلف بالاعلام بمنظمة الامم المتحدة لدى الاتحاد الاوروبي والبينيلوكس بأن محكمة العدل الدولية لم تعترف ابدا بسيادة المغرب على الاراضي الصحراوية.
وأراد سفير المغرب السيد منور عالم أن يتقاسم المدة المحددة لتدخله مع ممثلين عن المجلس المغربي الاستشاري للشؤون الصحراوية، المعروف باختصار ب"كركاس" غير المعترف به من طرف المجموعة الدولية، لتقديم مخطط الحكم الذاتي الذي أعدته الرباط.
الا ان رئيسة وفد البرلمان الاوروبي من اجل التعاون مع المغرب العربي النائب الاوروبي الاسبانية لويزة فرناندا رودي أوبيدا رفضت هذا التغيير الذي طرأ ثلاثة أيام فقط قبل الندوة مبررة ذلك بأنه تم الاتفاق مع المدعوين على أن كل تغيير في البرنامج يجب ان يعرض على المشاركين الآخرين بوقت كاف للموافقة.
ومن أجل الحفاظ على النشاط الذي برمجه البرلمان الاوروبي اختار مكتب الوفد فقط تدخل المسؤول الاممي الممثل الوحيد "للشرعية الدولية" قصد عرض تاريخ النزاع.
وتطرق السيد أونكيليكس أمام النواب الاوروبيين الى تاريخ النزاع الصحراوي الذي تهتم به منظمة الامم المتحدة منذ سنة 1965 بمصادقة جمعيتها العامة على لائحة تقضي ب "تصفية استعمار" الصحراء الغربية التي كانت أنذاك واقعة تحت الاحتلال الاسباني و تطلب تنظيم "استفتاء لتقرير المصير".
ومن سنة 1966 الى سنة 1973 صادقت الجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة على سبع لوائح أخرى تتعلق بالمبدأ الرئيسي المتمثل في الشرعية الدولية وحق الشعوب في تقرير مصيرها والتي استلهمت من لوائح منظمة الوحدة الافريقية في نفس السياق.
وكان ملك المغرب السابق، الحسن الثاني الذي استبعد تنظيم استفتاء تقرير المصير قد التمس تحكيم محكمة العدل الدولية سنة 1975 في محاولة منه لاثبات مطالبه اللاشرعية في الصحراء الغربية.
لكن محكمة العدل الدولية اصدرت رايا قانونيا (استلهمت منه القرارات الاممية) يؤكد بوضوح انه لا توجد "اي صلة سيادة للمغرب او لموريتانيا" على الصحراء الغربية.
واكد الممثل الاممي انه في غياب العلاقة القانونية مع المغرب وموريتانيا فان القرار الداعي الى تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره هو حق مشروع و"غير قابل للتصرف".
والتزمت منظمة الامم المتحدة منذ سنة 1990 بمخططات تسوية استنادا الى "المسار التقليدي لتصفية الاستعمار" الى غاية بلورة مخطط بيكر الاخير الثاني الذي يحمل اسم الممثل الخاص لمنظمة الامم المتحدة والذي رفضه المغرب.
كما عرض الممثل الاممي تدخلات اخرى لمنظمة الامم المتحدة في مجال حماية اللاجئين وحقوق الانسان سيما التقرير الذي نشر في اكتوبر 2006 الذي يندد بالقمع الذي يتعرض له الشعب الصحراوي في الاراضي المحتلة.
ووجه من جهته رئيس الوفد الخاص للبرلمان الاوروبي من اجل الصحراء الغربية النائب الاوروبي ايونيس كاسوليداس رسالة الى الندوة مذكرا فيها انه يتعين على البرلمان الاوروبي ان يواصل الضغط على السلطات المغربية لترخيص الوفد بالتوجه الى الاراضي الصحراوية المحتلة في مهمة تحقيق في قمع المظاهرات السلمية التي ينظمها الصحراويون.
1 comment:
بقلم : السيد حمدي يحظيه
source:
http://www.upes.org/HamdiSid19032007.htm#Scene_1
--------------------------------------------------------------------------------
19/03/2007
موضوع شيق يستحق ان يطلع عليه المغربيين كما اسماهم الكاتب
وشكرا لصاحب هذا الموقع الجيد
1- كيف تبخرت عزة نفس العربي والشلح صار يركع.؟
" يركع الجبل ولا يركع العربي والشلح"
مثل موجود في كتاب أندلسي قديم
حين تآلف العرب والشلوح الامازيغ في عصور غابرة وجدوا أنفسهم يتقاسمون طبيعة تشبه الغريزة وهي عزة النفس ورفض الذل والمهانة مما أدى بقائلهم إلى أن يقول كلمته المشهورة التي صارت مثلا:" يركع الجبل ولا يركع العربي والشلح."
أقول لكم إخواننا المغربيين، وبألم يجرح النفس، أن العالم يتعجب من طقوسكم في معاملاتكم لمملكتكم وملوككم، وأن هذه الطقوس، إن واظبتم عليها قد تصبح عادة تواظبون عليها مواظبتكم على الصلاة (وحاشى للمقارنة) كما قد تعلمونها لبنيكم وتلك الطامة الكبرى. إن بلدكم قد يكون هو البلد الوحيد في العالم – أقول هذا بعناد- الذي يقوم بهذه التفاهات مع الملك والتي لا تنسجم لا مع الدين ولا مع العقل ولا مع طبيعة العربي وأنفته وكبريائه فما بالك طبيعة وكبرياء البربري والشلح والأمازيغي الذي لا يعيش إلا فوق الجبل مثل النسر.
لا اعرف كيف يركع شعب مؤلف من العرب والبربر والامازيغ، وهؤلاء الأجناس الثلاثة هم أكثر خلق الله عزة نفس وأكثر الناس إباء وأنفة وكبرياء، وشهد لهم التاريخ بهذا في كل العصور. لا أعرف والله ماذا حل بعقولكم ولماذا غشي على قلوبكم وأبصاركم وأين ذهبت نخوتكم وعزة نفوسكم الأبية التي كانت دائما موضع إعجاب العالم في عصور غابرة.؟ كيف نزلتم من قمم جبال الأطلس الشامخة إلى حضيض العبودية البائخة، وكيف تركتم هؤلاء الذين يدعون أنهم علويين، وعلي رضي الله عنه منهم براء، أن يقبضوا على الرقاب وينزعون أرجلكم من الركاب ويزيحون عن وجوه حرماتكم النقاب.؟ ماذا دهاكم حين تحولتم من شعب مطاع إلى رعاع، ومن صقور تعيش فوق القمم الشماء إلى عامة دهماء تساق إلى ساحة الركوع ونطع الخنوع.؟
تكبر الحسرة ومعها يكبر جبل الحزن في النفس حين نرى النسيج البشري للعربي والشلح والامازيغي وقد سِيقوا جميعا إلى الساحة كي يركعوا لملك وهم أحفاد طارق بن زياد الذي قهر البحر العصي وفتح الأندلس القصي دفاعا عن عزة النفس وعزة الأسلام وبسبب أن الملك لذريق ملك الأندلس قال أنه سيجعل المسلمين يركعون عند قدميه كلهم. أنتم الشعب الوحيد الذي يكتب له التاريخ أنه غزا بلدا أخر دفاعا عن عزة النفس، لكن اليوم يبدو أنكم أنتم البلد الوحيد في العالم الذي تداس فيه عزة النفس ولا تتحرك قطرة دم واحدة دفاعا عن هذا الشرف المراق وهذا الحق المهراق. كيف سمحتم لأنفسكم أن تتركوا هذه المملكة الجوفاء أن تتسلط عليكم وتنال منكم نيل سياط الذل من جلود الإبل. إذا كان طارق بن زياد قد غزا الاندلس دفاعا عن الشرف العربي البربري فإن ملوك العلويين الذين يتعاقبون على التصرف في مصائركم قد قتلوا واغتالوا نخوة طارق بن زياد وسنته، وبدل أن يحرروا سبتة ومليلية المغتصبتين أعطوهما للروم واحتلوا الصحراء الغربية العربية الإسلامية إرضاء لليهود والنصارى.
2- تقبيل اليد... هل ستبقى عادة إلى الأبد... ؟
من أسوأ الطقوس التي فرضتها هذه المملكة على الشعب المغربي منذ تسلطت على رقابه منذ قرون هي أنها دجنته وفرضت عليه أن يتخلى عن عادة رفع الأنف والهامة والجبين، وأن ينسى أنه كان لا يركع مثل الجبل، وعليه أن يمد أنفه لهم ليلوونه ويمرغونه في التراب وأن يعفروا جبينه أيضا في الغبار. إن عادة وطقس تقبيل يد الملك بدأت منذ أغتصب الحكم أول ملك علوي منذ قرون . وإذا حاولنا أن نفسر لماذا فرض الملوك العلويون أن يقبل الشعب المغربي أيديهم نجد أن ذلك مرتبط بالتاريخ ارتباطا وثيقا، فالشعب المغربي الذي كان يضرب به المثل في الأنفة ورفض الركوع انتقمت منه الأسرة العلوية وفرضت عليه بقوة السيف أن يقبل أيديهم ويركع عند أقدامهم، وفي هذا معنى خفي يريد منه ومن ورائه ملوك هذه الأسرة الشقية أن يقولوه لكل من حاول تحديهم وهو أن المغربيين الذين لا يركعون تاريخيا قد ركعوا للعلويين. إن ما فعله العلويون بالمغربيين بفرض تقبيل اليد يعيد إلى الأذهان ما قاله لذريق ملك الأندلس حينما حلف أن يجعل المسلمين يركعون عند أقدام سلالته وبهذا يكون ملوك العلويين قد حققوا حلم لذريق الذي قتله طارق بن زياد انتقاما من كلمته التي لا تليق بشلح وعربي.
وإذا كان العلويون قد فرضوا على المغربيين تقبل عادة تقبيل أيديهم على مضض فإن الصورة تبدو مذلة ومهينة في ذات الوقت. فالشيخ المغربي مثلا الذي ينحني أمام ملك شاب مثل محمد السادس، وهذا الأخير يمد له يده ثم يسحبها قبل أن يقبلها الشيخ تعني أن الملك يتأفف ويتقزز من إن يقبل الشخص يده. وليس هذا فقط فالغرض الذي يريده الملك من تقبيل الناس ليده هو أن ينحنوا أمامه بذلة فيستمتع برؤيتهم أذلاء صاغرين يقبلون الأرض عند قدميه. ويزداد المنظر بشاعة عندما يحشر المغربيون بالمئات في ساحات كبيرة ينتظرون الملك، وحين يطل عليهم ينحنون مثلما كان يفعل العبيد في ممالك الفراعنة والقياصرة. وحتى إذا كان المغربيون يرضون بالمملكة وهم أحرار في مذاهبهم ومشاربهم فإن هذه المملكة لا تستحق وفاء هؤلاء لها لأنها غير أهل لذلك. فالملك الذي رضي به الناس، عليه منطقيا أن يعاملهم بحنو لا بفظاظة، وأن ينزع عنهم عادة تقبيل يده السيئة التي لم يعد أحد يطبقها في الكرة الأرضية. إن الملوك العلويين ظلوا دائما يعاملون رعاياهم معاملة العبيد والمحتقرين، وبدل أن يردوا لهم جميل الوفاء لهم وعدم التمرد ضدهم ردوا لهم الكيل كيلين بالمبالغة في استعبادهم واحتقارهم.
3- إذا زارت لالة أرضا قامة الساعة... إذا ازداد مولود في القصر عليكم السمع والطاعة..
من الطقوس الأخرى التي كرستها المملكة وزرعتها في نفسية المغربي المواطن المغلوب ويعيبها عليه العالم هي أنه مفروض عليه عرفيا أن يزغرد ويخرج إلى الشارع كلما ازداد مولود في القصر سواء كان هذا المولود ابن الملك أو ابن احد أفراد الأسرة الحاكمة. لماذا يخرج الناس إلى الشارع احتفالا بميلاد أو ختان طفل من الأسرة الحاكمة أو حتى بتخليد عيد ميلاد..؟ هل لأنه ابن أسرة شريفة.؟ وإذا كان كذلك هل لا يوجد في المغرب من الأسر الشريفة ماعدا هذه الأسرة وحدها.؟
ومن الأشياء التي يحكى المغاربة عنها أنه إذا أزداد مولود للملك في يوم ما فإن كل المواليد من نفس جنسه عليهم حمل اسم مثله وإلا فإن العائلة التي لا تسمي مولودها اسم الملك الجديد سيغضب عليها مدير المستشفى والعامل وصاحب الضبط الإداري ويتهمها بعدم حبها للأسرة المالكة.
إنه شيء يدعو للتعجب حقا أن تقوم القيامة في البلد كلما أزداد طفل في قصور ملكه الكثيرة. تبدأ الحفلات وتجند الفرق الموسيقية لتأليف الأغنيات التي تمجد المولود الجديد والدعاء لوالديه بالرخاء والازدهار وطول العمر. ففي طول وعرض البلاد تقام المهرجانات والاحتفالات والمسرحيات وتضرب الطبول والمزامير وكأنما لا زال هذا البلد يعيش عصر الملوك والعبيد وعبادة البشر. إن عادة تقبيل اليد والاحتفاء بأبناء الملوك انتهى منذ عهد الفراعنة والقياصرة ومن ماثلهم في التاريخ القديم. والمشكلة أن المغرب بلد مسلم، والإسلام الحنيف دعا إلى عدم تقديس الأشخاص وعدم الركوع لهم، بل دعا على عدم الرضا عن الملوك. من جهة أخرى مفروض على الشعب المغربي أن يبدأ عملية الركوع للمولود الجديد حتى وهو في القماط وحتى الشيوخ عليهم الركوع له إذا شاهدوه أو التقوا به وفي هذا نوع من الإذلال ما بعده إذلال.
ومن الغريب في حال المغرب أن حاشية الملك مقدسة ومبجلة إلى حد لا يوصف؛ فإذا زارت أميرة ما لها قرابة بالقصر مكان ما فعلى الجميع الركوع لها وتقبيل يدها ورش العطور في طريقها. إن كلمتها نافذة ولا تناقش؛ فإذا غضبت أميرة أو أمير صغير على شخص ما فيستطيع عزله برشمة قلم وفي اقل من رمش عين. إن ما تصدره الأميرات والأمراء الصغار من مراسيم حيال قضية ما فإنه نافذ حتى ولو بدون علم الملك ذاته لهذا يخشى المسئولون في المغرب إثارة غضب أحد أفراد المملكة ولو كان عديم الشأن. فإذا قضى مثلا فرد ما من المملكة أيام نزهة في عمالة ما فإن على العامل أن يجند كل شرطته وجنده ليبيتوا عيونهم حمر من تأثير السهر حراسة على المولى الذي يقضي نزهته. فلو أن هذه المملكة أهل لشيء من هذه الخدمة التي تصل إلى حد العبودية ما كانت سمحت لها النخوة أن تترك الشعب يخدمها هكذا، لكن مثلما يقال يكذب من يظن أن للملوك نخوة ووفاء.
4- كأنما لا يوجد في المغرب من تحمل اسمه الأماكن العامة عدا أفراد الأسرة العلوية الحاكمة...!!!!
وتغالي الأسرة الملكية في المغرب في احتقارها للشعب المغرب فتسلبه تاريخه وبطولاته وعظمته وتربط كل ذلك بها. فحين تتجول في مدينة ما في المغرب تجد كل الشوارع والساحات والفرق الرياضية تحمل أسماء الأمراء والملوك العلويين كأنما هذا البلد لم ينجب في التاريخ أي شخصية تستحق أن يحمل شارع أو مكان عام اسمها تخليدا لها. أنه شيء محير حقا أن تستولي هذه الأسرة على كل صغيرة وكبيرة في هذا البلد ولا أحد يملك حق المعارضة أو النقد أو المطالبة بإعادة الاعتبار للرموز المغربية الكثيرة التي تعمدت الأسرة الحاكمة أن تراكم عليها الغبار حتى ينساها الشعب المغربي والذاكرة الجماعية للأمة. فمثلا من النادر أن تجد في المغرب مدرسة تحمل اسما غير اسم أحد أفراد الأسرة العلوية. إن الخلفية من هذا الأمر هو أن ينشأ الصغار يحفظون أسماء الملوك والأمراء وتاريخهم لكن لا يعرفون أي شيء عن أبطال أمتهم العظماء الذين خاضوا البر والبحر وسمع بهم المشرق والمغرب. فمثلا كيف يستحق ملك مثل الحسن الثاني أن يحمل مكان ما اسمه وهو الذي دخل التاريخ من باب الجريمة وضرب الرقم القياسي في بناء السجون والاغتيالات والزج بالناس في دهاليز الاختفاء. إن تخليد المملكة لملوك مثل الحسن الثاني مثلا هو احتقار للشعب المغربي ومحو لتاريخه المشرق واستبداله بتاريخ ملون بالدم...
5- في المساجد يذكر اسم الملك في خطبة... في الوسائط الإعلامية لا بد أن يتبع اسمه كلمة نصره الله...!!
في المغرب مفروض على أئمة المساجد الدعوة للملك بالنصر المظفر وطول العمر. ورغم أن القرآن المقدس قال صراحة " إن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا" إلا أن الملوك العلويين خالفوا الآية وحرفوها وصار اسم الملك يذكر ويدعى له جنبا إلى جنب مع اسم الله وفي ذلك شرك عظيم. المشكلة الأخرى الأطم هي أن خطباء المساجد هم في غالبيتهم شيوخ ويتم إذلالهم بفرض عليهم ذكر اسم الملك في المساجد وهم يعرفون في قرارة أنفسهم أنهم يخالفون شرع الله الصريح في الآية الكريمة.
في الوسائط الإعلامية أيضا مفروض على كل الإعلاميين أن يتبعوا اسم الملك بالدعوة له بالنصر والجلال وفي هذا تشويه للعمل الإعلامي وتوجهاته.
وقد يقول المغربيون أنهم ليسوا البلد الوحيد الملكي في العالم، لكن المشكلة أنه لا يوجد بلد ملكي أو غير ملكي يقوم بالطقوس التي تفرضها الأسرة العلوية على المغربيين. فلا يوجد ملك يفرض على الناس الركوع له وتقبيل يده، ولا يوجد ملك يقيم الدنيا ولا يقعدها إذا أزداد عنه مولود وفي الأخير لا يبقى لنا إلا أن نطلب من الله العظيم القادر على كل شيء أن يشفق على كرامة الشعب المغربي ويجنبه قهر هؤلاء الذين أذلوه هو الذي كان يضرب به المثل في التمنع وعدم خفض الرقبة..
ـــــــــــ
* الغار: نوع من الزهور يكلل به الرومان جبين المنتصر يسمى بالإنجليزية laurel وبالفرنسية laurier
بقلم: السيد حمدي يحظيه
Sidhamdi@yahoo.fr
Post a Comment