في منعرج جديد وحاسم بعد عشر سنوات
المغرب والبوليزاريو·· وجها لوجه
كريمة بوعباش
تستـأنف، اليوم، بمنهاتن الأمريكية ولأول مرة منذ عشر سنوات، الجولة الأولى من المفاوضات بين المغرب والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، حول مستقبل الصحراء الغربية، برعاية الأمم المتحدة طبقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم ,1754 بغية التوصل لحل ينهي النزاع القائم بين الطرفين منذ سنة 1975 تاريخ احتلال المغرب للصحراء الغربية·
وسيستضيف المبعوث الخاص للأمم المتحدة بالصحراء الغربية الدبلوماسي الهولندي ''بيترفان والسوم'' المباحثات بين وفد جبهة البوليزاريو والوفد المغربي في مقره الخاص الفاخر بمدينة منهاتن في ضواحي نيويورك -حسب ما تناقلته وسائل الإعلام- بغية إضفاء جو من الجدية على هذه المباحثات البالغة الحساسية والتي ستدوم يومين إثنين·
وبيتر فان فالسوم كان مكلفا من قبل بان كي مون بتتبع تطورات الوضع في الصحراء الغربية طيلة عام ونصف المنقضي، وهي المهمة التي شكلت الأرضية التي قام عليها تقرير الأمين العام الذي قدم في 16 أفريل الماضي أمام الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة·
ويتكون وفد جبهة البوليزاريو من أربعة مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة الصحراوية يمثلون نفس التشكيلة التي شاركت في مفاوضات هيوستن بين المغرب والجبهة سنة ,1997 ويرأسها المحفوظ علي بيبا، عضو القيادة ورئيس البرلمان الصحراوي، وإبراهيم غالي، ممثل البوليزاريو بإسبانيا، ومحمد خداد منسق الجبهة مع المينورسو، وأحمد البوخاري، ممثلها لدى الأمم المتحدة·
أما الوفد المغربي الذي يقوده شكيب بن موسى وزير الداخلية، فيتشكل حسب ما أفاد به بيان لوزارة الخارجية المغربية من الطيب الفاسي الفهري الوزير المنتدب للشؤون الخارجية والتعاون، فؤاد عالي الهمة الوزير المنتدب بالداخلية وخليهن ولد الرشيد رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية ومحمد ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات والمصطفى ساهل الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة·
وتتميز تشكيلة الوفد المغربي بكون غالبية عناصرها كانت قد قادت الوفد المنشط للحملة الدبلوماسية التي أطلقتها الرباط منذ عدة أشهر لشرح مضامين المشروع المغربي القاضي بالتفاوض حول منح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا·
ودعت الأمم المتحدة ممثلين عن الجزائر وموريطانيا كملاحظين، إضافة إلى مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية: فرنسا، بريطانيا، إسبانيا الولايات المتحدة وروسيا، غير أن هؤلاء لن يشاركوا· كما لم تتأكد إلى غاية أمس مشاركة الجزائر، بينما أعلنت موريطانيا تعيين وفدها·
وأكد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، محمد نبيل بن عبد الله في هذا الصدد عقب انعقاد مجلس الحكومة الخميس المنصرم أن المغرب سيشارك في هذه المفاوضات بـ ''استعداد قوي وبتفاؤل'' من أجل طي هذا الملف بشكل نهائي طبقا لقرارات الأمم المتحدة، وأن المملكة تشارك بـ ''حسن نية وبدون شروط مسبقة؛، مضيفا أن المغرب يأمل في أن تشارك جميع الأطراف في هذه المفاوضات بنفس الروح الإيجابية والاستعداد القوي·
أما الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز، فصرح الجمعة المنصرم لقناة الجزيرة، استعداد الجبهة للموافقة على أي خيار للشعب الصحراوي بما في ذلك المقترح المغربي في إطار استفتاء حر وديمقراطي تحت إشراف الأمم المتحدة· وقال إن ''المصير النهائي للصحراء الغربية هو ملك حصري للشعب الصحراوي، ولا نعترض على أن يقدم إلى الشعب الصحراوي المقترح المغربي في إطار استفتاء حر وديمقراطي تنظمه الأمم المتحدة وتشرف عليه''، منبها إلى
ضرورة طرح المقترح المغربي في وقت واحد ''مع المقترحات الأخرى بما فيها مقترح الاستقلال الوطني أو الانضمام إلى المملكة المغربية''· وأضاف: ''إذا اختار الصحراويون تبني المقترح المغربي خلال الاستفتاء فلهم ذلك''·
وكان مجلس الأمن الدولى قد صادق في 30 أفريل الماضى على القرار رقم 1754 يدعو فيه المغرب وجبهة البوليزاريو إلى إجراء مفاوضات مباشرة وغير مشروطة بينهما من أجل التوصل إلى حل سياسي نهائي لقضية الصحراء الغربية، بعد أن رفض المقترحين الذين تقدم بهما الطرفين، حيث تضمن مقترح المغرب تنظيم استفتاء حول حكم ذاتي للصحراويين بموجبه يسير الصحراويون شؤونهم عن طريق مؤسسات تشريعية وتنفيذية وقضائية في ظل سيادة مغربية، غير أن مقترح الجبهة قدم للمغرب بعضا من التنازلات مقابل التفاوض على مبدأ تقرير الشعب الصحراوي لمصيره·
حفيظة عميــــار
وأخيرا، وصل موعد المفاوضات الصحراوية ـ المغربية، ويجمع المتتبعون أنها محطة حاسمة، فإما الحل وإما العودة إلى السلاح كما تقول زعامات البوليزاريو، ما هو توقعك لنتائج الطاولة؟
في رأيي، لن تكون هناك مفاجآت كبيرة من حيث إيجابية النتائج لسبب بسيط، وهو أن كل طرف تنقل إلى نيويورك متمسكا بنظرته للملف، والدليل على هذا الكلام وقبل المفاوضات، أكد الصحراويون أنهم متمسكون بالشرعية الدولية، وأعطوا الإشارة الخضراء لقبول حل في إطار المقترحات الثلاثة، كما جاءت على لسان محمد عبد العزيز الذي قال لقناة الجزيرة في حوار خاص، أن بلاده وشعبه ليست لهما عقدة من الحكم الذاتي، شريطة أن يكون ذلك خاضعا لاستفتاء شعبي، شأنه شأن المقترحين الباقيين·
المغرب ناور قبل بدء المفاوضات بمحاولة جر الجزائر لجعلها طرفا في المفاوضات، حسبك، هل ستناور الرباط على نفس الوتر خلال المفاوضات؟
قواعد اللعبة الآن تتطلب حضور الجزائر، وحتى موريتانيا، لأنهما عضوان ملاحظان في لجنة مراقبة السلام في الأراضي الصحراوية، وفيما يخص المقترح المغربي المتعلق بالجزائر، لو جاء خاضعا للشرعية الدولية وتعترف به الأمم المتحدة، لكانت الآن معطيات مغايرة، لكن أن تحاول الرباط رفقة دول عضوة في مجلس الأمن، أن تجعل من ''صراعها'' مع الجزائر صراعا إقليميا وجهويا، فهو فخ لن تسقط فيه الجزائر، ومهما ناورت، فالعالم كله سيشهد المفاوضات·
العديد من زعامات البوليزاريو والوجوه الحكومية الصحراوية، رجحت العودة إلى السلاح ضد المغرب في حال تعثر المفاوضات، ما مدى إمكانية حدوث ذلك في نظرك؟
ما هو مأمول أن لا تصل الأمور إلى حد المواجه المسلحة، ولو أن هناك أطرافا في مجلس الأمن ترغب في إخراج الملف من هذه المؤسسة لجعله صراعا، كما قلت، ثنائيا بين الجزائر والرباط، وانطلاقا من هذا، يجب إعادة صياغة السؤال، فبدل، هل هناك إمكانية عودة إلى السلاح، نقول من يدفع بالعودة إلى السلاح؟ وأنا أظن أن الأمناء العامين خانوا الشعب الصحراوي، ولذلك ظهر أسلوب جديد في القضية إسمه الـ ''Réal Politique'' تسير وفقه الأمور، رغم أن العالم كله يعلم أن هناك احتلالا واستغلالا غير قانوني لثروات الصحراء·
سألها: عبد اللطيف بلقايم
تتجه كل الأنظار، اليوم، إلى منهاست الأمريكية
مفاوضات الحظ الأخير
حسان·و
تنطلق، اليوم، بمقاطعة ''منهاست'' بضاحية نيويورك سلسلة المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية التي تدوم يومين، قصد الوصول إلى حل نهائي للنزاع الصحراوي، طبقا لما نص عليه قرار مجلس الأمن رقم 1754 الصادر عن مجلس الأمن في 30 أفريل الماضي والذي حدد الإطار الذي تجري فيه المفاوضات وأطراف النزاع وكذا هدف المفاوضات المتمثل، حسب تصريح الأمين العام الأممي، بان كي مون في حل سياسي عادل يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير· ويرعى المفاوضات مبعوث بان كي مون للصحراء الغربية، الدبلوماسي الهولندي، بيتر فان والسن، الذي يستقبل في فيلته الخاصة بـ ''منهاست'' الوفد الصحراوي المتكون من المحفوظ علي البيبا، رئيس الوفد، وأحمد البوخاري ومحمد خداد وابراهيم غالي والوفد المغربي المتكون من شكيب بن موسى، الطيب فاسي فهري وفؤاد علي الهمة وخليهن ولد الراشيد· وأول ما يشد الانتباه في تشكيلة الوفد المغربي هو إشراك رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، خليهن ولد الراشيد الذي عينه الملك محمد السادس· فتعيينه يجعل العديد من الملاحظين يشككون في نية الحكومة المغربية لإيجاد حل نهائي للنزاع، باعتبار أن رئيس ''الكوركاس'' الذي شغل في وقت الاستعمار الإسباني للصحراء الغربية مناصب مسؤولة وقلد مناصب وزارية في عهد الملك الراحل الحسن الثاني· فيرى المراقبون أن مشاركة ولد الراشيد في محاولة التشويش على المفاوضات وفرض الحكم الذاتي على طاولة المحادثات، هذا على الصعيد الشكلي، وعلى صعيد المضمون، فالحكومة المغربية وعلى لسان وزارتها الخارجية والتعاون تسعى قبل الدخول في المفاوضات إلى إفراغ من مضمونها الفعلي ومحاولة جر المحادثات من قضية تقرير المصير والاستفتاء إلى الحكم الذاتي· كما حاولت المملكة إقحام دول أخرى في المفاوضات على غرار فرنسا وإسبانيا المعروفة بمواقفها المدعمة للمغرب، الشيء الذي يعتبر محاولة خرق لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون الذي حدد أطراف النزاع، جبهة البوليزاريو والحكومة المغربية·
من جهتها، جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب وعلى لسان أمينها العام، محمد عبد العزيز، أكدت أمس من مدينة ''مهيريز'' الصحراوية، أن الوفد الصحراوي يتجه إلى نيويورك بنية صادقة للمشاركة في المفاوضات قصد التوصل إلى حل نهائي يمكن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره· وتأسف عبد العزيز من سلوك المملكة المغربية التي عملت منذ اتفاقيات وقف إطلاق النار على إفشال كل مخططات التسوية بدءا من سنة 1991 واتفاقيات ''يوستن'' سنة 1997 ومخطط السلام لجيمس بيكر سنة .2003 ويفهم من خطاب الرئيس الصحراوي أن مسؤولية فشل المفاوضات يتحملها المغرب وحده·
وقد صرح في وقت سابق وزير الخارجية الصحراوي، محمد سالم ولد السالك بأن ''المفاوضات المرتقبة مع المملكة المغربية ستكون في إطار ما حددته لائحة 1754 لمجلس الأمن التي حددت هدف المفاوضات والمتمثل في إيجاد حل سياسي يضمن ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير، وحددت ثانياً الوسيلة للتوصل إلى هذا الهدف بأنها المفاوضات بين الجبهة والمملكة المغربية، وقررت ثالثاً أن الإطار هو الأمم المتحدة التي تنظم وتشرف مباشرة على هذه المفاوضات باعتبارها المسؤولة عن تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية''·
وتشكل هذه المفاوضات فرصة تاريخية لجبهة البوليزاريو وللمملكة المغربية للتخلص من نزاع أثر كثيرا على العلاقات الإقليمية، فجبهة البوليزاريو التي أكدت في العديد من المناسبات على حسن نيتها في حل عادل وسياسي وقدمت عدة تنازلات من أجل ذلك، كما أكدت أيضا على احترامها للشرعية الدولية، ترمي بكل ثقلها في مفاوضات اليوم من أجل أن تكون هذه المحطة نقطة تحوّل في تاريخ النزاع· في حين بقيت المملكة المغربية متمسكة بموقفها الرافض لكل حل سياسي عادل يضمن الشعب الصحراوي حقه في تقرير المصرير· هذا الموقف وقف كحجر عثرة ليس أمام حق الشعب الصحراوي فحسب، بل أمام بناء اتحاد مغاربي، حيث منذ 1988 سنة الإعلان عن تأسيس الاتحاد المغاربي، لم يحرز أي تقدم في قيام تكتل إقليمي قوي، ولن يتحقق ذلك مادامت أحد الشعوب المشكلة لهذه المنطقة تحت السيطرة الاستعمارية وبناء اتحاد مغاربي لن يكون على حساب شعب من شعوب المنطقة·
أثر النزاع لم يقتصر فقط على منطقة شمال إفريقيا، بل رمى بظلاله على الساحة الدولية، حيث انقسمت الدول العظمى بشأن النزاع· إسبانيا وفرنسا عبرتا صراحة عن دعمهما للمغرب، في حين بقيت الولايات المتحدة تراقب عن بعد، رافضت الاعتراف بسيادة المغرب على الأراضي الصحراوية المحتلة· وفي الآونة الأخيرة عبّرت عن رغبتها التعجيل في إيجاد حل سريع للنزاع، خاصة بعد التحولات الحاصلة بمنطقة شمال إفريقيا على الصعيد الأمني، الأمر الذي قد يجعل من الولايات المتحدة الأمريكية تلعب دور هام في المفاوضات ولو بشكل غير رسمي·
ففي صالح كل الأطراف المعنية بشكل مباشر أو غير مباشر التوصل إلى حل نهائي للنزاع، وتكون مفاوضات ''مانهاست'' نقطة بداية لمسار تسوية النزاع·
المفاوضون··· من هم ؟
الوفد الصحراوي:
المحفوظ علي بيبا: هو رئيس المجلس الوطني الصحراوي أي البرلمان، وعضو قيادي بارز في جبهة البوليزاريو وأحد مؤسسيها الأوائل، شارك في المفاوضات بين بلده والمغرب منذ وقف إطلاق النار بينهما في .1991
إبراهيم الغالي: هو ممثل الحكومة الصحراوية بإسبانيا، في الستينيات من عمره، كان أول أمين عام لجبهة البوليزاريو بعد مقتل الوالي مصطفى السيد، الأمين العام الأول المؤسس للجبهة، وكان وزير الدفاع مرتين، في الثمانينيات ثم في التسعينيات، وقائدا للناحية العسكرية التي تمثل الجزء الأساسي في الجيش الصحراوي، مثقف ومتعدد اللغات وله علاقات واسعة مع المجتمع المدني الإسباني والدوائر السياسية الإسبانية·
محمد خداد منسق جبهة البوليزاريو مع المينورسو: في الخمسينيات من عمره، تقلد منصب سفير في عدد من البلدان الإفريقية منها جنوب إفريقيا، معروف بحنكته الدبلوماسية، متعدد اللغات كذلك ويملك ثقافة واسعة·
أحمد البوخاري ممثل الجبهة لدى الأمم المتحدة: عضو الأمانة الوطنية للبوليزاريو وأحد أهم دبلوماسييها المحنكين·
الوفد المغربي:
شكيب بن موسى: وزير الداخلية المغربي
الطيب الفاسي الفهري: الوزير المنتدب للشؤون الخارجية والتعاون، وعضو قيادي بحزب الاستقلال الوطني أكثر الأحزاب السياسية تطرفا في ملف الصحراء الغربية·
فؤاد علي الهمة الوزير المنتدب بالداخلية، كان مديرا بديوان الملك محمد السادس عندما كان وليا للعهد، عينه بعد توليه العرش مندوبا للأمن بوزارة الداخلية، تمهيدا لسحب الملف الأمني وبشكل خاص ملف الصحراء الغربية، من وزير الداخلية السابق إدريس البصري·
محمد ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات، يعتبر أول مدني يرأس جهاز المخابرات في المغرب، ويحسب من الجيل الجديد في البلاط الملكي، من رفقاء الملك في الدراسة رفقة علي الهمة، تقلد ذات المنصب الذي يمثل جهاز المخابرات المغربية الخارجية في 2006 ، بعد الإطاحة بالبارونات القديمة في الجهاز، ويعد ملف الصحراء الغربية أهم ما عهد اليه مند توليه المنصب·
المصطفى ساهل الممثل الدائم للملكة المغربية لدى الأمم المتحدة·
ك·ب
سعد زوغاري
الرئيس السابق للجنة البرلمانية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي
تنطلق اليوم الجولة الأولى من المفاوضات بين طرفي النزاع في قضية الصحراء الغربية، كيف تنظرون لهذه الخطوة خاصة بعد قبول الجانبين الجلوس إلى طاولة المفاوضات ؟
هي فرصة تاريخية ستسمح لنا البدء في حل النزاع نهائيا شرط أن يكون التفاوض في إطار نقاش منطقي و مسؤول لوضع حد لنزاع يدوم منذ أكثر من 30 سنة، ويجب على الأطراف أن تتحلّى بالوعي بخطورة الوضع ومعاناة الشعب الصحراوي ·
تشارك في المفاوضات دول الجوار سيما الجزائر وموريتانيا ، إلى أيّ مدى سيساهم أو بالأحرى ستؤثر هذه المشاركة في نتائج المفاوضات؟
بالطبع المشاركة الجزائرية والموريتانية سيكون لها دورحاسم ومهم في حل النزاع الصحراوي عبر المفاوضات والجزائر ساهمت دائما في السعي لوضع حد للمشكل الصحراوي بتمسكها بالشرعية الدولية وعدالة القضية، ومشاركة الجزائر لن تكون إلا إيجابية في مسار المفاوضات، ذات الدور منتظر من موريتانيا لأن كلا الطرفين من مصلحته العمل على إرساء أسس استقرار المنطقة ·
دول أخرى كفرنسا ، إسبانيا ، والولايات المتحدة محسوبة على الموقف المغربي، ألا تعتقدون أن هذه الأطراف قد تستغل نفوذها للتأثير على مسار المفاوضات؟
من دون شك الأمر وارد، فتلك الدول ستلعب دورا جوهريا في المفاوضات و ستمارس ضغوطات أيضا ولكن هذه الجولة تعتبر منعرجا حاسما بالنسبة للمجتمع الدولي والدول الكبرى على وجه التحديد: إسبانيا ، فرنسا والولايات المتحدة كطرف في القضية وأي نتائج سلبية للمفاوضات لن يكون بمثابة فشل لطرفي النزاع فحسب بل حتى للمجتمع الدولي ، إذن الرهان مطروح على المجموعة الدولية لإيجاد حل نهائي للمشكل الصحراوي وأي إخفاق يعني إخفاق الجميع والمعروف أن المملكة المغربية لطالما اعتمدت أسلوب التلاعب و سياسة الهروب إلى الأمام ·
هل تعتقدون أن المفاوضات ستحسم الأمر في جولاتها الأولى؟
أظن أن المفاوضات ستطول بعض الشيء و سيأخذ المفاوضون متسعا من الوقت ولن يحسم الأمر في جولته الأولى أوالثانية فالقضية معقدة و سيكون هناك تجاذب حول العديد من القضايا الشائكة·
بين تمسك المغرب بمقترح الحكم الذاتي مقابل ما جاء على لسان الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز مؤخرا، أن البوليساريو مستعد لأي تنازلات في إطار خيار تقرير المصير للشعب الصحراوي كيف تتصوّرون نتائج المفاوضات ؟
في الحقيقة أبدت البوليساريو مرونة في التعامل مع القضية وحتى مقترح الأمين العام للأمم المتحدة كان يشير إلى ملامح إيجابية لحل القضية الصحراوية بشكل عادل ودائم ·
سأله: ب ـ القاضي
المغرب والبوليزاريو·· وجها لوجه
كريمة بوعباشتستـأنف، اليوم، بمنهاتن الأمريكية ولأول مرة منذ عشر سنوات، الجولة الأولى من المفاوضات بين المغرب والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، حول مستقبل الصحراء الغربية، برعاية الأمم المتحدة طبقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم ,1754 بغية التوصل لحل ينهي النزاع القائم بين الطرفين منذ سنة 1975 تاريخ احتلال المغرب للصحراء الغربية·
وسيستضيف المبعوث الخاص للأمم المتحدة بالصحراء الغربية الدبلوماسي الهولندي ''بيترفان والسوم'' المباحثات بين وفد جبهة البوليزاريو والوفد المغربي في مقره الخاص الفاخر بمدينة منهاتن في ضواحي نيويورك -حسب ما تناقلته وسائل الإعلام- بغية إضفاء جو من الجدية على هذه المباحثات البالغة الحساسية والتي ستدوم يومين إثنين·
وبيتر فان فالسوم كان مكلفا من قبل بان كي مون بتتبع تطورات الوضع في الصحراء الغربية طيلة عام ونصف المنقضي، وهي المهمة التي شكلت الأرضية التي قام عليها تقرير الأمين العام الذي قدم في 16 أفريل الماضي أمام الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة·
ويتكون وفد جبهة البوليزاريو من أربعة مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة الصحراوية يمثلون نفس التشكيلة التي شاركت في مفاوضات هيوستن بين المغرب والجبهة سنة ,1997 ويرأسها المحفوظ علي بيبا، عضو القيادة ورئيس البرلمان الصحراوي، وإبراهيم غالي، ممثل البوليزاريو بإسبانيا، ومحمد خداد منسق الجبهة مع المينورسو، وأحمد البوخاري، ممثلها لدى الأمم المتحدة·
أما الوفد المغربي الذي يقوده شكيب بن موسى وزير الداخلية، فيتشكل حسب ما أفاد به بيان لوزارة الخارجية المغربية من الطيب الفاسي الفهري الوزير المنتدب للشؤون الخارجية والتعاون، فؤاد عالي الهمة الوزير المنتدب بالداخلية وخليهن ولد الرشيد رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية ومحمد ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات والمصطفى ساهل الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة·
وتتميز تشكيلة الوفد المغربي بكون غالبية عناصرها كانت قد قادت الوفد المنشط للحملة الدبلوماسية التي أطلقتها الرباط منذ عدة أشهر لشرح مضامين المشروع المغربي القاضي بالتفاوض حول منح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا·
ودعت الأمم المتحدة ممثلين عن الجزائر وموريطانيا كملاحظين، إضافة إلى مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية: فرنسا، بريطانيا، إسبانيا الولايات المتحدة وروسيا، غير أن هؤلاء لن يشاركوا· كما لم تتأكد إلى غاية أمس مشاركة الجزائر، بينما أعلنت موريطانيا تعيين وفدها·
وأكد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، محمد نبيل بن عبد الله في هذا الصدد عقب انعقاد مجلس الحكومة الخميس المنصرم أن المغرب سيشارك في هذه المفاوضات بـ ''استعداد قوي وبتفاؤل'' من أجل طي هذا الملف بشكل نهائي طبقا لقرارات الأمم المتحدة، وأن المملكة تشارك بـ ''حسن نية وبدون شروط مسبقة؛، مضيفا أن المغرب يأمل في أن تشارك جميع الأطراف في هذه المفاوضات بنفس الروح الإيجابية والاستعداد القوي·
أما الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز، فصرح الجمعة المنصرم لقناة الجزيرة، استعداد الجبهة للموافقة على أي خيار للشعب الصحراوي بما في ذلك المقترح المغربي في إطار استفتاء حر وديمقراطي تحت إشراف الأمم المتحدة· وقال إن ''المصير النهائي للصحراء الغربية هو ملك حصري للشعب الصحراوي، ولا نعترض على أن يقدم إلى الشعب الصحراوي المقترح المغربي في إطار استفتاء حر وديمقراطي تنظمه الأمم المتحدة وتشرف عليه''، منبها إلى
ضرورة طرح المقترح المغربي في وقت واحد ''مع المقترحات الأخرى بما فيها مقترح الاستقلال الوطني أو الانضمام إلى المملكة المغربية''· وأضاف: ''إذا اختار الصحراويون تبني المقترح المغربي خلال الاستفتاء فلهم ذلك''·
وكان مجلس الأمن الدولى قد صادق في 30 أفريل الماضى على القرار رقم 1754 يدعو فيه المغرب وجبهة البوليزاريو إلى إجراء مفاوضات مباشرة وغير مشروطة بينهما من أجل التوصل إلى حل سياسي نهائي لقضية الصحراء الغربية، بعد أن رفض المقترحين الذين تقدم بهما الطرفين، حيث تضمن مقترح المغرب تنظيم استفتاء حول حكم ذاتي للصحراويين بموجبه يسير الصحراويون شؤونهم عن طريق مؤسسات تشريعية وتنفيذية وقضائية في ظل سيادة مغربية، غير أن مقترح الجبهة قدم للمغرب بعضا من التنازلات مقابل التفاوض على مبدأ تقرير الشعب الصحراوي لمصيره·
حفيظة عميــــار
وأخيرا، وصل موعد المفاوضات الصحراوية ـ المغربية، ويجمع المتتبعون أنها محطة حاسمة، فإما الحل وإما العودة إلى السلاح كما تقول زعامات البوليزاريو، ما هو توقعك لنتائج الطاولة؟
في رأيي، لن تكون هناك مفاجآت كبيرة من حيث إيجابية النتائج لسبب بسيط، وهو أن كل طرف تنقل إلى نيويورك متمسكا بنظرته للملف، والدليل على هذا الكلام وقبل المفاوضات، أكد الصحراويون أنهم متمسكون بالشرعية الدولية، وأعطوا الإشارة الخضراء لقبول حل في إطار المقترحات الثلاثة، كما جاءت على لسان محمد عبد العزيز الذي قال لقناة الجزيرة في حوار خاص، أن بلاده وشعبه ليست لهما عقدة من الحكم الذاتي، شريطة أن يكون ذلك خاضعا لاستفتاء شعبي، شأنه شأن المقترحين الباقيين·
المغرب ناور قبل بدء المفاوضات بمحاولة جر الجزائر لجعلها طرفا في المفاوضات، حسبك، هل ستناور الرباط على نفس الوتر خلال المفاوضات؟
قواعد اللعبة الآن تتطلب حضور الجزائر، وحتى موريتانيا، لأنهما عضوان ملاحظان في لجنة مراقبة السلام في الأراضي الصحراوية، وفيما يخص المقترح المغربي المتعلق بالجزائر، لو جاء خاضعا للشرعية الدولية وتعترف به الأمم المتحدة، لكانت الآن معطيات مغايرة، لكن أن تحاول الرباط رفقة دول عضوة في مجلس الأمن، أن تجعل من ''صراعها'' مع الجزائر صراعا إقليميا وجهويا، فهو فخ لن تسقط فيه الجزائر، ومهما ناورت، فالعالم كله سيشهد المفاوضات·
العديد من زعامات البوليزاريو والوجوه الحكومية الصحراوية، رجحت العودة إلى السلاح ضد المغرب في حال تعثر المفاوضات، ما مدى إمكانية حدوث ذلك في نظرك؟
ما هو مأمول أن لا تصل الأمور إلى حد المواجه المسلحة، ولو أن هناك أطرافا في مجلس الأمن ترغب في إخراج الملف من هذه المؤسسة لجعله صراعا، كما قلت، ثنائيا بين الجزائر والرباط، وانطلاقا من هذا، يجب إعادة صياغة السؤال، فبدل، هل هناك إمكانية عودة إلى السلاح، نقول من يدفع بالعودة إلى السلاح؟ وأنا أظن أن الأمناء العامين خانوا الشعب الصحراوي، ولذلك ظهر أسلوب جديد في القضية إسمه الـ ''Réal Politique'' تسير وفقه الأمور، رغم أن العالم كله يعلم أن هناك احتلالا واستغلالا غير قانوني لثروات الصحراء·
سألها: عبد اللطيف بلقايم
تتجه كل الأنظار، اليوم، إلى منهاست الأمريكية
مفاوضات الحظ الأخير
حسان·و
تنطلق، اليوم، بمقاطعة ''منهاست'' بضاحية نيويورك سلسلة المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية التي تدوم يومين، قصد الوصول إلى حل نهائي للنزاع الصحراوي، طبقا لما نص عليه قرار مجلس الأمن رقم 1754 الصادر عن مجلس الأمن في 30 أفريل الماضي والذي حدد الإطار الذي تجري فيه المفاوضات وأطراف النزاع وكذا هدف المفاوضات المتمثل، حسب تصريح الأمين العام الأممي، بان كي مون في حل سياسي عادل يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير· ويرعى المفاوضات مبعوث بان كي مون للصحراء الغربية، الدبلوماسي الهولندي، بيتر فان والسن، الذي يستقبل في فيلته الخاصة بـ ''منهاست'' الوفد الصحراوي المتكون من المحفوظ علي البيبا، رئيس الوفد، وأحمد البوخاري ومحمد خداد وابراهيم غالي والوفد المغربي المتكون من شكيب بن موسى، الطيب فاسي فهري وفؤاد علي الهمة وخليهن ولد الراشيد· وأول ما يشد الانتباه في تشكيلة الوفد المغربي هو إشراك رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، خليهن ولد الراشيد الذي عينه الملك محمد السادس· فتعيينه يجعل العديد من الملاحظين يشككون في نية الحكومة المغربية لإيجاد حل نهائي للنزاع، باعتبار أن رئيس ''الكوركاس'' الذي شغل في وقت الاستعمار الإسباني للصحراء الغربية مناصب مسؤولة وقلد مناصب وزارية في عهد الملك الراحل الحسن الثاني· فيرى المراقبون أن مشاركة ولد الراشيد في محاولة التشويش على المفاوضات وفرض الحكم الذاتي على طاولة المحادثات، هذا على الصعيد الشكلي، وعلى صعيد المضمون، فالحكومة المغربية وعلى لسان وزارتها الخارجية والتعاون تسعى قبل الدخول في المفاوضات إلى إفراغ من مضمونها الفعلي ومحاولة جر المحادثات من قضية تقرير المصير والاستفتاء إلى الحكم الذاتي· كما حاولت المملكة إقحام دول أخرى في المفاوضات على غرار فرنسا وإسبانيا المعروفة بمواقفها المدعمة للمغرب، الشيء الذي يعتبر محاولة خرق لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون الذي حدد أطراف النزاع، جبهة البوليزاريو والحكومة المغربية·
من جهتها، جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب وعلى لسان أمينها العام، محمد عبد العزيز، أكدت أمس من مدينة ''مهيريز'' الصحراوية، أن الوفد الصحراوي يتجه إلى نيويورك بنية صادقة للمشاركة في المفاوضات قصد التوصل إلى حل نهائي يمكن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره· وتأسف عبد العزيز من سلوك المملكة المغربية التي عملت منذ اتفاقيات وقف إطلاق النار على إفشال كل مخططات التسوية بدءا من سنة 1991 واتفاقيات ''يوستن'' سنة 1997 ومخطط السلام لجيمس بيكر سنة .2003 ويفهم من خطاب الرئيس الصحراوي أن مسؤولية فشل المفاوضات يتحملها المغرب وحده·
وقد صرح في وقت سابق وزير الخارجية الصحراوي، محمد سالم ولد السالك بأن ''المفاوضات المرتقبة مع المملكة المغربية ستكون في إطار ما حددته لائحة 1754 لمجلس الأمن التي حددت هدف المفاوضات والمتمثل في إيجاد حل سياسي يضمن ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير، وحددت ثانياً الوسيلة للتوصل إلى هذا الهدف بأنها المفاوضات بين الجبهة والمملكة المغربية، وقررت ثالثاً أن الإطار هو الأمم المتحدة التي تنظم وتشرف مباشرة على هذه المفاوضات باعتبارها المسؤولة عن تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية''·
وتشكل هذه المفاوضات فرصة تاريخية لجبهة البوليزاريو وللمملكة المغربية للتخلص من نزاع أثر كثيرا على العلاقات الإقليمية، فجبهة البوليزاريو التي أكدت في العديد من المناسبات على حسن نيتها في حل عادل وسياسي وقدمت عدة تنازلات من أجل ذلك، كما أكدت أيضا على احترامها للشرعية الدولية، ترمي بكل ثقلها في مفاوضات اليوم من أجل أن تكون هذه المحطة نقطة تحوّل في تاريخ النزاع· في حين بقيت المملكة المغربية متمسكة بموقفها الرافض لكل حل سياسي عادل يضمن الشعب الصحراوي حقه في تقرير المصرير· هذا الموقف وقف كحجر عثرة ليس أمام حق الشعب الصحراوي فحسب، بل أمام بناء اتحاد مغاربي، حيث منذ 1988 سنة الإعلان عن تأسيس الاتحاد المغاربي، لم يحرز أي تقدم في قيام تكتل إقليمي قوي، ولن يتحقق ذلك مادامت أحد الشعوب المشكلة لهذه المنطقة تحت السيطرة الاستعمارية وبناء اتحاد مغاربي لن يكون على حساب شعب من شعوب المنطقة·
أثر النزاع لم يقتصر فقط على منطقة شمال إفريقيا، بل رمى بظلاله على الساحة الدولية، حيث انقسمت الدول العظمى بشأن النزاع· إسبانيا وفرنسا عبرتا صراحة عن دعمهما للمغرب، في حين بقيت الولايات المتحدة تراقب عن بعد، رافضت الاعتراف بسيادة المغرب على الأراضي الصحراوية المحتلة· وفي الآونة الأخيرة عبّرت عن رغبتها التعجيل في إيجاد حل سريع للنزاع، خاصة بعد التحولات الحاصلة بمنطقة شمال إفريقيا على الصعيد الأمني، الأمر الذي قد يجعل من الولايات المتحدة الأمريكية تلعب دور هام في المفاوضات ولو بشكل غير رسمي·
ففي صالح كل الأطراف المعنية بشكل مباشر أو غير مباشر التوصل إلى حل نهائي للنزاع، وتكون مفاوضات ''مانهاست'' نقطة بداية لمسار تسوية النزاع·
المفاوضون··· من هم ؟
الوفد الصحراوي:
المحفوظ علي بيبا: هو رئيس المجلس الوطني الصحراوي أي البرلمان، وعضو قيادي بارز في جبهة البوليزاريو وأحد مؤسسيها الأوائل، شارك في المفاوضات بين بلده والمغرب منذ وقف إطلاق النار بينهما في .1991
إبراهيم الغالي: هو ممثل الحكومة الصحراوية بإسبانيا، في الستينيات من عمره، كان أول أمين عام لجبهة البوليزاريو بعد مقتل الوالي مصطفى السيد، الأمين العام الأول المؤسس للجبهة، وكان وزير الدفاع مرتين، في الثمانينيات ثم في التسعينيات، وقائدا للناحية العسكرية التي تمثل الجزء الأساسي في الجيش الصحراوي، مثقف ومتعدد اللغات وله علاقات واسعة مع المجتمع المدني الإسباني والدوائر السياسية الإسبانية·
محمد خداد منسق جبهة البوليزاريو مع المينورسو: في الخمسينيات من عمره، تقلد منصب سفير في عدد من البلدان الإفريقية منها جنوب إفريقيا، معروف بحنكته الدبلوماسية، متعدد اللغات كذلك ويملك ثقافة واسعة·
أحمد البوخاري ممثل الجبهة لدى الأمم المتحدة: عضو الأمانة الوطنية للبوليزاريو وأحد أهم دبلوماسييها المحنكين·
الوفد المغربي:
شكيب بن موسى: وزير الداخلية المغربي
الطيب الفاسي الفهري: الوزير المنتدب للشؤون الخارجية والتعاون، وعضو قيادي بحزب الاستقلال الوطني أكثر الأحزاب السياسية تطرفا في ملف الصحراء الغربية·
فؤاد علي الهمة الوزير المنتدب بالداخلية، كان مديرا بديوان الملك محمد السادس عندما كان وليا للعهد، عينه بعد توليه العرش مندوبا للأمن بوزارة الداخلية، تمهيدا لسحب الملف الأمني وبشكل خاص ملف الصحراء الغربية، من وزير الداخلية السابق إدريس البصري·
محمد ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات، يعتبر أول مدني يرأس جهاز المخابرات في المغرب، ويحسب من الجيل الجديد في البلاط الملكي، من رفقاء الملك في الدراسة رفقة علي الهمة، تقلد ذات المنصب الذي يمثل جهاز المخابرات المغربية الخارجية في 2006 ، بعد الإطاحة بالبارونات القديمة في الجهاز، ويعد ملف الصحراء الغربية أهم ما عهد اليه مند توليه المنصب·
المصطفى ساهل الممثل الدائم للملكة المغربية لدى الأمم المتحدة·
ك·ب
سعد زوغاري
الرئيس السابق للجنة البرلمانية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي
تنطلق اليوم الجولة الأولى من المفاوضات بين طرفي النزاع في قضية الصحراء الغربية، كيف تنظرون لهذه الخطوة خاصة بعد قبول الجانبين الجلوس إلى طاولة المفاوضات ؟
هي فرصة تاريخية ستسمح لنا البدء في حل النزاع نهائيا شرط أن يكون التفاوض في إطار نقاش منطقي و مسؤول لوضع حد لنزاع يدوم منذ أكثر من 30 سنة، ويجب على الأطراف أن تتحلّى بالوعي بخطورة الوضع ومعاناة الشعب الصحراوي ·
تشارك في المفاوضات دول الجوار سيما الجزائر وموريتانيا ، إلى أيّ مدى سيساهم أو بالأحرى ستؤثر هذه المشاركة في نتائج المفاوضات؟
بالطبع المشاركة الجزائرية والموريتانية سيكون لها دورحاسم ومهم في حل النزاع الصحراوي عبر المفاوضات والجزائر ساهمت دائما في السعي لوضع حد للمشكل الصحراوي بتمسكها بالشرعية الدولية وعدالة القضية، ومشاركة الجزائر لن تكون إلا إيجابية في مسار المفاوضات، ذات الدور منتظر من موريتانيا لأن كلا الطرفين من مصلحته العمل على إرساء أسس استقرار المنطقة ·
دول أخرى كفرنسا ، إسبانيا ، والولايات المتحدة محسوبة على الموقف المغربي، ألا تعتقدون أن هذه الأطراف قد تستغل نفوذها للتأثير على مسار المفاوضات؟
من دون شك الأمر وارد، فتلك الدول ستلعب دورا جوهريا في المفاوضات و ستمارس ضغوطات أيضا ولكن هذه الجولة تعتبر منعرجا حاسما بالنسبة للمجتمع الدولي والدول الكبرى على وجه التحديد: إسبانيا ، فرنسا والولايات المتحدة كطرف في القضية وأي نتائج سلبية للمفاوضات لن يكون بمثابة فشل لطرفي النزاع فحسب بل حتى للمجتمع الدولي ، إذن الرهان مطروح على المجموعة الدولية لإيجاد حل نهائي للمشكل الصحراوي وأي إخفاق يعني إخفاق الجميع والمعروف أن المملكة المغربية لطالما اعتمدت أسلوب التلاعب و سياسة الهروب إلى الأمام ·
هل تعتقدون أن المفاوضات ستحسم الأمر في جولاتها الأولى؟
أظن أن المفاوضات ستطول بعض الشيء و سيأخذ المفاوضون متسعا من الوقت ولن يحسم الأمر في جولته الأولى أوالثانية فالقضية معقدة و سيكون هناك تجاذب حول العديد من القضايا الشائكة·
بين تمسك المغرب بمقترح الحكم الذاتي مقابل ما جاء على لسان الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز مؤخرا، أن البوليساريو مستعد لأي تنازلات في إطار خيار تقرير المصير للشعب الصحراوي كيف تتصوّرون نتائج المفاوضات ؟
في الحقيقة أبدت البوليساريو مرونة في التعامل مع القضية وحتى مقترح الأمين العام للأمم المتحدة كان يشير إلى ملامح إيجابية لحل القضية الصحراوية بشكل عادل ودائم ·
سأله: ب ـ القاضي
1 comment:
الوزير الأول الصحراوي للشروق: لا ننتظر الكثير من مفاوضات مانهاست
تاريخ المقال 18/06/2007
اعلن الوزير الاول الصحراوي الى عدم الانتظار الكثير من المفاوضات المباشرة التي انتطلقت امس ببلدة مدينة مانهست في ضواحي نيويورك بالولايات المتحدة الامريكية، وقال في هذا السياق، انه يستوجب على المواطنين الصحراويين الى الباقء على نفس الوتيرة لانه "من غير امنتظر ان تسفر هذا المفاوضات على نتائج عاجلة".
في ذات الشان، كشف عبد القادر طالب عمر رئيس الوزراء الصحراوي ان المفاوضات المباشرة " ستملي علينا بعض الموقف معينة يجب ان نكون جاهزين لها" دون ان يشير الى طبيعة السياسات التي سينتهجها طرفا النزاع عقب لقاء مانهاست، غير انه دعا في الكلمة التي القاها لاختتام الملتقى الوطني للريف الصحراوي، سكان هذه المنطقة الى تقديم المزيد من الدعم للانتفاضة السلمية التي يشنها الصحراويون في الاراضي المحتلة وجنوب المغرب. في سياق ذي اتصال، اعطى رئيس الوزراء الصحراوي سكان الريف جملة من التوصيات كانت في مجملها ردا على "الادعاءات المغربية".
بناء الاتحاد المغاربي لن يتم قبل الوصول الى حل عادل يكفل حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير الحكومة تولي اهتماما لتعميرالمناطق المحررة، وكذا اقامة الاحفالات بها وذلك للدلالة على وجود دولة مستقرة بها الامن على سكان الريف مكافحة المخدرات والهجرة غير الشرعية وكذا السوق السوداء التي يعمل المغرب على تلفيقها للصحراويين المفاوضات لها وجه ايجابي وقال للشروق اذا فشلت لابد على الحكومة الصحراوية ان يجدوا وسائل ضغط اخرى وستكون مجبرة على مراجعة مواقفها من بعض الامور مواقف الدول الكبرى لا زلنا نترقب موقف فرسنا بقيادة ساركوزي هل سيواصل ام سيغير.
Post a Comment