BLOG GOUFIA مدونة كوفيا

حقيقة الاستقرار في المغرب .. الحقيقة الواقعية.. والكذبة الإعلامية

03/06/2007

بقلم: السيد حمدي يحظيه

يتعامل الغرب مع الأنظمة في العالم الآخر، خاصة العالم المتخلف، تعاملا منافقا في عمقه ومبني على أساس مزيف ولا صحة له، فإذا كان هناك ديكتاتور همجي مع شعبه ويصادق الغرب وينفذ إملاءته سمعا وطاعة فهو ديمقراطي وتقدمي حتى لو كانت رائحة الموت تفوح من سجونه وتسمع منها أنات المساجين، أما إذا كان هناك حاكم ديمقراطي في العالم المذكور ويعادي مشاريع الغرب ومصالحه فهو ديكتاتور وظالم ويجب تغيره حتى لو كان خارجا من صناديق الاقتراع. فمثلا في باكستان لو أن مشرف يعادي الغرب لتمت مهاجمة باكستان منذ فترة وتم نزع سلاح باكستان النووي لأنه مملوك من طرف بلد إسلامي ولأصبح شوتري القاضي المخلوع أكبر معارض وديمقراطي، ولكن مشرف صديق للغرب....في المغرب أيضا لو لم تكن الأسرة العلوية الحاكمة والظالمة صديقة حميمة للغرب وتنفذ أدواره القذرة في المنطقة وفي المشرق العربي لكان المغرب الآن مغضوبا عليه وعلى حكامه ولتمت محاولة قلب نظامه ولتم وضعه في الخانة السوداء، ولكان عكس المغرب المشرق والمتقدم الذي يلعب دورا رياديا في محيطه الجغرافي والتاريخي مثلما يتبجح الغرب بذلك. فالغرب يتحدث بتشدق وبنفاق شديد ومبالغ فيه عن الاستقرار في المغرب بينما حقيقة الوضع غير ذلك تماما. إن المغرب مستقر سياسيا في عيون الغرب وقد تخدع صفة الاستقرار هذه من لا يعرف هذا البلد ونظامه، ويظن ذلك الاستقرار استقرارا طبيعيا ناتجا عن رخاء وتقدم ورفاهية وديمقراطية وأن كل شيء يسير بوتيرة عادية. إن هذا الاستقرار الذي يمتدحه الغرب في هذا البلد هو واحدة من المغالطات الإعلامية والدعائية الكبيرة التي نعيشها في عالمنا المتخلف بينما الحقيقة الواقعية تقول لنا أن هذا البلد مستقر لكن بطريقة تعكس كل ما يقول الغرب. ولتوضيح الحقيقة فالمغرب مستقر في ما يلي

:1- الاستقرار في النظام غير الشرعي:

إن المغرب في عيون الغرب مستقر سياسيا ويمتدحونه لهذا الاستقرار، رغم أنهم يعرفون في أعماق أنفسهم أن النظام الذي يحكمه هو نظام غير ديمقراطي وغير شرعي بسبب فقدانه لأبسط شرعية مهما كان نوعها. إن السلطة في هذا البلد هي مغتصبة بالقوة من طرف أسرة واحدة تتصرف في مصير بلد وشعب بالطريقة التي تريها هي لا بالطريقة الطبيعية المعتمدة على شرعية ما. فإذا كان المغرب مستقر سياسيا في عيون الغرب فلماذا لا ينظرون إلى العراق على أساس أنه كان مستقرا هو الآخر سياسيا مع فارق شاسع وهو أن ازدهار العراق في زمن ديكتاتورية صدام حسين لا يمكن أن يقارن مع المغرب في أي عهد من عهود ملوكه الراكعين للغرب. إن مدح الغرب للاستقرار السياسي في المغرب هو مدح منافق تماما ويجانب الصواب فلا يوجد ما يمكن أن يمتدح عليه هذا البلد ما عدا الركوع الأعمى للغرب في كل شيء والتآمر معه ضد جيرانه والعالم الآخر. إن المنطقي هو أن المغرب هو أخر بلد يمكن أن توجه له كلمة مدح في العالم وهو أول من يجب أن توجه له كل الانتقادات، ولكنه صديق للغرب....

2- الاستقرار في عناد القانون الدولي:

في الواقع المغرب مستقر في عناد القانون العالمي منذ أكثر من ثلاثين سنة فهو يعاند المجتمع الدولي في استمراره في احتلال الصحراء الغربية بطريقة غير شرعية ويمارس الاستعمار في وقت أصبحت فيه ظاهرة الاستعمار في العالم من الأشياء المدهشة الغريبة في هذا العصر. ولو لم يكن المغرب صديقا حميما للغرب ويطبق سياسته لتحول الصحراويون إلى شعب مظلوم ولتمت مهاجمة المغرب بكل الوسائل حتى يذعن "للمشروعية الدولية" مثلما يريدها الغرب، لكن بسبب صداقته مع الغرب لا يفعل هذا الأخير أي شيء عملي لتطبيق القانون الذي يعانده المغرب ما عدا طلب من المغرب التفاوض مع ضحيته ( الصحراويين) لإيجاد حل يرضي الجلاد والضحية، الظالم والمظلوم في نفس الوقت.

3- الاستقرار في ظلم الأقليات:

الموضوع الآخر الذي يعتبر فيه المغرب مستقرا بامتياز هو ظلم الأقليات والمجموعات العرقية التي تعيش فيه؛ فالريفيون والامازيغيون والشلوح والبربر مظلمون في هذا البلد ومهدرة حقوقهم إلى أقصى حد. فهذه المجموعات العرقية، وبسبب كرهها للنظام وعداوتها له، بسبب عدم شرعيته، تمت معاقبتها وطردها إلى الجبال لتعيش حياة القرون الوسطى بكل قسوتها وشظفها. فإلى الآن تعيش هذه المجموعات في جبال الأطلس ووادي درعة وسوس عيشة الهنود الحمر في أدغال الامازون، فلا يوجد ضوء ولا ماء ولا حياة كريمة ولا زال الناس يجلبون الحطب على ظهورهم وحميرهم مثلما كانوا يفعلون في قرون ماضية. إن هذا الوضع العنصري مستقر في المغرب منذ حكم العلويون البلد منذ قرون ولا يستطيع هؤلاء المظلومون أن يرفعوا أصواتهم خوفا من بطش هذا النظام الفاسد ويواصلون حياتهم الصعبة بكل تذمر.

3- الاستقرار في الفقر:

وقد يفتخر المغرب أنه مستقر في الفقر، فهذا البلد يقع في الدرجات السفلى في قائمة الدول الفقيرة وسبب هذا راجع إلى أن النظام يمارس حكما طبقيا تتمتع فيه الطبقات الظالمة مثل الحكومة والشرطة والجيش بحياة ترفة رخية بينما يذهب الشعب الآخر إلى الفقر. فهناك إحصائيات موثوق بها تقول أن نسبة الفقر في تزايد في هذا البلد مع مرور الوقت، فالفقراء في سنة 2006 أكثر بنسبة 20% من الفقراء في سنة 1974م، وتضخم أموال الطبقة الحاكمة والحاشية والجيش والشرطة والأمن والمخزن، الذين تمثل نسبتهم 15% من الساكنة ازدادت بنسبة 30% سنة 2006 مقارنة بسنة 1974م.

4- الاستقرار في كثرة السجون:

من جهة ثانية قد يفتخر المغرب بأنه مستقر في عدد السجون ويحطم الرقم القياسي في العالم في كثرتها فهو رقم واحد عالميا في عدد المساجين الذين يصل عددهم إلى 200 ألف سيجن مصرح به، وهناك احتمال أن يكون العدد اكبر من هذا بكثير، وهذا العدد يفوق ما في الولايات المتحدة وكولومبيا والبرازيل والمكسيك وجنوب إفريقيا. إن تزايد عدد المساجين في المغرب مرده الأكثر ترجيحا تزايد الفقر والبحث عن لقمة العيش بطريقة غير شرعية حين تم انسدت كل سبل الحصول عليها بطريقة شريفة في هذا البلد العجيب الغريب. ويبلغ عدد المساجين الموجودين في المغرب المحكوم عليهم في قضية سرقات مادية حوالي 170 ألفا من بين العدد الإجمالي

.5- الاستقرار في تقديم السياحة الرذيلة للغربيين:

ويفتخر المغرب أيضا أنه مستقر في تحويل البلد وسياحته إلى فندق كبير يمارس فيه الغرب رذائله ومتعه الدنيئة في واضحة النهار ولا ناهي ولا منتهي. فالمغرب هو البلد الوحيد في العالم الذي يخصص شواطئ وفنادق حصرا لتقديم الرذائل للغربيين، ففي هذا البلد توجد شواطئ وفنادق ممنوعة على المغاربة ومفتوحة حصرا للأجانب الذين يأتونها من كل بقاع العالم لممارسة فواحشهم . ففي بعض الفنادق توجد فتيات ملحقات بغرف النوم وموجودات على قائمة الفندق وما على السائح إلا طلب. وهناك غرائب وغرائب ولكن المغرب صديق للغرب... إن الاستقرار الذي يمتدحه الغرب في المغرب هو استقرار معكوس ومنافق ومغالط وما يحدث في هذا البلد هو استقرار في كل ما هو سيئ وقبيح وغير معقول ومرفوض. فلو لم يكن المغرب صديق فوق العادة للغرب لتم تضخيم كل عيوبه ونواقصه، ولتم صنع معارضة له في كل مكان ولكن مثلما تفرض المملكة على شعبها إن يركع لتقبيل يد الملك يفرض الغرب على الملك أن يركع لجاك شيراك وجورج بوش وينفذ ما يقولان من أبسط خدمة مثل حجز فندق خاص إلى أكبر مؤامرة ضد الفلسطنيين وقضيتهم.
6/03/2007 7:42 AM