شدد السيد "لين باسكوا" نائب الأمين العام للأمم المتحدة خلال خطابه الذي افتتح به أول مفاوضات مباشرة بين المغرب و البوليساريو براعية منظمة الأمم المتحدة وحضور مراقبين من موريتانيا والجزائر، شدد في خطابه الافتتاحي على ضرورة منح الشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير وقال إن المجتمع الدولي لم يعد مستعدا لاستمرار ما أسمته ب"المأزق الصحراوي". وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة السيدة "ميشيل مونتاس" عقب الجلسة الإفتتاحية المغلقة أن المجتمع الدولي لم يعد مستعدا للسكوت على معاناة الشعب الصحرواي و أنه آن الأوان لايجاد حل لهذه المشكلة التي استمرت لعشرات السنين مضيفة أن أنظار العالم متجهة إلى مفاوضات "نيويورك" التي تجمع لأول مرة وفدان عن المملكة المغربية و الجمهورية الصحراوية طرفي النزاع الرئيسيين إضافة إلى حضور وفدان آخران يمثلان كل من الجزائر وموريتانيا. وستستمر الجولة الأولى من هذه المفاوضات مدة يومين في مقر المبعوث الأممي الخاص بملف الصحراء السيد" بيتر فان والسوم" وذلك بمدينة "مانهاست" غير بعيد من نيويورك.ويرأس الوفد المغربي في هذه المفاوضات وزير الداخلية المغربي السيد شكيب بن موسى كما يترأس وفد البوليساريو رئيس المجلس الشعبي الوطني الصحراوي محفوظ علي بيبه ويتولى رئيس الوزراء السابق السيد سيد محمد ولد بوبكر رئاسة الوفد الموريتاني. و لايتوقع المراقبون حصول اتفاق ينهي الصراع خلال هذه المفاوضات نظرا لتباعد وجهات النظر بين الطرفين الرئيسيين (المغرب والبوليساريو)، حيث ترفض المملكة المغربية استقلال الصحراء وتعتبرها جزء من أراضيها كما ترفض تنظيم استفتاء يحدد مصير الصحراء وتقدم مقترحا بمنح الصحراويين حكما ذاتيا داخل السيادة المغربية.وفي المقابل يصر قادة الجمهورية الصحراوية على ضرورة منح الشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير من خلال استفتاء شعبي بإشراف أممي. موريتانيا وملف الصحراء :: كان اتفاق "مدريد" بين موريتانيا والمغرب وبرعاية إسبانيا في بداية السبيعينيات من القرن الماضي قد قسم الصحراء الغربية إلى جزئين، هما الساقية الحمراء ووادي الذهب معطيا لكل من موريتانيا والمغرب واحد منهما، وهو الإتفاق الذي وقع عليه الرئيس الموريتاني الأسبق السيد المختار ولد داداه والعاهل المغربي الحسن الثاني بيد أن نفس الاتفاق رفض من قبل الصحروايين وادخل المنطقة في حرب سنة 1975 استمرت حتى 1978 عندما انسحبت موريتانيا منها معلنة تنازلها عن مطالبها، و بقى المغرب متمسكا بموقفه بل واعتبر أن الصحراء كلها جزء من أراضيه.ووقع حكام موريتانيا الجدد بالجزائر في 5 أغسطس 1979 اتفاقا مع الصحروايين تم خلاله التنازل بشكل رسمي عن اقليم واد الذهب واعقبه اعتراف موريتانيا العلني بالجمهورية العربيةالصحراوية الديمقراطية. وبعد ثلاثة سنوات من التزام الحياد في النزاع الصحرواي غيرت موريتانيا موقفها سنة 1981 لتعلن دعمها للبوليساريو ضد المغرب وتقدم لها دعما في كل المجالات من أجل نيل استقلالها، وجاء هذا الموقف متوازيا مع تردي العلاقات الموريتانية المغربية. وتراجعت موريتانيا عن دعمها العلني للصحراويين سنة 1984 واعلنت مرة أخرى التزامها بالحياد من الصراع ودعمها لأية تسوية ترضي جميع الأطراف لكنها أكدت على التزامها في نفس الوقت باعترافها بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وهو الموقف الذي لايزال أصحاب القرار في نواكشوط يتمسكون به حتى اليوم. البوليساريو أو الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية "البوليساريو" هي اختصار للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب وقد تأسست في 20 مايو 1973 حيث عقدت أول مؤتمر لها أعلنت خلاله عزمها على إقامة دولة مستقلة على الأراضي الصحراوية الواقعة يومئذ تحت الاستعمار الإسباني.وخلال الفترة مابين 1973 و1975 شن مقاتلو جبهة البوليساريو عدة هجمات على الجنود الاسبان وحظوا بدعم قوي من جكومتي الجزائر وليبيا.وخلال تلك السنوات طالبت كل من موريتانيا والمغرب من خلال الأمم المتحدة بضرورة خروج المستعمر الاسباني من الأراضي الصحراوية واعتبر كل منهما الصحراء جزء منه لكن الطرفان اتفقا سنة 1974 على تقسيم الإقليم الصحراوي بين المغرب وموريتانيا كما اتفقا على تكوين وفد مشترك يتولى متابعة ما أسموه بملف "تصفية الاستعمار من الصحراء" داخل أروقة الامم المتحدة وعلى المستوى الدولي كما كان من مهمة الوفد المشترك التفاوض مع المستعمر الاسباني.وفي سنة 1975 قرر الإسبان الخروج من الصحراء ليتركوا الصحراء مقسمة إلى جزئين هما الساقية الحمراء ووادي الذهب حسب "اتفاق مدريد" الذي يمنح كل واحد منهما لموريتانيا والمغرب. رفضت جبهة البوليساريو مشروع اقتسام الصحراء بين جارتيها (المغرب وموريتانيا) واعتبرته اتفاقا جرى دون مفاوضة سكان المنطقة ورأت فيه استعمارا جديدا للصحراء وحظيت في موقفها بدعم وتسليح من الجزائر وليبيا لتدخل المنطقة كلها حربا كان أكثرها ضراوة على الجانب الموريتاني حيث هاجم الصحراويون أغلب المدن الموريتانية الكبيرة وقصفوها بالمدفعية، وفي المقابل تكبدت البوليساريو خسائر فادحة كان من أكبرها مقتل أول رئيس لها السيد البشير المصطفى السيد بتاريخ 9 يونيو 1976 حين كان يقود فيلقا صحراويا توغل داخل موريتانيا ووصل قريبا من العاصمة "نواكشوط".وفي العاشر من يوليو 1978 قاد ضباط في الجيش الموريتاني انقلابا ضد الرئيس المدني المختار ولد داداه واعلنوا وقفهم للحرب ضد البوليساريو واعتبروها حرب استنزاف بين الأشقاء وأبناء الشعب الواحد كما اعلنوا بعد ذلك في 5 أغسطس 1979 انسحابهم من الصحراء وتخليهم عن اتفاقية تقسيم المنطقة الموقعة مع المغرب وذلك بعد مفاوضات بين حكام موريتانيا العسكريين ومفاوضين عن جبهة البوليساريو تمت بالجزائر. وأعلنت جبهة البوليساريو عن قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وهي الجمهورية التي حظيت بدعم كبير من عدة دول من أهمها الجزائر وليبيا وكوبا واسبانيا في وقت متاخر. وحققت الجمهورية الصحرواية أول نجاح دبلوماسي كبير في 12 نوفمبر 1982 حين تم قبولها عضوا في منظمة الوحدة الإفريقية التي اعترفت بها في الثمانينات(12 نوفمبر 1982)، نتيجة لاعتراف غالبية الدول الإفريقية بها وخصوصا نيجيريا وجنوب إفريقيا والجزائر وغيرها. وقد دفع هذا الإعتراف المملكة المغربية إلى الانسحاب من منظمة الوحدة الافريقية. بيد أن نفس الجمهورية ليست عضوا في اتحاد المغرب العربي الذي يضم خمسة دول في المنطقة تحيط بالمناطق الصحرواية. وتطالب جبهة البوليساريو أو الجمهورية الصحرواية منذ وضع ملف الصحراء بالأمم المتحدة، تطالب باستقلال الصحروايين وضرورة منحهم الحق في إقامة دولتهم المستقلة وقد خاضت من أجل هذا الهدف حربا مع المغرب استمرت حتى سنة 1991 حين تم توقيع اتفاق وقف لإطلاق النار وتعهدت الأمم المتحدة بحل هذا النزاع. المغرب وملف الصحراء طالب الملك المغربي محمد الخامس منذ استغلال المغرب سنة 1958 الاستعمارين الفرنسي والاسباني بالإنسحاب من ما وصفها بالأراضي المغربية التي لاتزال واقعة تحت الاستعمار والتي تمتد من الحدود المغربية مرورا بالمناطق الصحرواية لتصل نهر السنغال شاملة بذلك موريتانيا.وبعد حصول موريتانيا على استقلالها سنة 1960 بدأ المغرب معركة المطالبة بانضمام موريتانيا إليه عبر الأمم المتحدة وبدعم من بعض الدول العربية بيد أن الأمم المتحدة لم تقتنع بادلة المغرب والتي تلاها ولي العهد يومئذ الحسن الثاني رئيس الوفد المغربي خلال الإجتماع الأممي وقررت قبول انضمام موريتانيا كدولة مستقلة للمنظمة الدولية.وبعد اعتلاء الحسن الثاني العرش العلوي بالمغرب بادر إلى فتح صفحة جديدة مع موريتانيا وأنهى حقبة من العداء بين البلدين استمرت لعدة سنوات بسب الموقف المغربي من استقلال موريتانيا، بل ذهب الحسن الثاني إلى التفاوض مع موريتانيا حول المناطق الصحراوية التي لاتزال خاضعة للاستعمار الإسباني وهي المفاوضات التي انتهت بتقسيم المناطق الصحراوية إلى منطقتين هما الساقية الحمراء ينص الاتفاق على منحها للمغرب وواد الذهب الذي يمنحه الاتفاق لموريتانيا والذي اطلق عليه حكام موريتانيا ولاية تيرس الغربية واعتبروه الولاية الرابعة عشرة في موريتانيا. وبعد ثلاثة سنوات من الحرب اعلنت موريتانيا من جانب واحد تخليها عن واد الذهب واعترفت بالصحراء،لكن المغرب واصل تمسكه بالاتفاق وضم إلى أراضيه أجزاء كبيرة من وادي الذهب. ويرى المغرب أن الأراضي الصحراوية جزء لايتجزأ من أراضيه وأن سكان الصحراء كانوا يقومون بأداء البيعة لملوك المغرب وأن الاستعمار الاسباني هو الذي بتر الجزء الصحرواي عن وطنه الأم، كما يرى أن للمسيرة الخضراء التي نظمها أواسط السبعينات من القرن الماضي دور كبير في تحرير الأراضي الصحرواية من الاستعمار الاسباني.ويعتبر موضوع الصحراء في المغرب موضوعا مقدسا لايمكن التنازل عنه، ويعرض المغرب منذ بضعة أشهر اقتراحا لتسوية المشكل الصحرواي من خلال قبول استقلال ذاتي بصلاحيات واسعة لكن مع بقاء الصحراءالغربية تحت السيادة المغربية.
http://www.lescahiersdusahara.com/actualites/200607-google-groups-1.html
http://www.lescahiersdusahara.com/actualites/200607-google-groups-1.html
No comments:
Post a Comment