Wednesday, June 27, 2007

إدريس البصري لـ«المساء»:إخواننا في الصحراء يحسنون السمع وهم مكونون حربيا في السياسة والدبلوماسية، ولهم قدرة كبيرة على تحليل الأوضاع أفضل من كثير من المسؤولين المغاربة.
الاثنين, 25 يونيو, 2007 البصري وزير الداخلية الأسبق لـ«المساء»: مشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب أتى من دول أجنبية الحسن الثاني كان يفكر في التخلي عن العرش إذا خسرنا استفتاء الصحراء25/06/2007
أكد إدريس البصري، وزير الداخلية السابق، أن القول بأن المغرب هو الذي اقترح مشروع الحكم الذاتي هو للاستهلاك الداخلي فقط، وأن ذلك تم بضغط من دول أجنبية ترفض تطبيقه في بلدانها حيث ترتفع أصوات مطالبة بالحكم الذاتي أو بالاستقلال التام. وأوضح البصري لـ«المساء» أنه سأل جيمس بيكر في هيوستن لماذا لا تمنحون الاستقلال لولاية تكساس؟ -
ما هي قراءتك لمشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لمجلس الأمن لحل قضية الصحراء؟< في ما يخص المشروع المقترح من طرف المغرب لحل قضية الصحراء، والذي تم تقديمه إلى الأمم المتحدة، فقد سبق لي أن عبرت في العديد من المناسبات بأن كل ما يمس من قريب أو بعيد الكيان المغربي أرفضه شخصيا وكل تدخل يأتي من طرف دول خارجية هو مرفوض ويمس السيادة الكاملة للمملكة المغربية، وكذلك سيفتح الباب لجميع الدول للتدخل في شؤون المملكة المغربية التي كانت دائما مملكة موحدة.-
ماذا تقصد بالقول إنك ترفض كل تدخل من الخارج؟< أقول هذا وأبين الأسباب الموضوعية والسياسية، فموقفي الشخصي المبدئي والموضوعي يجعلني أرفض جملة وتفصيلا كل قرار تتخذه دول أجنبية في قضية وطنية، حتى ولو كانت هذه الدول مؤثرة في منظمة دولية، لأن مثل هذا القرار يحد من سيادة المغرب.- لكن هذا المقترح تقدم به المغرب وليست الأمم المتحدة هي من فرضته؟< القول بأن المغرب هو الذي اقترح مشروع الحكم الذاتي هو فقط للاستهلاك الداخلي، أما حقيقة القرار فهو أنه أتى من دول أجنبية سبق لي شخصيا أن
تحدثت معها وطلبت منها أن تعمل هي أولا بما تقترح علينا عمله في الصحراء وتبدأ هي أولا بحل مشاكلها الداخلية.-
هل يمكن أن نعرف هذه الدول التي تتحدث عنها؟< نبدأ من الولايات المتحدة، فعندما اجتمعنا في هيوستن، وخلال تلك الفترة كانت هناك حركات سياسية تحررية في تكساس تعمل بكل فعالية للاستقلال. ودولة مثل فرنسا لديها هي الأخرى بعض الأراضي والحدود التي تطالب بالاستقلال الذاتي أو التام، مثل كورسيكا وكاليدونيا الجديدة. وفي إسبانيا يطالب الباسكيون بحكم ذاتي أو الاستقلال التام.أما ما سمي بالمقترح الذي قدم من طرف المغرب فهو مجرد الوجه الظاهر لقرار فرض من الخارج. وشخصيا دائما أصر على حرصي التام عن استقلالية القرار المغربي وأرفض كل ما يؤثر على السيادة السياسية والدبلوماسية المغربية وعلى الوحدة الترابية للمملكة المغربية.-
هل قلت لجيمس بيكر خلال مفاوضات هيوستن لماذا لا تمنحون أنتم الاستقلال لتكساس مقابل ما كان يطالب به بيكر آنذاك من منح الاستقلال للصحراء؟< قلتها له بكل حرية وبصراحة.- وماذا كان رد بيكر؟< ضحك- فقط؟ضحكه يفسر ما يجري اليوم في العراق وفي أفغانستان وإيران، حتى يبين أن ما يهم أمريكا هو الهيمنة على العالم.. هكذا فهمت ضحكه.-
هل تتوقع أن يكون المقترح الذي تقدم به المغرب قاعدة للتفاوض المرتقب بين المغرب والبوليساريو؟< شخصيا ألاحظ التباسا في بعض العبارات والكلمات والمصطلحات. فلا ينبغي أن يقال إن المغرب يفاوض البوليساريو والأمم المتحدة، لأن المغرب دولة ذات سيادة قائمة الذات ولا يمكن له أن يفاوض كيانا تحرريا حتى ولو كانت قوته السياسية والدبلوماسية تستدعي ذلك. فالتفاوض لا يمكن أن يكون بين دولة قائمة الذات وبين كيان غير معترف به حتى من طرف الأمم المتحدة. -
لما كنت وزيرا للداخلية أجريت لقاءات مع البوليساريو وفاوضتهم في هيوستن؟< لم تكن مفاوضات وإنما لقاءات بين المغرب والبوليساريو بحضور جيمس بيكر من أجل تبادل الآراء بين المغرب والحركة التحررية أو الانفصالية، وشخصيا حضرت في هيوستن لأن المفاوضات كادت أن تتوقف فطلب مني الراحل الحسن الثاني أن أرأس الوفد المغربي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعدما تبين أن النتائج التي كان سيحصل عليها المغرب كانت ستكون كارثية. وتفاوضت شخصيا مع جيمس بيكر وصافحت الإخوان في البوليساريو، وضحكوا وتوجهوا إلى جيمس بيكر وقالوا له لم يسبق لأحد المسؤولين المغاربة أن صافحنا وإدريس البصري وحده هو من حرص على مصافحتنا واحدا واحدا.. وهذا حصل بالفعل.-
لكن ما هو الفرق بين مفاوضات الأمس ومفاوضات اليوم؟< أنا شخصيا التقيتهم لكنني لم أتفاوض معهم، وإنما شرحت لهم آراء الحسن الثاني وسمعت آراءهم، وطلبت منهم البحث عن تسوية بيننا وبينهم دون تدخل أي طرف أجنبي آخر. وكان الحسن الثاني يقول إنه إذا أراد يوما أن يمتع أي جهة من الجهات، وليس الصحراء فقط، بالحكم الذاتي أو أي صفة من صفة تسيير شؤون الكيانات لابد أن يمنح نفس الامتياز لجميع جهات المملكة.-
وهل سبق أن حضرت لقاءات أخرى مع البوليساريو؟< عدد اللقاءات السرية التي كانت بين المغرب والبوليساريو كثيرة، دون أن أتحدث عن اللقاءات الفردية التي باشرتها شخصيا. كان لقائي الأول معهم في الجزائر مع المحفوظ علي بيبة ومع البشير مصطفى السيد وممثلهم في الجزائر.- في أي سنة جرى هذا اللقاء؟< في سنة 1984- وهل حضره جزائريون؟< لا- وماذا دار في هذا اللقاء؟< أبلغتهم رسالة الملك الحسن الثاني بأنه لا يمكن أن نتحدث عن استقلال الصحراء وما دون ذلك قابل للنقاش. -
ولماذا قبلت إذن بالاستفتاء الذي كان سيؤدي للاستقلال؟< هذه مناسبة لإيضاح بعض الأمور للرأي العام الذي لم تعط له جميع المعلومات والأخبار في شأن مهم يتعلق بمصير الشعب المغربي ككل، حيث إن السيادة التي تقوم على سلطة قائمة الذات، تتكون أولا من سيادة على الشعب ككل وعلى الأرض ككل وحرية القرار داخليا وخارجيا. ولكن عندما نسلم جزءا من ذلك الكل إلى قرار خارج عن السيادة فهو يضرب مفهوم السيادة في الصميم. -
عودة إلى موضوع الاستفتاء، فالمغرب قبل به وكان سيؤدي إلى الاستقلال وبالتالي كان المغرب سيفقد عى إثره جزءا من أرضه؟< هذا احتمال وارد ونظرة مطلقة، وأنا ما زلت أتشبث بالاستفتاء لأنه سيحسم الأمر في عمقه. وكيفما كانت نتيجته فهو سيسد الباب على كل من يريد أن يضغط على المغرب من الخارج لاتخاذ قرار غير مناسب في قضية من قضاياه.-
الاستفتاء كان سيؤدي إلى نتيجتين، إما رابح أو خاسر، فما هي الضمانات التي كانت لديكم حتى لا يكون المغرب هو الطرف الخاسر؟< عندما ذهب المغرب إلى نيروبي وصرح سنة 1981 بأنه قبل بتنظيم الاستفتاء، فآنذاك لم يكن الملك الحسن الثاني ومعاونيه بلداء لأننا كنا متيقنين بأن الأمر كان سيؤدي في النهاية إلى استفتاء تحت مراقبة أممية وينظم من طرف الأمم المتحدة. لقد كان الراحل الحسن الثاني يقول عندما خاض تجربة المسيرة الخضراء إنه إذا ما خسرنا الاستفتاء فسيتخلى عن العرش.-
وماذا عن اللقاءات الأخرى التي جرت مع البوليساريو؟< كان هناك لقاء آخر بجدة عام 1988 وقاده الحسن بن إدريس رحمه الله، وهو رجل من الأسرة الملكية.- ومن حضره عن الطرف المغربي؟< مولاي الحسن وإخواننا من الصحراء الذين ذهبوا للقاء إخوانهم في تندوف، وبعده كانت لقاءات أخرى في عدد كبير من الدول في لشبونة ولندن وبرلين.-
وماذا عن لقاء مراكش، هل حضرته أنت شخصيا رفقة الراحل الحسن الثاني؟< كانت هناك اجتماعات في جنيف وباريس والأمم المتحدة، وكان الحسن الثاني يرغب في لقاء محمد عبد العزيز، وتكفلت شخصيا بإحضار مجموعة من المسؤولين الصحراويين إلى مراكش، وبالفعل حضروا واستقبلهم الملك في القصر بمراكش.-
ولماذا فشل لقاء مراكش؟< اللقاء لم يفشل.- وما هي نتائجه؟< كانت مميزة حيث استمعنا إلى مطالبهم.- وماذا كانت مطالبهم بالضبط؟< يمكن تلخيصها في كلمة واحدة وهي الاستقلال، فإخواننا في تندوف لم يطالبوا بشيء إلا الاستقلال لحد الساعة.-
وكيف وجدتم البوليساريو؟< إخواننا في الصحراء يحسنون السمع وهم مكونون حربيا في السياسة والدبلوماسية، ولهم قدرة كبيرة على تحليل الأوضاع أفضل من كثير من المسؤولين المغاربة.
6/26/2007 12:33 AM...أضافها

No comments: