Friday, June 29, 2007

مفاوضات منهاست: نقاط قوة في ميزان البوليساريو 26/06/2007
بقلم: أ. عبدو سيدي محمد
لاشك أن المتتبع لمسار القضية الصحراوية منذ مطلع الستينيات وحتى الألفية الثالثة يدرك جيدا إنها مسألة تصفية استعمار وحق تقرير مصير لشعب بات وظل و أمسى وماانفك يسعى بشتى الوسائل لنيل مبتغاه الشرعي في الحرية والاستقلال ولا أريد السرد التاريخي للأحداث بقدر ما أريد تحليلا موضوعيا لفترة حاسمة في تاريخ البوليساريو (الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي ) فبعد المرحلة العسكرية والحرب الشعواء التي شنها مقاتلوا البوليساريو ضد إحدى اكبر الترسانات العسكرية في المنطقة و المدعومة ماديا ومعنويا ولوجستيكيا ومخابراتيا وعسكريا من الجانب الغربي وحتى من الجانب العربي ومع ذلك وبفضل استيرتيجية (حرب الاستنزاف) حققت البوليساريو انتصارات باهرة لم تذهل العدو فقط بقدر ما أذهلت أصدقائه أيضا وسجلت ملاحم بطولية نادرة تسجلها الأيام ويعيدها التاريخ .
المغرب المنهزم ميدانيا بسبب سياسة الاختباء والتقوقع وراء (الجدار) لم يجد بدا من البحث عن مخرج يحفظ ماء الوجه و ينهي الحرب التي كلفت الميزانية (المثقلة أصلا بالديون) ملايين الدولارات. حسابات المغرب بعد وقف إطلاق النار: في العام 1991 م جاء قرار الأمم المتحدة القاضي بوقف إطلاق النار ونشرت القوات الدولية على الحدود ( المينورصو) . المغرب و ضع في حساباته أن جبهة البوليساريو المتفوقة عسكريا غير قادرة سياسيا وقد بنيت تخميناته على النقاط الآتية: أولا : الدور الإعلامي وألمخابراتي المضاد للبوليساريو ثانيا : محاولة زعزعة التلاحم الاجتماعي ببث روح التفرقة والعصبية والقبلية وزرع بذور تهميش ودور الدولة ثالثا: استجلاب ذوي الضمائر الضعيفة و النزوات الشخصية الضيقة إلى الساحة السياسية رابعا: التشكيك في قدرة البوليساريو في الاستمرار في المعركة السياسية واعتبارها مجموعة من المرتزقة بنشر بعض المعلومات المغلوطة عبر وسائل الإعلام (الانترنت) عن توريط بعض قادة البوليساريو في قضايا الهجرة السرية والمخدرات والإرهاب.
البوليساريو وتحديات ما بعد وقف إطلاق النار
المهتم بقضية الصحراء الغربية يرى التحديات الجمة التي واجتها البوليساريو قبل وبعد وأثناء تنفيذ وقف إطلاق النار فهي (البوليساريو) منهكة بسبب ظروف الحرب وقساوة الطبيعة وعدم توازن القوى حيث الدعم موجه مباشرة إلى الطرف المغربي ورغم ذلك انتصر الحق وبرهنت البوليساريو قدرة مقاتلتيها ومواطنيها على الاستمرارية والصمود ويمكن حصر التحديات في: أولا : عدد الجامعيين الصحراويين يفوق عدد الجامعيين في فرنسا.
ثانيا: نسبة إعادة التكوين وصلت إلى 50 % من السكان. ثالثا: ارتفاع ملموس في نسبة النمو الديمغرافي (استحداث وتوسيع نطاق الدوائر) . رابعا: هيكل الدولة الصحراوية بدا واضح المعالم فجبهة البوليساريو لم تعد حركة تحرير هدفها التخطيط والتنفيذ الحربيين بل كيان كامل المعالم من النواحي السياسية والإدارية والتنظيمية والقضائية والأرشيفية . خامسا : شبح البطالة وهجرة الأدمغة ( الخريجين) سادسا: شح الموارد الاقتصادية بل الأصح انعدامها بالخصوص بعد تقليص المساعدات الغذائية للاجئين الصحراويين مما أدى إلى عدم استغلال الموارد البشرية وانتشار البطالة المقنعة ( اقل دخل في العالم 0.4 يورو للفرد) .
ومن البديهي أن مرحلة اللاسلم واللاحرب قد أفرزت تداعيات جمة لا يسمح المقال بسردها إلا أن جبهة البوليساريو لم تنهي المعركة الحربية إلا وهي على استعداد تام للمعركة السياسية التي من شماتها الصبر والتأني والمراوغة والتفاوض و الأخذ والعطاء والمقايضة والتنازل وهكذا تدخل البوليساريو مفاوضات مانهاست بروح عالية وهمة شامخة ويستنبط ذلك المتتبع لقضية الصحراوية وتطوراتها من خلال: أولا: تصريحات الرئيس الصحراوي العام الماضي بمناسبة الذكرى الثلاثين لإعلان الجمهورية الصحراوية في منطقة اتفاريتي المحررة. ثانيا: تصريحات الرئيس الصحراوي من نفس المنبر بمنطقة امهيريز المحررة بمناسبة ذكرى انتفاضة الزملة. ثالثا : مداخلة رئيس الوفد الصحراوي المفاوض والتي سردت الحقائق التاريخية والقانونية لمشكلة الصحراء الغربية. رابعا : تصريحات وزير الداخلية المغربي المحتشمة إلى درجة التجمد و أن دخولهم "بنية التفاوض " قد يعني بنية (اللون ) الرؤية المغربية للشرعية الدولية وتمسكها بما ليس لها . خامسا : تصريحات السفير الأمريكي في الرباط أن (المجلس التشريعي) لن يدخل المفاوضات باسم الصحراويين بل البوليساريو هي الممثل الشرعي والوحيد للتفاوض وهذه ضربة دبلوماسية مؤلمة من قعر الدار.
بعد الانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان الصحراوي في المناطق المحتلة وعلى اثر الانتفاضة الشعبية العارمة والضغوطات الدولية بالخصوص المنظمات الإنسانية غير الحكومية في ظل هذه الظروف من المنطقي أن يسعى المغرب إلى المفاوضات المباشرة للحصول على تنازلات مستقبلية فيما يخص الاستثمار و الاقتصاد أو باعتبار ما بذله في البنى التحتية في المناطق المحتلة وهذه قد تكون النقطة الأهم في مسار التفاوض ولكن وللأسف الشديد قد غاب عن ذهن المغرب أن جبهة البوليساريو ليست حزبا سياسيا و لكنها شعبا فهي تفاوض باسم كل الصحراويين وبإمكان أي صحراوي أن يفوض ويطالب بالمقابل بتعويضات العقود المنصرمة من الاستغلال البشع للثروات الطبيعة في الصحراء الغربية .
http://www.upes.org/body2.asp?field=articulos&id=287

1 comment:

Anonymous said...

بيانات متضاربه حول تقرير بان كي مون حول لصحراء الغربيه وهل فعلا فيه مفاجاءات للشعب الصحراوي نرجو ان لا يتغلب منطق اللوبيات على الحقيقه
ولد الخيمه
http://onehumportwo.blogspot.com/2007/06/did-ban-ki-moon-say-sadr-should-accept.html#comments